تواصل ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران هجماتها الوحشية ضد المدنيين في اليمن، وخاصة ضد اليمنيين الرافضين لتواجدها، حيث أكدت وسائل الإعلام الدولية أن تكتيكات الميليشيات الإنقلابية مستمرة من دون مراعاة لمبادرات وقف إطلاق النار أو رغبة المجتمع الدولي في إنهاء الحرب. وانخرط اليمن في الحرب منذ عام 2014، وسط اتهامات من جانب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لميليشيات الحوثي بارتكاب جرائم ضد المدنيين، وهو ما دفع المراقبين لوصف اليمن بأنه يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم. وأفرد موقع «أل مونيتور» تقريراً ليتحدث عن تطورات الأزمة، لافتاً إلى أن مأرب على وجه الخصوص أصبحت موقعًا لبعض أسوأ أعمال العنف في البلاد مؤخراً نتيج الهجمات الحوثية. وأكد التقرير أنه لا توجد أي مؤشرات على تراجع حدة القتال في اليمن، رغم الجهود الأميركية والأممية والمبادرة السعودية، حيث تقابل الميليشيات الحوثية جميع تلك المبادرات بالرفض منذ اللحظة الأولى، وهو ما يدفع الخبراء للاعتقاد أنه رغم وجود رغبة حقيقية لدى السعودية والمجتمع الدولي للوصول إلى تسوية سياسية في البلاد، إلا أن تصرفات الحوثيين تجعل ذلك الأمر مستحيلاً، مؤكداً أن استمرار الأعمال العدوانية وجرائم حرب والجرائم ضد الإنسانية الممنهجة تمثل امتداداً صارخاً لسجل الجرائم والاستهدافات التي أصبحت نهجًا متعمدًا لميليشيات الحوثي باستهداف المدنيين والمنشآت المدنية سواء في اليمن والسعودية. وكان مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان قد ذكر في تقريره الشهري إن فرقه الميدانية استطاعت توثيق مقتل العديد من الأشخاص برصاص قناصة الحوثي عدا ما تم قتلهم بانفجارات الألغام والاختطاف القسري وعمليات الإخفاء التي نفذتها كوادر من الميليشيات، وكذلك التهجير القسري لمزارعين من مزارعهم وأملاكهم في منطقة «الحمية العليا» بمحافظة تعز. وبناء على كل هذه المعلومات يفسر العديد من المراقبين استمرار بعض قيادات الحوثيين في التشبث بخيار الحرب برغم الدمار الهائل الذي تعرضت له بنيتهم التحتية العسكرية ومقتل المئات من عناصرهم المسلحة، بتقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ إجراءات صارمة حقيقية ضد الميليشيات الإجرامية وإنقاذ اليمن واليمنيين منهم. إن التطورات الأخيرة في اليمن تحتم على المنظمات الحقوقیة والإنسانیة، والمنظمات المحلیة والدولیة التضامن مع الشعب اليمني والمطالبة باتخاذ موقف حاسم وصارم تجاه العصابة الإرهابية كي يتمكن اليمنيون من مقاضاة الميلیشیات جراء ما تقوم به من جرائم تشمل اختطاف النساء وبیع الأعضاء البشریة للجرحى، والعبث بأرواح ومقدرات الشعب اليمني وإرثه المعنوي والثقافي.
مشاركة :