24 مؤذنا في المسجد الحرام ، يحضرون بالتناوب قبل رفع الأذان بساعة داخل “المكبرية”، حيث يُصدح بالأذان إعلانًا للصلوات الخمس، وفق عمل مؤسسي منظم. وتعد “غرفة المكبرية” التي تطل على صحن المطاف المكان المخصص لرفع الأذان بالمسجد الحرام ، إذ مرت بمراحل عدة ، منها “المكبرية الأولى” التي كانت بدايتها بالمقام الحنفي، وهدمت في عام 1377هـ، لصالح التوسعة السعودية الأولى، ليتم نقلها إلى المقام الشافعي فوق بئر زمزم حتى عام 1383هـ، وأحدثت في صحن المطاف أمام الرواق العثماني الجنوبي للكعبة حتى إكمال بنائها عام 1397هـ. وغرفة المكبرية معزولة عن الأصوات الخارجية لعدم التشويش، ويوجد داخلها إضاءة التنبيه باللون الأحمر يتم إضاءتها آليًا قبل موعد الأذان بدقيقة ليستعد المؤذن لرفع الأذان والوقوف، وساعتان لمعرفة دخول الوقت، وشاشة لمتابعة الإمام أثناء تأدية الصلاة يتم الاعتماد عليها في حالة انقطاع صوت الإمام عن المؤذن، وشاشة متابعة الجنائز، وجميع هذه الشاشات تعمل على بطاريات أساسية واحتياطية وبطاريات طوارئ. ويتم تدريب المؤذنين والعاملين في الإدارة العامة لشؤون الأئمة تدريبًا عاليًا على التعامل مع هذه الأجهزة. وتوزع فترات الأذان بين المؤذنين حسب الاتفاق بينهم ووفق جدول تنظيمي، ويتم توزيع الفترات بشكل أسبوعي، ويعلن التوزيع من خلال حساب الإدارة العامة لشؤون الأئمة والمؤذنين في تويتر، والقنوات الإعلامية التابعة للرئاسة. ولكل صلاة يوجد مؤذن، وملازم، ومؤذن احتياط، حيث يقوم المؤذن برفع الأذان والإقامة والتبليغ (ترديد تكبيرة الإحرام وتكبيرات الركوع والسجود والتسليمتين بعد الإمام)، أما الملازم فيقوم بالنداء للصلاة على الجنائز ويستطيع معرفة معلومات الجنائز من خلال شاشة الجنائز الموجودة داخل “المكبرية”، وترتبط بشكل إلكتروني مع وحدة الجنائز، أما المؤذن الاحتياط فيقوم بأعمال المؤذن أو الملازم في الحالات الطارئة -لا قدر الله- حيث يرفع الأذان في المسجد الحرام بالمقامات الحجازية ويوزع المؤذنون على ست فترات هي: “أذان الفجر الأول، الأذان الثاني لصلاة الفجر، أذان الظهر، أذان العصر، أذان المغرب، أذان العشاء”. وكلما رفع صوت الأذان ونادى المنادي (حي على الصلاة، حي على الصلاة) تسابقت مسامع المسلمين إلى سماع الأذان في المسجد الحرام، فمنهم من يستمتع بصوت مؤذن المسجد الحرام من داخل الحرم المكي، إما عن طريق مكبرات الصوت الموزعة داخل المسجد أو ساحاته أو عن طريق (13) مئذنة، ومنهم خارج المسجد الحرام موزعين في جميع أنحاء المعمورة، يستمعون له عبر عدد من القنوات التي خصصتها الرئاسة على مواقع التواصل الاجتماعي والموقع الإلكتروني للرئاسة وتطبيقات الجوال، أو من خلال الإذاعة أو التلفاز أو غيرها بنقل مباشر ودقيق بجودة صوتيات عالية نسبة الخطأ فيها معدومة، تديرها كوادر وطنية مؤهلة تأهيلا عاليًا في أنظمة الصوتيات والهندسة الصوتية والبرمجة داخل المسجد الحرام. ونظام الصوت المستخدم في رفع الأذان داخل المكبرية من الأنظمة الحساسة جداً داخل الحرم المكي، ويقوم النظام على نظام صوتي أساسي ونظام آخر احتياطي ونظام ثالث للطوارئ، ولدينا غرفة تشغيلية لضبط الصوت، إضافة إلى وجود غرفة أخرى لضبط الصوت في بدروم التوسعة السعودية الثانية، مرتبطة بشكل مباشر مع نظام الصوت الأساسي الذي يوجد فيه (20) مكبر صوت أساسياً، والعدد نفسه يوجد في النظام الاحتياطي، إضافة إلى وجود مكبرات صوت تستخدم في حالات الطوارئ، مبيناً أن ميكرفونات نقل الصلاة والأذان للإمام تتكون من (9) ميكرفونات (لواقط) عند الإمام موزعة كالتالي: ثلاثة في رأس الحامل وهي مخصصة للتلاوة، واحد منها أساسي لنقل الصوت، والثاني احتياطي في حال تعطل الأساسي، والثالث للطوارئ في حال حدوث خلل في الأول والثاني مع بعض، والثلاثة الميكروفونات الموجودة في منتصف عصا الحامل مخصصة للركوع وهي أساسي واحتياطي وطوارئ ومثلها الميكرفونات المخصصة للسجود في أسفل الحامل، وعدد (6) ميكرفونات على الحامل المخصص للمؤذن. ومكبرات الصوت في مآذن المسجد الحرام لا تستخدم إلا لنقل الأذان والإقامة فقط وتغلق أوقات الصلاة لمنع التشويش على المساجد المجاورة للمسجد الحرام أثناء الصلاة وفي أعمال التوسعة السعودية الثالثة هدمت “المكبرية” ونقلت داخل الرواق العثماني مؤقتاً، حتى بنيت داخل الرواق العثمانيي بالقرب من المطاف الداخلي مجهزة بكامل التجهيزات الحديثة، وعدد من الميكروفونات والشاشات والأجهزة الخاصة.
مشاركة :