يغلب على تفكير كثير من الناس الأفكار السلبية وخاصة في مجتمعاتنا العربية التي يغلب عليها طابع التشاؤم، وقد يكون لذلك مبررات، فهناك الكثير من الصعوبات التي مر بها العالم مند بداية جائحة كورونا، وهناك الحروب التي لا تنقطع في المنطقة، والأزمات السياسية والاقتصادية، ولكن الحياة بهذا التفكير طوال الوقت صعبة جدا؛ فلا أسوأ من أن تكون شخصا متذمرا متعكر المزاج يتجنبك كل من حولك.هل هناك طريقة للتعامل مع هذه الصعوبات والمشاكل لكي نعيش حياة إيجابية برغم الظروف المحيطة بنا؟ الجواب هو نعم؛ فبناء على نظرية العالم آرون بيك مؤسس مدرسة العلاج السلوكي المعرفي وهي من أهم طرق العلاج النفسي، هناك الكثير مما نستطيع عمله لتغيير طباعنا وأسلوب تفكيرنا، كيف نوقف هذا الصوت الداخلي من اللاوعي المليء بالأفكار السلبية؟ فحديثنا مع النفس ممكن أن يكون إيجابيا يبعد المخاوف ويعزز الثقة بالنفس أو سلبيا مؤديا لتصور أحداث مستقبلية سيئة ومدمرة للذات؛ فإذا أيقنا أن 99% من هذه الأمور السيئة لا تحدث إلا في عقل الشخص الذي يفكر بها لأنه تعود على ذلك وتسبب له التعاسة، كان ذلك أول خطوة للتحكم بتلك الأفكار. أعرض هنا عشر نصائح أرجو أن تكون مدخلا إلى تفكير إيجابي بعيدا عن السلبيات والتشاؤم.أول نصيحة هي الإيمان بالقضاء والقدر وأن الله معك ولن يصيبك إلا ما كتب الله لك، أمكنك أن تعيش في سلام ذاتي. ثانيا ابتعد عن الأشخاص السلبيين من حياتك؛ فوجودهم ينشر أفكارهم السلبية فيمن حولهم وهي معدية فهم يسرقون طاقتك ويؤثرون في تفكيرك أكثر مما تتخيل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.ثالثا لا تعش في الماضي وتقس على نفسك بسبب التجارب السيئة من الماضي؛ فكلنا مررنا بهذه التجارب وللجميع أخطاء ولا نستطيع أن نعيش بقية حياتنا على الماضي، ولكن يجب أن نتعلم من أخطاء الماضي فنتجنبها مستقبلا. رابعا ركز على المستقبل وما يمكن إنجازه، وتذكر أن اليوم هو أول يوم من بقية حياتك ومستقبلك فما ينتظرك هو أهم بكثير من الماضي. خامسا كن ممتنا لما تملك وما حققت وما وهبك الله في حياتك فانظر للجزء الممتلئ من الكأس وليس الجزء الفارغ، وتذكر كل الأشياء التي تملكها في حياتك واشكر الله على ما وهب؛، فليس هناك أجمل من الشعور بالرضا فهو أقرب طريق للسعادة.سادسا ابتعد عن مقارنة نفسك بالآخرين؛ فالنظر إلى ما يملكون ولا تملكه هو أقرب طريق للإحساس بالنقص والتعاسة وسبب في الإحساس بالنقص والإحباط ولا يمنع ذلك أن تعمل دائما على تطوير وتحسين الذات بدون النظر للآخرين.سابعا أكثر من استخدام الكلمات الإيجابية مع نفسك ومع الآخرين؛ فليس هناك أحب على الناس من سماعها والتقرب ممن ينشرها، وهي تنشر طاقة إيجابية داخلية للشخص وفيمن حوله؛ فعند ذهابك للعمل تجنب أن تبدأ حديثك مع زملائك بالشكوى والتذمر من كل الأمور السلبية في العمل أو عن رئيسك ...الخ وعوضا عن ذلك ابدأ حديثك بشكر الله لكل الأمور الإيجابية من حولك، وانشر التفاؤل عن مستقبل الوظيفة؛ فهناك الكثيرون ممن لا يجدون الوظائف لسد احتياجاتهم واحتياجات أسرهم. ثامنا عليك أن تؤمن في قدراتك وفي إمكانك على النجاح وتحقيق أهدافك الموضوعية الواقعية، الشك في النفس يمنعك من المحاولة وهذه أول خطوة نحو الفشل والدخول في هذه الحلقة المفرغة السلبية.الأمر قد يتطلب عدة محاولات لتحقيق هدفك يتخللها الفشل قبل أن تنجح، ويجب أن تلغي الاستسلام من تفكيرك، ولا تخف من الفشل، فكل الناجحين فشلوا مرات عديدة قبل أن يحققوا النجاح، والنجاح قد يكون بخطى صغيرة ولكن في الطريق الصحيح وليس بالضرورة أن يكون ذلك النجاح المذهل في البداية. حاول أن تبلغ هدفك بأسلوب مختلف وتعلم من أخطائك السابقة فتكرار نفس الأسلوب الخاطئ سيؤدي إلى نفس النتيجة. ذكر نفسك بنجاحاتك السابقة واستخدمها كمحفز للاستمرار في طريقك وتذكر أنك ستواجه صعوبات. تاسعا تجنب وسائل الأعلام ووسائل التواصل الاجتماعي التي تنشر السلبيات. عاشرا تذكر أن مساعدة الآخرين سبب للسعادة وكن نشطا بدنيا، فلذلك الكثير من الفوائد في تحسين المزاج، عن طريق إفراز الهرمونات الطبيعية المحفزة للمزاج في الجسم والرياضة بشكل دوري متكرر تساعد على التركيز وصفاء الذهن.وأخيرا هناك قاعدة معروفة، وهي أن ما تمارسه يوميا سوف تتقنه بكفاءة عالية؛ فعندما تمارس القلق ستقلق لأتفه الأمور، وعندما تمارس الغضب ستغضب بدون سبب، وعندما تمارس التشاؤم ستتعود على ذلك ويصبح جزءا من حياتك وشخصيتك، لذا مارس الطمأنينة لتتقن السكينة، ومارس التفاؤل والأمل لتتقن راحة البال، ومارس الثقة وحسن الظن بالله في حياتك تنعم بالسعادة والأمان والخير.almaiahmad2@
مشاركة :