ملامح التجديد.. في شعر محمد السويدي

  • 7/13/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يقول الشاعر محمد نور الدين في مطلع كتابه «قراءات في شعر محمد أحمد السويدي»، إنه يقدم هذه القراءات بشكل مبسط ومباشر، ليقرب بين الشاعر والمتلقي والنص بأسلوب تحليلي يعتمد على القراءة الناقدة للمؤلف، بعيداً عن منهجية الدراسات التي تنظر إلى العمل الأدبي من جوانب محددة، وهو يتناول في دراسته خمس مجموعات شعرية، أولاها «موانئ السحر» الصادرة عام 1986. ويرى نور الدين أن هذه المجموعة تشكل منعطفاً تاريخياً مهماً في الشعر الشعبي الإماراتي، مبيناً أنها لم تكن متمردة على الموضوع والقالب والهوية الشعبية بشكل عام، ولم تهدف إلى هدم الشعر القديم، بل كانت متجذرة في التراث الشعري الفصيح والشعبي، ولكن تقدم شعراً جديداً، موضحاً أن شعر السويدي يشكل جسراً للتواصل بين الشعبي والفصيح، وهو يردم الهوة التي نشأت على مستوى المفردة والصياغة بينهما، ضارباً عدة أمثلة من قصائد الشاعر في هذه المجموعة. ثراء المفردة والملاحظة الأولى التي تلفت انتباه نور الدين في هذه القصائد، هي إدخال كلمات جديدة على الشعر الشعبي مأخوذة من الفصحى وتراثها العريق، وهذا يدل على مدى اهتمام الشاعر بتوسيع قاموسه اللغوي من ناحية، كما إنه يهدف أيضاً إلى نشر نصوصه الإبداعية في دائرة أوسع، ومن هذه النقطة يعود الكاتب إلى تأمل عنوان المجموعة ودلالة كل من المفردتين، «الموانئ» و«السحر»، سواء بمعناها المعجمي أو بإيحاءاتها الشعرية، ويتابع تحول المعاني وغنى الإيحاءات، عندما ينتقل الشاعر من (سِحْر الجمال) إلى (آثار السَّحَر) قبيل الفجر. وفي المجموعة الثانية «أحلام وردية» الصادرة عام 1988، يتوقف الكاتب عند صورة الغلاف ولماذا اختار الشاعر السويدي صورة الحصان الأسطوري ذي القرن «يونكورن» لغلاف هذه القصائد، وهنا يشير نور الدين إلى المقدمة التي كتبها الأديب الفلسطيني الراحل صلاح صلاح مبيناً أنه حصان «حالم قوي ساكن جامح لا يروض». دلالات وإيحاءات وفي المجموعة الثالثة «أساور في ذراع القمر»، يبدأ الكاتب من قصيدة بعنوان «إحساس» وفيها يقول الشاعر: «عادت ليالينا غريبه حزينه/ في غمرة الفرحه طواها الياس»، وهو يرى أن هذا النص ينتمي إلى المدرسة الشعورية في القالب النبطي من الشعر الشعبي في الإمارات، ولكن الشاعر يلجأ إلى تطوير النسق الشعري المعروف، والذي يحدد القصيدة في حدث معين، بطريقة سردية مباشرة تجتمع فيها الوحدة الموضوعية والعضوية. ويتابع نور الدين دراسة المجموعتين الأخيرتين «دقاقة الطار» و«رفيق الليل» بتحليل ما في القصائد من دلالات وإيحاءات واقعية أو أسطورية، مبيناً أن الشاعر السويدي يمتاز بهذا المزج الفني والجمالي في صوره الشعرية بين الفصيح والشعبي، محلياً وعربياً وعالمياً.

مشاركة :