البساطة تصنع الجمال هي المقولة التي رفعها مصمم الأزياء اللبناني فراس أبو حمدان، شعاراً له واعتمدها في تصميم موديلاته التي يحاكي من خلالها مفاهيم الجمال والحداثة واللمسات العصرية. أسلوبه، تعشقه العين، ألوانه مستوحاة من ألوان الحقول ومغيب الشمس وانسيابية الأنهار، أما أقمشته ففاخرة، يصممها بنفسه حيناً، ويشتريها من أسواق أوروبا في بعض الأحيان. وفي السياق يؤكد فراس أنه لطالما استهوته أعمال الكروشيه التي كانت تحيكها والدته، يعيد تشكيلها بأنامله الصغيرة لتخرج من بين يديه فساتين جذابة، تدهش العين وتلاقي استحسان الأهل والأقارب، قرّر احتراف الهواية الأحب إلى قلبه، فانتسب إلى المعهد الفني للأزياء الحديثة في بيروت ليبدأ بذلك خطوة الألف ميل باتجاه أحلامه وطموحاته الكثيرة. ويصف فراس مجموعته الجديدة بأنها بسيطة كالعادة، فالبساطة هي الشعار الدائم الذي اتخذته لنفسي شعاراً منذ أن قررت احتراف المهنة. ليس أجمل من فستان سهرة بسيط، والبساطة هنا لا تعني الابتعاد عن الشك والأقمشة المزخرفة والمطبوعة بقدر ما تعني الشك والتطريز بلمسات خفيفة ناعمة. الأسود الملكي وفيما يتعلق بالألوان التي يعتمدها يؤكد أنه يهتم بالأسود بالدرجة الأولى ويضيف: هو لوني المفضل ولا بد أن يكون موجوداً في كل موسم من خلال فستانين أو أكثر، هناك أيضاً ألوان الذهبي والأحمر والزهر إضافة الى اللون الأبيض طبعاً الذي اخترته لفساتين الزفاف مبتعداً عن الأبيض الأوف وايت الذي اعتمدته في أكثر من موسم. أحببت اللون الأبيض لهذا الموسم كونه مرغوباً جداً ولا يضاهيه أي لون آخر، فهو لون شفاف، أنيق، يليق بالعرائس ويعبر عن أحلامهن الناصعة البياض. بالنسبة إلى الموديلات يقول: اخترت القصّات الضيقة التي تبرز مفاتن الجسم، كما اشتغلت على الأكتاف بحيث جاءت التصاميم مفعمة بالجاذبية، راقية وكلاسيكية بعض الشيء كوني لا أميل صوب الصرعات كثيراً إلا في حال رغبت السيدة بذلك. تنوع الخامات وحول تنوّع الخامات التي يستخدمها يشرح فراس: استخدمت الدانتيل والتول والغيبور، وحرصت على مزج بعض الأقمشة واستخدام الناعم منها، خصوصاً بالنسبة إلى فساتين الزفاف ما يسهّل على العروس حرية التنقل بين المدعوين، بالإضافة إلى أن الأقمشة الناعمة تساعدها على أن تبدو رشيقة، مرة أخرى البساطة ولا شيء سواها. فعروس هذا الموسم شابة جميلة ناعمة وفستانها لا يخلو من تطريزات وزخرفات منمنمة. وطبعاً، غني عن القول أن تصميم فستان الزفاف لا بد أن يأخذ في الإعتبار موقع الحفل فما يليق بصالة مقفلة لا يليق بسهرة في الهواء الطلق بجانب البيسين، فالصالة المقفلة تستوجب فستاناً فخماً، كلاسيكياً، مع جوبون فضفاضة في حين أن العرس المقام بجانب بيسين يحتاج إلى فستان عملي جداً. وعن هوية فستان الزفاف العملي او القصير من وجهة نظرة، يقول: صممت عشرات فساتين الأفراح القصيرة بناءً على رغبة كثيرات. فكم من عروس تحب أن تتميز بفستان يليق بها بغض النظر عن الموضة السائدة. ولا تنسي أن شكل الفستان لا بد أن يراعي وزن العروس وطولها وشخصيتها. عروض محلية وفيما يتعلق بعدم مشاركته في أسبوع الموضة في فرنسا أو روما مع استمراه في إقامة عروض محلية وعربية، يقول: لسبب بسيط وهو أنني أحببت أن أعزز اسمي في لبنان والدول العربية قبل أن أفكر في الانطلاق إلى الخارج، وهذا ما حدث بالضبط، حيث أصبح لديّ زبونات من مختلف الدول العربية، وخصوصاً الكويت والإمارات العربية المتحدة إلى جانب مصر. وطبعاً الخطوة التالية ستكون في باريس، حيث سأشارك في أسبوع الموضة هناك باعتبارها عاصمة الجمال والأناقة في العالم. وهنا يهمني أن أشير إلى أناقة المرأة الإماراتية تحديداً، وشغفها الهائل بالأزياء، وسعة إطلاعها على خطوط الموضة العالمية، فهي تعرف ماذا تريد وشديدة السخاء على أزيائها والأهم من كل ذلك أنها مواكبة جيدة للموضة، وبالتالي تعرف كيف تبرز أنوثتها بحيث تجعل القطعة تتكلم.
مشاركة :