أثار الحكم السويدي "محمد الحكيم" دهشة واستغراب جُل من تابع الكلاسيكو السعودي، الذي جمع النصر بالاتحاد على ملعب "الأمير فيصل بن فهد"، وانتهى بفوز الفريق المحلي بهدف نظيف، وذلك نظرا لملامح وجهه قبل اسمه، التي لا تعكس هوية الوطن الاسكندنافي الذي يَحمل هويته.وفي الحقيقة، الحكيم هو شاب عراقي الأصل والمولد، وتحديدا في المدينة العتيقة "النجف"، لكنه انتقل مع أسرته إلى شمال أوروبا وهو في الثامنة من عمره، وفي الأخير استقر في المدينة السويدية "كوبينغ" حتى الآن، ودخل مجال التحكيم عام 2008، من بوابة دوريات الهواة، ومع الوقت أثبت كفاءته وجدارته كحكم مميز، ليتدرج بعد ذلك في الدوريات الأدنى، قبل أن يصل للدوري السويدي الممتاز عام 2012.أول مباراة قادها محمد في الدوري السويدي الممتاز كانت في موسم 2012-2013 وجمعت اوريبرو بالكمار، وبعد عامين فقط تم اختياره كأفضل حكم في السويد عام 2015، وهو نفس العام الذي أصبح فيه حكما دوليا، يُدير مباريات لفرق ومنتخبات الشباب، قبل أن تُسند إليه مباراة في بطولة الدوري الأوروبي للكبار في الأدوار الإقصائية للموسم الماضي، واثنتين في النسخة الحالية، أضف إلى ذلك أنه لم يُشهر البطاقة الحمراء إلا مرة واحدة في مبارياته القارية، مقابل 73 بطاقة صفراء في 21 مباراة، واحتسب ثلاث ركلات جزاء.عندما استلم جائزة أفضل حكم في السويد قبل عامين، قال في مقابلة صحفية مع صحيفة Jennifer Wegerup، قال إن أسرته اُضطرت لمغادرة العراق في بداية عقد التسعينات بسبب أهوال الحرب، حتى أنه أشار إلى تنقل أسرته من دولة إلى دولة أخرى لم يُضعف من عزيمته، بل ضاعف من قوته وجعله أكثر تحملا للمسؤولية، بدليل عمله في الجيش السويدي بجانب عمله كحكم يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافه.وهدفه الرئيسي الذي كشف عنه في المقابلة، هو تحكيم نهائي كأس العالم في يوم من الأيام، لكنه الآن يُمنّي النفس بالحصول على أول فرصة في دوري أبطال أوروبا، وبطبيعة الحال إن استمر على نفس النسق والأداء، فظهوره مساء الثلاثاء والأربعاء سيكون مُجرد مسألة وقت، والمؤشرات تُظهر أنه في طريقه لتحقيق هذا الهدف.في السابق كان يقضي ساعات على مواقع التواصل الاجتماعي، لمناقشة متابعيه على الأخطاء التي يرتكبها في المباريات، وهي الفكرة التي ساعدته على اكتساب شعبية هائلة في السويد، حتى قبل ظهوره في الدوري الممتاز، لكنه الآن اُضطر لغلق هذه الصفحة، التي أثارت إعجاب الناقد الإنجليزي الكبير بول ويلسون، وهذا لتزايد أعباء العمل، الذي تَحول بالفعل من مُجرد هواية إلى عمل احترافي يتقاضى عليه أجر.وبشهادة خبراء التحكيم في السعودية، فإن محمد الحكيم أدار اللقاء بشكل جيد وقراراته كانت موفقة جدا ولم يشعر به أحد كما أوضح المحلل التحكيمي عبد العزيز الكثيري بعد المباراة، وهذا في حد ذاته، خطوة هائلة جديدة في رحلة سفير العراق الذي ينتظره مستقبل مشرق لكن تحت شعار دولة السويد!
مشاركة :