مدمن الـ 22 عاماً: دفنت والدتي عقب جرعة هيروين

  • 11/27/2013
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لم يتوقع أبو فهد أن يجد نفسه أمام خيارين كلاهما صعب، فإما الموت أو السجن، ليجد نفسه عازما على طرح الخيار الثالث العلاج. ويروي المتعافي من الإدمان أبو فهد «22 سنة إدمان» أحد المسجلين في مجموعة «بدر» التابعة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بالتعاون مع مكافحة المخدرات ومستشفى الأمل في جدة، حياته المريرة مع المخدرات، والتي نجح في تحويلها إلى تجربة، مبينا أنه مر بعدة محطات، إلى درجة أنه دفن والدته وهو في حالة غياب وعي إثر المخدرات، بل لم يشعر بوفاتها. وقال أبو فهد والذي يعد برامج منوعة مع 260 متعافيا من الإدمان في مجموعة «بدر» إن حياته مرت بآلام، وقال: «كنت متزوجا ولدي 9 أبناء وبنات، وقعت في مستنقع المخدرات لمدة 22 عاما، استخدمت فيها جميع أنواعها بدءا من الحشيش ثم الحبوب ثم الهيروين بواسطة الشم ثم القصدير ثم الإبر». وأضاف: «تركت وظيفتي أو بمعنى آخر فصلت منها، وزوجتي تركت المنزل وذهبت لأهلها، تركت أطفالي لوالدي يرعاهم، تشردت في الشوارع بحثا عن المال بأي طريقة للحصول على حاجتي من المخدرات بدأت في ترويج المخدرات في الأحياء الشعبية، حالتي ظلت تسوء يوما بعد يوم، حتى ضاقت بي الدنيا بما رحبت، أصبح أمامي فقط 3 خيارات لا رابع لها، إما الاستسلام للموت أو السجن المتحقق في أي لحظة أو العلاج، فاخترت الخيار الثالث وطرقت باب مستشفى الأمل حيث وجدت منهم كل الترحيب رغم زحمة المواعيد، بدأت رحلة العلاج وبدأت التخلص من آثار الإدمان وآثار السموم حيث تم سحبها من جسمي من خلال جلسات العلاج الطبي ولله الحمد رغم انتكاستي خمس مرات، وكنت في كل مرة أقاوم وأقاوم، ونجحت في إكمال البرنامج التأهيلي حتى نهايته». ويعود أبو فهد لبداياته مع الإدمان فقال: «كان حب الاستطلاع هو الخطوة الأولى في مشواري، بصحبة اثنين من أصدقاء السوء بل أعتبرهم من شياطين السوء، حيث جاء أحدهما بقطعة حشيش وتحت ضغط الإغراءات رضخت وجربتها وانطلقت بعدها إلى عالم المخدرات». يضيف أبو فهد: «تعرضت لكثير من المواقف الأسرية التي أفضل أن لا أذكرها لشدة ما بها من مآسٍ، وأكتفي بموقف مؤلم عندما توفيت والدتي وذهبت إلى المقبرة عقب جرعة هيروين، كنت في حالة سيئة للغاية لا أدرك تفاصيل دفن والدتي». ويتوقف قليلا بسبب دموعه، ثم يختم بقصة أخرى له لازالت تتعبه نفسيا، عندما باع في أحد الأيام مكيفين في منزله في عز الصيف للحصول على مقابل مادي يشتري به المخدرات، تاركا أطفاله في لهيب الصيف، مضيفا: «الحمد لله الذي شافاني اليوم وعافاني مما كنت فيه، المخدرات دمار ودمار ودمار».

مشاركة :