أكد عدد من النقاد والكتاب السينمائيين المشاركين في ندوة “النقد السينمائي.. طرق النقد وأساليبه ومدارسه”، في مهرجان الأفلام بدورته السابعة، أن الحيادية والموضوعية مسألة نسبية ولا يستطيع أحد النقاد بلوغ الموضوعية المطلقة، كما تم توقيع كتابي “عين الصقر” و”عين الآلة”. عُقدت الندوة مؤخرًا ونظمتها جمعية الثقافة والفنون بالدمام ، بالشراكة مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي وبدعم من هيئة الأفلام بوزارة الثقافة، وأدارها المخرج بدر الحمود، ونظرًا للظروف التي لم تُمكن المشاركين من الحضور أقيمت الندوة من خلال منصة “زوم”، وشارك فيها كل من الناقد الفني الجزائري عبد الكريم قادري، والناقد الفني محمد رضا من لبنان، والصحفية والناقدة الفلسطينية علا الشيخ. وقد أجمعوا على أن هناك أمورًا كثيرة تحكم الناقد عندما يكتب رؤيته النقدية تجاه عمل ما، إضافة إلى تراجع اهتمام الصحف ووسائل الإعلام المختلفة بالمقالات النقدية، منتقدين سهولة حذف المقال النقدي من جانب إدارة الصحيفة لأي سبب، لكن في المقابل تنشر الأخبار التي تتناول حياة الفنانين الشخصية على صفحاتها الأولى. وبعد عرض فيلم “أربعون عامًا وليلة” أكد مخرج الفيلم محمد الهليل أنه عمل جاهدًا على توحيد لهجات ممثليه في الفيلم الذي ضم نخبة من الفنانين المخضرمين كالفنانة سناء بكر يونس والفنان جعفر الغريب ومجموعة من الشباب، مؤكدًا أن هدفه الرئيسي في اختيار الممثلين كان مبنيًا على المرونة، وأن يظهرهم الفيلم بشكل مختلف، وأن يكونوا مؤمنين برؤيته كمخرج، وكيفية الوصول لها حتى تظهر بهذا الشكل في الفيلم. وحول مدرسته الفنية قال الهليل: أحب المدرسة المستقلة الواقعية؛ لأنها صادقة وقريبة من كل الناس، لافتًا إلى أن هناك فيلمًا يعمل عليه حاليًا للمؤلف عبد الرحيم العيسى وعنوانه “أول جريمة قتل”، وفريق العمل يستعد لدخول الاستوديو والبدء في التصوير، كما قدم ندوة لتوقيع كتابين من الكتب التي تم إصدارها على هامش المهرجان في مكتبة “إثراء”. استعراض كتاب “عين الصقر” وأدار الندوة المخرج محمد الفرج الذي أكد أن المهرجان حريص منذ نسخته الأولى على إثراء المكتبة العربية بعدد من الكتب الفنية؛ حيث قدم المهرجان هذا العام أربعة كتب، وتم توقيع الكتاب الأول “عين الصقر – دليل الصحاري السعودية” لمجموعة مؤلفين يمثلهم الكاتب والروائي عواض العصيمي؛ والكتاب الثاني “عين الآلة” لمؤلفه حسن الحجيلي. بدأت الندوة باستعراض كتاب “عين الصقر”؛ إذ قال الكاتب عواض العصيمي إن الحديث عن الصحراء هو انعكاس لدور الصحراء في حياتنا ومخيلتنا العربية والسعودية؛ فالصحراء موجودة في مخيلتنا جميعًا، كما أنها مكون أساسي وأصيل في بيئتنا المحلية، وتحمل موروثات وتقاليد وثقافة أنيقة تخصها، كما أن لها وسمها الخاص، وبالتالي فإن الفكرة العظيمة التي أحيتها هذه الدورة من المهرجان هي الربط بين الصحراء كمفهوم ثقافي وبين السينما كمنصة لقراءة واستعراض هذا المكون الجغرافي والثقافي من منظور سينمائي معاصر نستطيع من خلاله أن نقدمه ليصل إلى الآخرين، وبالتالي نستطيع أن نستنفر قوانا الإبداعية في صناعة الأفلام، ونحرّض الكتاب المهتمين بالرواية على أن يدخلوا هذا الأفق الواسع. كتاب “عين الآلة” وتحدث المؤلف حسن الحجيلي حول كتابه “عين الآلة” قائلًا: طبيعة الأفلام تغيرت مع ظهور المنصات حتى إن المسلسلات أصبحت قصيرة مثل الأفلام لدرجة أن أحد المخرجين قال إن المسلسلات أصبحت كالأفلام الطويلة، وبالتالي ضاع مفهوم الاثنين، فالمفترض أن الأفلام تُعرض على شاشة السينما وليس المنصات، ولهذا فأنا أخاف على السينما ومصيرها. وأضاف الحجيلي: الآلة تحدق بالفعل في الإنسان، أما بخصوص النسوية فأنا لم أفكر أن أكتب عن نسوية السينما، واكتشفت أن هناك ارتباطًا بين النسوية والنظرية النقدية السينمائية والسرد السينمائي، واكتشفت أيضًا أن النسوية نسويات متعددة، ومرت بحركات مختلفة؛ فالموجة الأولى كانت حقوقية، والموجة الثانية ترى تحيز الرجل ضد المرأة، والآن مع الألفية الثالثة ظهرت موجة ما بعد النسوية، وهي الموجة الأهم؛ حيث تطرح فكرة أن النساء من بيئات مختلفة ولا يمكن وضع معيار واحد لتناول شخصياتهن على شاشة السينما، فمرحلة ما بعد النسوية تختلف باختلاف المجتمع الذي جاءت منه المرأة، وتلك النظرية ترى أن النسوية اختفت؛ لأن هناك قوانين تحمي المرأة وتمنحها حقوقها، لكن مع الأسف نجد منتجين يستغلون النظرية النسوية لترويج منتجهم الفني بزعم أن أفلامهم تدافع عن المرأة وحقوقها. ودعا العقيد المتقاعد من الأمن الداخلي “محمد بن حسين بنونة” صناع السينما السعوديين إلى ضرورة إبراز التراث العربي الأصيل، والتقريب بين الشعوب في أعمالهم الفنية. وتحدث “بنونة”؛ خلال الندوة التي أقيمت على مسرح إثراء بعنوان «قصص وحكايات الصحراء»، عن مغامراته مع الصحفي والكاتب الأمريكي بول سالوبيك في استكشاف الصحراء السعودية، واستغرقت الرحلة ثلاثة أشهر قطع خلالها ثلاثمائة كيلو متر في البحث عن القرى والمدن والتراث الشعبي، وعن الشعراء وقصصهم حول البحث عن الماء. وأضاف: في ظل الانفتاح الذي تعيشه مملكتنا اليوم علينا أن نستغل تلك الفرصة لنظهر للعالم ثقافتنا وتراثنا من خلال الأعمال السينمائية، وهي مسؤولية تقع على عاتق أهل الفن، لافتًا إلى أن الفن قد قرب بين الشعوب وفعل ما لم تفعله الرياضة. اقرأ أيضًا: استراتيجية الهيئة السعودية للفضاء ورؤية 2030 مهرجان أفلام السعودية ينطلق محتفيًا بالصحراء عبر 57 فيلمًا ملتقى الفيديو آرت الدولي يقدم عروضه الإبداعية في الرياض الرابط المختصر : يرجى ترك هذا الحقل فارغا مرحبا 👋 سعداء بالتواصل معكم قم بالتسجيل ليصلك كل جديد نحن لا نرسل البريد العشوائي! اقرأ سياسة الخصوصية الخاصة بنا لمزيد من المعلومات. تحقق من علبة الوارد أو مجلد الرسائل غير المرغوب فيها لتأكيد اشتراكك.
مشاركة :