أكدت جميلة علي سلمان النائب الثاني لرئيس مجلس الشورى أن مملكة البحرين تمتلك سجلاً مشرّفًا في حماية واحترام الشعائر الدينية، وصونها وضمان إقامتها في أجواء من الحرية والانفتاح الحضاري والإنساني، وتجسيدًا للتعايش السلمي والتلاحم بين مكونات المجتمع، وهو الأمر الذي كفله الدستور ونصّ عليه ميثاق العمل الوطني ورسّخه المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، مشيرة إلى أنّ ما تبثه قناة الجزيرة القطرية من معلومات مغلوطة، وبيانات لا تمت بصلة لتاريخ عريق من احترام الديانات وممارسة الشعائر الدينية، يُراد منه المساس بالوحدة الوطنية، والاستمرار في المحاولات المكشوفة لزعزعة الاستقرار وإثارة الفتنة والطائفية في المجتمع البحريني المتماسك. وأوضحت سلمان أن الميثاق والدستور تضمنا نصوصًا واضحة تؤكد حرية العقيدة، وحرمة دور العبادة، وحرية القيام بشعائر الأديان والمواكب والاجتماعات الدينية طبقًا للعادات المرعية في البلد، مبينة أنّ الحريات الدينية والعقائدية تُعد من الثوابت الوطنية التي نرفض المساس بها أو التعرض لها. وذكرت أن قناة الجزيرة القطرية حريٌ بها تسليط الضوء على أوضاع المواطنين القطريين من أبناء الطائفة الشيعية الكريمة، والنظر بعين الإنصاف في حرمانهم من كامل حقوقهم الدينية، وعدم السماح لهم بإقامة الشعائر الدينية، بدلاً من محاولاتها غير المهنية وسعيها المكشوف لبث تقارير إعلامية طائفية تمس التماسك المجتمعي في مملكة البحرين، مؤكدة أن هذا السلوك الإعلامي العدائي بعيد عن مواثيق الشرف الإعلامية، وينافي قيم ومبادئ المهنية والموضوعية والأمانة، والصدق والحياد، التي تُعد من أسس وركائز العمل الإعلامي المسؤول. وذكرت سلمان أن القطريين من الطائفة الشيعية يعيشون حالة من المعاناة بسبب عدم حصولهم على أبسط حقوقهم، ولا يستطعيون ممارسة وإحياء الشعائر الدينية، وخصوصًا خلال موسم عاشوراء، إذ لا يُسمح لهم بفتح المآتم أو الخروج في مواكب عزاء لإحياء ذكرى عاشوراء، مؤكدة أن هذا يتعارض مع المواثيق والمعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان. وقالت سلمان إن قطر تمارس تضييقًا وتقييدًا للحريات الدينية على القطريين الشيعة، وتحرمهم من ممارسة حقوقهم، مبينة أنّ الكثير من القطريين كانوا يأتون إلى مملكة البحرين لإحياء المناسبات الدينية بسبب المنع الذي يواجهونه لإحيائها، وفي مقابل ذلك يجدون في البحرين الانفتاح والحرص على إقامة الشعائر والمناسبات ودعمها من قبل المؤسسات الرسمية والأهلية. وأشارت سلمان إلى أنّ مملكة البحرين تُعد نموذجًا يحتذى به في احترام وتنظيم الشعائر الدينية، والدعم والمساندة المستمرة لدور العبادة والمساجد والمآتم، والاهتمام المباشر من لدن جلالة الملك المفدى، حفظه الله، وتوجيهاته المستمرة لتسخير الإمكانات وتلبية احتياجاتها، خصوصًا خلال موسم عاشوراء، إلى جانب الجهود المخلصة التي تقوم بها الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء. وأفادت بأنّ البحرين على مدى عقود طويلة تعطل كل مؤسسات ووزاراتها وهيئاتها العامة والخاصة، خلال يومي التاسع والعاشر من شهر محرم الحرام، وذلك احترامًا لهذه المناسبة التي لها خصوصية دينية، مشيرة إلى أنّ جميع الجهات والمؤسسات الرسمية والأهلية تتكاتف وتتضافر الجهود بينها من إنجاح موسم عاشوراء، ويقدم الدعم للمآتم وفق خطط وميزانيات محددة، بما يعطي انعكاسًا لتقدير واحترام هذه المناسبة الدينية، وغيرها من المناسبات التي يتم إحياؤها على مدار العام. وأشارت النائب الثاني لرئيس مجلس الشورى إلى أنّ تاريخ البحرين العريق يعكس بجلاء ووضوح أن مئات المآتم ودور العبادة في مختلف ومناطق البحرين هي تحت عناية واهتمام من الجميع، ومصانة وفق الدستور والقانون، ويتم فيها إحياء الشعائر بحرية مطلقة على مدار العام، مؤكدة أن كل ما ساقته قناة الجزيرة القطرية عن الشعائر والطائفة الشيعية كــلام مرسل وعارٍ عن الصحة، وتدحضــه الأدلة والحقائــق والواقع المشهود عن الحريــات والشعائر الدينيــة في مملكة البحرين.
مشاركة :