كتبت: فاطمة الماجد في الآونة الأخيرة كثر اقبال الشباب على ريادة الأعمال وبالأخص الحرة. ولكن رغم تزايد المشاريع الصغيرة بشكل كبير إلا أن أغلبيتها لا تتمكن من الصمود فترة طويلة، وتتلاشى من الساحة المحلية بسبب أخطاء قد يغفل عنها صغار رواد الأعمال الجدد. ولتجنب الوقوع في مثل هذه الأخطاء ينبغي لرواد الأعمال الجدد ولكل من ينوي ان يقبل على ريادة الأعمال الاستفادة من نصائح من سبقوهم والاستفادة من مسيرتهم الطويلة. الفرق شاسع يوضح رائد الأعمال حازم جناحي «لأخبار الخليج» أن هناك فرقا شاسعا بين راود الاعمال والعمل الحر، فالأول مرهون بفكرة جديدة مبتكرة، والثاني وهو (العمل الحر) في الواقع يقوم على تأسيس تجارة متعارف عليها من ذي قبل، وبطبيعة الحال الفكرة الجديدة تواجه معوقات وعراقيل لأنها فكرة غير نمطية وحديثة على المستهلكين وتقبلها يحتاج الى وقت. من رحم الصعاب من الطبيعي ان تتفاوت الصعوبات من حيث نوع المشروع وحجمه وقوته الاقتصادية، ويتحدث رائد الأعمال باسم الساعي عن الصعوبات التي عانى منها في بادئ مسيرته في ريادة الأعمال قائلًا «لا يسعني الا ان أقول انه بحسب خبرتي أصعب فترة في حياة المؤسسة هي اول سنتين من انشائها، واكد ان السبب يعود إلى وجوب البدء من الصفر وتقل الصعوبة مع تقدم السنين والوصول الى بر الأمان! وذكر الساعي ان هذه الصعوبات قد تمر على أي رائد عمل وهي التمويل والميزانية بالإضافة الى التدفق المالي والسيولة التي عبر عنها بأكسجين المشروع وبدونه يصبح المشروع في تعداد الأموات. ولفت قائلًا: «بدأت برأس مال معين واضطررنا الى ان اضع المزيد من المال على رأس المال الأساسي ولم يتبق لدينا من المال الا القليل ولكن مع مرور الوقت وحلول السنة الثالثة بدأ التدفق المالي شيئًا فشيئا ومن ذلك اليوم بدأت تتوالى علينا النجاحات». «التحديات سُنة الحياة» اما بالنسبة لرائد الأعمال حازم جناحي فيقول «ان الصعوبة الكبرى تكمن في استخراج التراخيص وتليها ايضًا صعوبة التمويل لإنشاء المشروع فقط. وبعد باع طويل في هذا المجال، يؤكد جناحي ان عوامل نجاح المهنة هي: 1. وجود الشغف 2. وجود خطة عمل ودراسة جدوى 3. المتابعة الحثيثة والمستمرة للأعمال 4. الانضباط الذاتي 5. تقديم خدمة او منتج ذي جودة عالية. ويبين رائد الأعمال الساعي انه يشجع كل فرد من افراد المجتمع ممن ينوي ان يكون رائد عمل ويضيف تذكر ان (مدخولك من نجاح المؤسسة!). وأشار الساعي الى «ان تكون رائد عمل يعني ان هنالك كل يوم تحديا جديدا ينتظرك والتحديات في ريادة الأعمال سُنة الحياة». وأضاف الكوهجي «على أي رائد عمل دراسة مشروعه بشكل متأن ودقيق، وعدم المخاطرة بأخذ قرض أكبر من قدراته المالية وأكبر من حجم المشروع لشراء معدات وآلات وغيرها ثم يكتشف لاحقا عدم احتياجه لها جزئيا أو كليا، بل يبدأ بخطوات متأنية مدروسة ويستمر في الصعود. وشدد جناحي قائلاً «انصح بجمع دروس التجارب الفاشلة والوقوف عليها في افتتاح المشروع الجديد واخذها بعين الاعتبار وعدم الخوف». وأضاف «من خلال خبرتي انصح شباب الغد بالمواصلة والاستمرار وعدم الاستسلام وضرورة الابتكار المستمر». الشركات الضخمة فيما رائد الأعمال نواف الكوهجي يقول «يجب ألا ننسى أن أضخم الشركات العالمية مثل جوجل وغيرها بدأت من «كراج» صغير ملحق بالمنزل وبرأس مال قليل ولم تبدأ بمبنى ضخم وتعيين عشرات الموظفين. يجب السير على خطاهم والاستفادة من واقع تجربتهم». ويؤكد الكوهجي انه من الأمور المهمة عند دراسة المشروع هو العثور على التمويل أو المستثمر الذي سيقوم بتمويل المشروع ويساعد رائد الأعمال في تطوير الشركة وزيادة تنافسيتها. وأشار الكوهجي الى مراعاة قابلية المشروع للتوسع خارج البحرين إقليميا وعالميا، فمن خلال تجربته ينصح بضرورة التفكير خارج الصندوق. %20 من الزبائن يتسببون في 80% من حجم الأعمال يشيد الساعي بمقولة اعجبته ويحتذي بها دائمًا وهي «كل مرة بدأت في مشروع لم ابحث عن فكرة بل ابحث عن «حل لمشكلة يعاني منها الآخرون»! ويشير الساعي الى انه بإمكان رواد الأعمال البدء في البحث عن المشاكل التي يعاني منها الفرد، فوجود مشكلة فردية لدى الشخص تعني ربما انها موجودة عند الكثيرين وبحاجة لحل. كما يحذر جناحي الشباب بضرورة دراسة السوق وعواملها ومتابعة المشروع مع المرشدين الرواد عند الشروع في العمل. وينوه الى ضرورة ضبط الموارد المالية من ناحية التسعير فيجب على رائد الأعمال عدم تسعير الخدمة او السلعة بحسب أسعار السوق فهذا احد الأخطاء وانما بحسب سعر الكلفة، وضرورة الاستفادة من خبرات الموظفين ومهاراتهم. أخطاء شائعة ويلخص الخبير الاقتصادي عارف الخليفة ابرز الأخطاء الشائعة في ريادة الاعمال وهي: خطة عمل غير واضحة واختيار مكتب استشارة ذي كفاءة منخفضة، من المهم بالنسبة لريادة الأعمال اختيار خطة عمل جيدة فاختيار خطة العمل ودراسة الجدوى غير المكتملة سبب رئيسي للإخفاق. قيام رائد العمل بكل ما يخص العمل، يعد قيام رائد الأعمال بكل الأعمال الخاصة بالمشروع مثل التسويق والمحاسبة وضبط الميزانية احد الأخطاء الشائعة. القفز بخطوات مراحل النمو، بدافع الخوف من الفشل يلجأ بعض رواد الأعمال الى عمل خطوات كبيرة من اجل جني الأرباح وخوفًا من الفشل، مثل التوسع بدل تأصيل الفرع الرئيسي وضم شريك آخر لتحسين الإيرادات وهذه خطوات خاطئة تؤدي للتعثر. خلط المصاريف الشخصية والإيرادات الخاصة بالمشروع، ان عدم اجادة التعامل مع المال وشراء الأشياء الثمينة مثل الساعات والسيارات الفارهة يؤدي للتخبط في المشروع فيجب عدم العبث في إيرادات المشروع وصرفها في أمور شخصية. عدم وعي بعض رواد الأعمال بقابلية «تحمل رأس المال» وتقبل فكرة ان قد يستنزف المشروع 50% من رأس المال لمدة 3 سنوات تقريبًا. الحكم على المشروع بالفشل مبكرًا، من الخطأ الشائع استباق الأحداث وعدم الصبر فتجد رائد العمل يحكم على المشروع خلال فترة ضئيلة من 3 الى 6 أشهر بالفشل، وتبعا لذلك يغلق المشروع علمًا بأن اقل فترة للقياس هي قرابة الثلاث سنوات ومن ثم التفكير بتحويل النشاط لنشاط آخر ان ثبت ضعفه. خطأ شائع جدًا وهو استنساخ المشاريع والانجراف وراء الشائع، ففي الآونة الأخيرة كثر استنساخ المشاريع من الدول الأخرى مع عدم مراعاة العوامل الأساسية وهي ان المشروع قد لا يتماشى مع البيئة الحالية وقد لا ينجح في هذه المنطقة. عدم استغلال وسائل التواصل الاجتماعي المجانية ونشر المحتوى باستمرار، من الضروري ان ينشر صاحب المشروع المحتوى الجيد عبر وسائل التواصل الاجتماعي قدر الإمكان فهو يعرّف الجمهور على المشروع والعلامة التجارية. عدم النضوج في فهم السوق، يجب ان تكون هناك استدامة في إيرادات المشروع لكل وقت وزمن فيجب ان لا يكون المشروع مربحًا بأوقات معينة 100% وفي أوقات أخرى يكون غير مربح كمثل الفصول (الشتاء مربح – الصيف غير مربح) يجب ان يكون مربحا على مدار العام وإلا سيسبب الخسارة المبكرة. عدم دراسة الجمهور المستهدف والتعمق في تحديد الفئة المستهدفة. عدم معرفة المتطلبات القانونية والتشريعية والمصروفات الإضافية، من الخطأ ان يقبل الفرد على مشروع وهو لا يعلم التشريعات والمصروفات الثابتة مثل الرسوم السنوية والشهرية وما يتعارض مع البيئة والقوانين. عدم تحديد متطلبات رأس المال التشغيلية، من الضروري جدا ان يحدد رائد الأعمال بوضوح كيف سيبدأ مشروعه عن طريق القروض – المنح الحكومية – صندوق العمل تمكين – وزارة العمل او أي جهة قد تموله ويعتمد عليها. أخذ قرض شخصي لافتتاح مشروع جديد احد اكبر الأخطاء. يجب قبل الشروع في بدء المشروع تحديد مصدره والكلفة والمستلزمات.
مشاركة :