حذرت دراسة حديثة أشرفت عليها وكالة الفضاء الأميركية ناسا، من أنه اعتبارا من العقد المقبل، فإن "التذبذب" في مدار القمر على وشك أن يجعل الفيضانات الساحلية هنا على الأرض أسوأ كثيرا، كما أن الفيضانات المزعجة ستصبح أكثر تواترا في الولايات المتحدة بمجرد بلوغ العقد المقبل، ومن المتوقع أن تشهد غالبية السواحل الأميركية ثلاثة إلى أربعة أضعاف أيام الفيضانات المرتفعة، كل عام، لمدة عقد على الأقل، ويمكن أن يلحق ذلك الخراب بسواحل أميركا، بحسب تقرير نشره الموقع الإلكتروني لقناة "روسيا اليوم". وتوقع العلماء أن يتسبب تذبذب القمر في مجموعات متزايدة من الفيضانات التي من شأنها أن تعطل الحياة بشكل كبير وتضر بالبنية التحتية في جميع أنحاء المدن الساحلية التي تأقلمت مع فيضانات أكثر اعتدالاً وأقل تكرارا، وهو تذكير غريب بعلاقة الأرض الوثيقة بقمرها الطبيعي. وحذرت الدراسة من أن أيام الفيضانات الإضافية لن تنتشر بالتساوي على مدار العام، ولكن من المرجح أن تتجمع معا على مدى بضعة أشهر فقط، وقد تواجه المناطق الساحلية التي تتعرض الآن لفيضانين أو ثلاثة فيضانات في الشهر قريبا، نحو عشرات الفيضانات أو أكثر. وتسبب تغير المناخ بالفعل في زيادة تواتر وشدة الأعاصير وغيرها من الظواهر الجوية المتطرفة في جميع أنحاء العالم، ولكن هناك تهديد أصغر وأقل خطورة في الأفق يمكن أن يلحق الخراب بسواحل أميركا، وتحدث فيضانات المد العالي في المناطق الساحلية عندما يصل المد إلى نحو 0.6 متر فوق متوسط المد المرتفع اليومي ويبدأ في الفيضان في الشوارع أو يتسرب عبر المصارف المخصصة للفيضانات خلال العواصف. وتعتبر هذه الفيضانات مصدر إزعاج أكثر من كونها كارثة صريحة، حيث تغمر الشوارع والمنازل، ما يجبر الشركات على الإغلاق ويتسبب في فيضان البالوعات، ولكن كلما طال أمدها، زاد الضرر الذي يمكن أن تحدثه. وحذرت الدراسة من أن هناك عدة عوامل تدفع إلى هذه الزيادة المتوقعة في أيام الفيضانات، ومن ذلك ارتفاع في مستوى سطح البحر. فمع ارتفاع درجة حرارة الأرض في الغلاف الجوي، يذوب الجليد بوتيرة قياسية، ما يؤدي إلى إلقاء كميات هائلة من المياه الذائبة في المحيط. ونتيجة لذلك، ارتفع متوسط مستوى سطح البحر العالمي بنحو 21 إلى 24 سم منذ عام 1880، مع حدوث ثلث ذلك في آخر 25 عاما فقط، ولذلك عندما تبدأ فترة تضخيم المد والجزر التالية في أوائل عام 2030، فمن المرجح أن تكون الفيضانات الناتجة أسوأ وأكثر ثباتا وأكثر خطورة من أي وقت مضى. وأشارت "روسيا اليوم" إلى أن التذبذب القمري هو في الواقع دورة طبيعية تماما استمرت لدهور وستستمر في القيام بذلك لفترة طويلة. ويخلق مدار القمر فترات من المد والجزر الأعلى والأدنى وفقا لإيقاع يبلغ 18.6 عاما تقريبا، وتبدأ الدورة التالية لتضخيم المد والجزر في منتصف الثلاثينيات من القرن الحالي، ووجد الباحثون أنه بحلول ذلك الوقت، سيكون مستوى سطح البحر العالمي قد ارتفع بما يكفي لجعل هذه الموجات المرتفعة عن المعتاد مزعجة بشكل خاص، وستزداد الفيضانات المرتفعة بسرعة عبر الساحل الأميركي بأكمله. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :