كيف نحمي أطفالنا من التنمّر الإلكتروني؟

  • 7/9/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مع بداية الإجازة الصيفية ينشط تفاعل الأطفال مع العالم الافتراضي، من الألعاب الإلكترونية إلى مواقع التواصل الاجتماعي والبرامج التدريبية التي تُقام «عن بعد»، ما يجعلهم عرضة للوقوع في شِباك التنمّر والتعليقات المؤذية، سواء بالكتابة أو اللفظ وأشكال السخرية بالايماءات. الأمر الذي يُشكِّل تهديداً خطيراً على السلامة النفسية للأطفال، ما لم يُحاطوا بالحماية والتوعية، ويتم تحصينهم ليكونوا قادرين على التعامل مع هذه السلوكيات العدوانية. ظاهرة التنمّر الإلكتروني تؤدّي إلى هز كيان الأطفال وثقتهم بأنفسهم، ما يجعلهم انطوائيِّين، وعليه تبذل الجهات المعنية بحقوق الطفل وسلامته دوراً مهماً في التوعية بخطر التنمّر، من خلال الورش التي تشارك فيها مختلف الفئات العمرية لتعزيز قيَم التسامح.وتلخِّص زينة حسن (أم لـ 4 أبناء)، لسان حال الأهالي، وتعتبر أن التنمّر مشكلة متواجدة في كل بيت خصوصاً مع انطلاق الإجازة الصيفية، حيث يقضي الأطفال وقتاً طويلاً أمام الأجهزة الإلكترونية، وقد يتعرّضون لمشاهدات أو ألفاظ تخدش الحياء من أشخاص لا يعرفونهم ويتواصلون معهم فقط عن طريق الألعاب. وذكرت أن أسوأ ما في الأمر رسائل التعنيف والتجريح والإساءة المتكرِّرة، فالطفل بطبيعته لا يقوى على الصمود أمام سيل التنمّر، فيشعر بضغوط خطيرة. وقالت: من واقع مسوؤليتي كأم، أضع حداً لكل ما يشكل تهديداً على صحة أبنائي النفسية، ولا سيما أن الأمر قد يتفاقم من مجرّد ألفاظ إلى صور وفيديوهات مفبركة ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهنا يقع على الوالدين دور أساس في حماية أطفالهم من الوقوع في مصيدة المتنمِّرين. فاطمة الظنحاني فاطمة الظنحاني التوجيه الأسري أوضحت الاختصاصية الاجتماعية فاطمة علي الظنحاني أن التنمّر الإلكتروني تفاقم في الآونة الأخيرة بسبب الظروف التي فرضتها جائحة «كورونا»، وبات التعمُّد في إيذاء الآخرين يظهر بعدوانية عبر الإنترنت، الألعاب الإلكترونية، الرسائل النصية ومواقع مثل «يوتيوب» و«انستجرام». والتنمّر الإلكتروني إما يكون مباشراً من المتنمِّر الحقيقي، أو غير مباشر عبر رسائل من حسابات وهمية، ما يزيد من إضافة تعليقات لاذعة. وذكرت أن التنمُّر مثل أي مشكلة اجتماعية، له محفِّزات وأسباب، منها الإهمال الأسري للطفل والذي ينتج عنه تصرّفات قد تكون خارجة عن المألوف، وكذلك تسلّط الوالدين أو أحدهما على الطفل فينشأ عنده ضغط نفسي مفرط، ويعمد إلى تفريغ هذا الضغط على أقرانه. كما أن الأطفال الذين يتعرضّون للتنمّر يعانون من نقص في التوجيه الأسري وضعف في الشخصية، ويكونون بيئة خصبة لممارسة التنمّر في حقِّهم. منى اللوغاني منى اللوغاني جلسات إرشاد عن الحالات التي بدأت تظهر خلال البرامج التعليمية عن بعد، تحدثت المرشدة الأكاديمية والمهنية منى علي اللوغاني، لافتة إلى تجربتها مع أحد الطلبة الذي تعرّض للتنمر، حيث قام رفاقه بتعنيفه ونبذه واتهامه بما لم يفعله. وذكرت أنها كمرشدة قامت بالإجراءات اللازمة لردع هذا التنمّر، وقدّمت للجميع حصصاً توجيهية عن التنمّر وأضراره، مع عرض للائحة السلوك التي تعاقب المتنمِّرين. ونظّمت جلسات إرشاد فردية مع الطفل الذي تعرّض للتنمّر لتعزيز ثقته بنفسه، مع العمل على تحفيز السلوك الإيجابي عبر التشجيع المعنوي وتحفيز الطلاب بمنحهم شهادات الانضباط السلوكي. وتحرص اللوغاني على تقديم ورش توعوية عبر المنصات الإلكترونية لجذب الأطفال وتحفيزهم ليكونوا قادرين على تحصين أنفسهم ضد المتنمِّرين، مع التأكيد على دور الآباء في حجب التطبيقات التي قد تعرِّض أبناءهم إلى التنمّر أو قد تدفعهم للتنمّر على غيرهم. مسك الهلالي مسك الهلالي أعراض وذكرت الاختصاصية النفسية مسك وهيب الهلالي أن اضطراب القلق Anxiety Disorders، يصيب الطفل نتيجة تعرضه للتنمّر الإلكتروني، وهو من أنواع الاضطرابات المصاحبة للتوتّر المفرط ومشاعر الهلع التي تؤثِّر على السلوك والشهية والنوم، مع نوبات غضب وصعوبة في التركيز. والطفل بعد تعرّضه للتنمّر الإلكتروني المستمر، يشعر بالعجز وعدم الأمان وتنكسر ثقته بنفسه، لذلك يلجأ إلى الانعزال ما يؤثِّر سلباً على صحته النفسية، وقد تراوده أفكار سلبية حول إيذاء نفسه في حال تعرّض لتنمّر إلكتروني شديد مثل السخرية والانتقاد أو التهديد والابتزاز. وقد يُصاب الطفل باضطراب الاكتئاب Depression Disorder، ويكون مصحوباً بالحزن واليأس وانخفاض احترام الذات وعدم القدرة على الاستمتاع بملذات الحياة. الدعم النفسي وأوضحت الهلالي أنه بمجرّد اكتشاف الأعراض، يجب على الوالدَين عدم تجاهلها والتدخّل السريع لمعالجة الموقف، والبدء في الحوار مع الطفل لمعرفة الأسباب بالتعاون مع الاختصاصي النفسي للتركيز على مواطن القوّة لديه وتشجيعه بعبارات إيجابية. والأهم إتقان مهارة الاستماع وإظهار الاحترام للطفل وترك مساحة له للتعبير، وتشجيعه على حضور برامج تطوير الذات وتنمية المهارات للتقليل من حدّة القلق والتوتّر والشعور بالثقة. ولفتت إلى ضرورة تشجيع الطفل للإبلاغ عند التعرّض للتنمّر الإلكتروني، وإحاطته ببيئة آمنة ومحفِّزة، والتواصل مع أفراد الأسرة وتكوين علاقات صحية بين أقرانه. علي ضاحي علي ضاحي أحكام وعقوبات حول العقوبات التي وُضعت لكل من يعرِّض الطفل للإيذاء النفسي والبدني، أكّد المحامي علي مصبح ضاحي، أن قانون حماية الطفل «وديمة»، ينصّ في المادة 34 على عقوبة تعريض سلامة الطفل العقلية أو النفسية أو البدنية أو الأخلاقية للخطر، سواء بتخلّي القائم على رعايته عنه أو تركه بمكان أو مؤسّسة رعاية بدون موجب، أو رفض قبول الطفل من القائم على رعايته، أو الامتناع عن مداواته والقيام على شؤونه. كما أشار القانون في المادة 36 إلى أنه يحظر تعرّض الطفل للتعذيب أو الاعتداء على سلامته البدنية أو إتيان أي عمل ينطوي على القسوة من شأنه التأثير على توازن الطفل العاطفي أو النفسي أو العقلي أو الأخلاقي. ونصَّ قانون «وديمة» بالعقوبات في حال التنمّر والتعذيب والإيذاء، وتكون العقوبة الحبس والغرامة بما لا يقل عن 50 ألف درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين، لكل من يخالف حكم المادة 36 من هذا القانون. سلوكيات عند تعرُّض الأطفال للتنمّر الإلكتروني، تظهر عليهم بعض السلوكيات، مثل عدم الرغبة في استخدام الإنترنت، الشعور بالقلق الدائم، إخفاء الشاشات وتجنُّب مناقشة ما يفعلونه في أجهزتهم، حذف الحساب أو «الإيميل» بشكل مفاجئ وظهور علامات الاكتئاب والمزاج السيئ وقلّة النوم. مناقشة الأفكار يلعب الأهل دوراً جوهرياً في توجيه الأبناء وملاحظة تصرّفاتهم، ومنحهم الفرصة لمناقشة أفكارهم والعمل على تنمية شخصيتهم لردع أشكال التنمّر الإلكتروني، وتعزيز شعورهم بالأمان. وأهم طرق التوعية، مراقبة ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعي التي ينشغل بها الأطفال.

مشاركة :