احتل الحوثيون صنعاء بذريعة مواجهة الفساد السياسي والاقتصادي وارتفاع الأسعار ولنجدة الشعب اليمني، ثم ما لبثوا أن بدأوا بتكريس واقع الغطرسة والفساد بكل أنواعه، من خلال ما سموه اللجان الثورية التي قاموا بزرعها في كل مؤسسات الدولة، وبدأت قراراتهم تعكس كل عنجهية وصلف واستبداد، حتى منعوا مجرد مخالفتهم في الرأي، هذا ما قاله الخبير الأردني في الشأن اليمني فتحي رضوان. وقال رضوان لـالبيان إن الحوثيين حين احتلوا صنعاء وزعوا المناصب على المحسوبين عليهم وتصرفوا في أموال الدولة اليمنية كأموال خاصة بهم، وكل هذا حتى قبل أن يستتب لهم أي أمر، وهم في ظل الحرب والحصار وعدم اعتراف أحد بهم سوى إيران ومن لف لفيفها، فكيف لو امتلكوا شرعية الحكم، متسائلاً: كيف كانت ستكون عليه الأمور لو انتظر التحالف العربي وقتاً أطول؟. تخبط ويضيف رضوان أن أحد أهم مؤشرات إفلاس سياسة الحوثيين في اليمن أنه حتى في ملف أسعار المشتقات النفطية اضطروا إلى تحرير القطاع وفتح باب استيراد المشتقات النفطية، ما أدى إلى انهيار أسعار الريال اليمني، بسبب الاعتمادات البنكية المطلوبة للاستيراد، ثم أوقفوا تطبيق القرار في أوضح نموذج على تخبطهم المستمر. وأشار إلى أن نجمهم بدأ بالأفول حينها، وهو ما أكد للشعب اليمني ضرورة التوحد خلف التحالف العربي، لاستعادة الشرعية وإعادة الإعمار، فنحن أمام فرصة ذهبية أمام التحالف العربي للاستثمار أولاً في الإنسان اليمني وفي الثروات اليمنية. وأضاف: نحن الآن أمام فرصة نجاح لا تعوض تكون نموذجاً لما وقع من بلدان العرب فريسة للمد الإيراني، سواء في لبنان أو سوريا أو العراق، حيث حل الخراب والدمار وسفك الدماء حيثما حلت إيران. وتابع: نراقب تسارع الأحداث في اليمن، والمسؤولية كما تقع على عاتق اليمنيين فإن مسؤولية دول التحالف العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لا تقل أهمية. وأكد أن نجاح تجربة التحالف العربي في اليمن هي محط أنظار الأمة كلها، مشيراً إلى أنه لا يبالغ إن قال إن أمام التحالف العربي في اليمن فرصة صناعة نموذج وقف التخريب الإيراني في المنطقة. ثروة وتابع أن اليمن الجائع أبناؤه حالياً يملك ثروة سمكية تقدر بـ58 ألف طن سنوياً. واليمن الذي يحاول الإعلام العالمي تسويقه كأحد أفقر البلدان في العالم يمتلك سواحل بطول 2200 كيلومتر لم يستغل منها بعد سوى النزر اليسير. وأشار إلى أن اليمن يملك إرثاً حضارياً وتاريخياً، يجعله من أهم مناطق السياحة عالمياً، علاوة على ميزات السياحة العلاجية من خلال عشرات مواقع المياه الساخنة والكبريتية، ومقومات عالمية لسياحة الاصطياف، حيث الجبال الشاهقة ومساحات هائلة على شواطئ لم تطأ بعضَها بعد قدم إنسان. أما ما يمتلكه اليمن من الثروات المعدنية - يقول رضوان - فهذا حديث يطول، حيث احتياطات هائلة من الغاز والنفط في مناطق لم يبدأ الاستكشاف فيها بعد. وفي مجال صناعة الإسمنت، يمتلك اليمن أفضل أنواع المواد الخام، حيث يضاهي إسمنت اليمن من ناحية الجودة أجود أنواع الإسمنت في العالم. وتابع: أما من ناحية الثروة البشرية، فهنا إرث حضاري عريق، حيث يكدح اليمنيون بطريقة أذهلت كثيرين من حيث القدرة على العمل الشاق، شريطة توافر الإدارة المحفزة، وهذا جلي حتى في أساليب الزراعة اليمنية واستغلال كل شبر، من خلال بناء الجدران الاستنادية في أشد المناطق وعورة، وزراعة أفضل أنواع الفواكه على مستوى العالم. وجدد التأكيد أن فرصة العرب في اليمن مذهلة، وستكون تنمية اليمن وإعادة إعمارها على أسس صحيحة وإطلاق مسيرة البناء والتنمية أكبر رد على سياسات إشعال الحرائق في كل مكان في منطقتنا، ولعل الحسنة الوحيدة لما جرى في اليمن أن شعبها أثبت أنه يمكن الرهان عليه، وفي الوقت نفسه لا يشكّل خطراً على أحد، ولكن شريطة أن تفرض الدولة اليمنية سيادتها على كل أراضيها، وأن تنصهر القبائل في الدولة، لا أن تضيع الدولة بين القبائل. وأكد تأييد العرب والمسلمين جميعاً التحالف العربي، درءاً للخطر الإيراني عن بلاد الحرمين، وعن اليمن، وعن خاصرة الأمة فيها. وأشار إلى أن العرب والمسلمين كانوا يأملون أن لا يطول الأمر، لكنها الحروب. وقال: كأمة عربية، نحن اليوم في مرحلة الدفاع عن الحصون الأخيرة، ولا نريد أن نفقد في ظل التحالفات الخبيثة ضدنا أكثر. ونوه بأن التحالف العربي ينجح وهو يلقي منشورات على صنعاء تطالب أهلها بالانضمام إلى الشرعية والتوحد ضد الحوثيين، ويفلح التحالف العربي أكثر ونحن نرى الانشقاقات في صفوف صالح والحوثيين. وأكد أن ما يقوم به التحالف العربي هو وقف النزيف العربي في اليمن، لأن اليمنيين لو بقوا بين يدي الاستعمار الإيراني لهلكوا جميعاً. خطأ قاتل بدوره، قال الخبير الأردني في الصراعات الدولية عدنان برية إن المخلوع علي عبد الله صالح وقع في خطأ استراتيجي قاتل باستدعاء الاستعمار الإيراني بدلاً من العمل السياسي الذي كان سيعيد ابنه رئيساً عبر صناديق الاقتراع، على حد قوله، لكن الوقت الآن فات. وأضاف: قبل أن يفعل علي عبد الله صالح ما فعله، كان يملك أغلبية مقاعد البرلمان من خلال المؤتمر الشعبي العام الذي بقي رئيساً له برغم خسارته للرئاسة بناء على المبادرة الخليجية، مشيراً إلى أن المخلوع وزمرته أرادوا الانتقام الآني المؤقت بعيداً عن مصالحه الاستراتيجية، وبالتأكيد بعيداً عن مصالح اليمن. تقييم أشار الخبير الأردني في الصراعات الدولية عدنان برية إلى أن تقييم الموقف بعد كل ما حصل في اليمن هو أن موقف علي عبد الله صالح ضعيف عسكرياً ويكاد يسقط، لكنه يريد أن يحقق أكثر قدر ممكن من الإيذاء، وليس النصر. وأضاف: نحن أمام إيران متأهبة لاختراق ودفع أثمان، لكن التحالف العربي أثبت قدرته على العمل السياسي والعسكري بما يدعو إلى الإعجاب.
مشاركة :