تحقيق إخباري : السوريون يفضلون صنع حلوى العيد منزليا على شرائها من السوق لإحياء طقوس عيد الأضحى

  • 7/19/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

السويداء ـ سوريا 18 يوليو 2021 ( شينخوا) ليس مستغربا أن تفضل غالبية الأسر السورية في الوقت الحالي صنع حلوى عيد الأضحى المبارك في منازلهم، على شرائها جاهزة من المحلات المخصصة لبيع تلك الحلوى، لغلاء أسعارها أولا، وعدم قدرتهم على شراء تلك الأصناف المصنوعة من الفستق الحلبي والتي كانت وما زالت تحظى بسمعة طيبة في غالبية البلدان العربية والغربية. وتشهد محلات بيع المواد الغذائية في محافظة السويداء ( جنوب سوريا ) هذه الأيام ازدحاما شديدا، فغالبيتهم يشترون الطحين والزبدة والتمر المطحون والسكر لصنع معمول وكعك العيد، في خطوة منهم لرسم بسمة على شفاه أطفالهم الذين ينتظرون العيد من عام لعام ، وسط مشهد من التشاؤم الذي يخيم على تلك الأسر من ذوي الدخل المحدود بعد ارتفاع الأسعار قبل أيام من قدوم عيد الأضحى بسبب ارتفاع أسعار المازوت والخبز . واجتمعت أم غزل وأم رامز في منزل الأخيرة لصنع حلوى العيد منزليا بعد أن قامتا بشراء المواد الأساسية لصنع الحلوى لأن ذلك أوفر ماديا وبنفس الوقت تكون مواصفات الحلوى جيدة وذات نكهة مميزة . وقالت أم رامز (41 عاما ) وهي ربة منزل لوكالة أنباء ( شينخوا) إن " أسعار الحلوى الجاهزة باتت غالية ولا نستطيع شرائها "، موضحة أن الوضع الاقتصادي لعائلتي دفعنا لصنع الحلوى في البيت . وتابعت تقول وهي تقف أمام فرن منزلها الصغير لشواء الحلوى بعد أن انتظرت مجيء التيار الكهربائي لأربع ساعات متتالية "، عندما نصنع حلوى العيد بالمنزل نشعر بطقوس عيد الأضحى التي كانت موجودة سابقا ، وبنفس الوقت ، بتنا نبحث عن الأشياء الأوفر لنا " . ومن جانبها قالت أم غزل التي جاءت إلى منزل جارتها أم رامز لمساعدتها في صنع حلوى العيد " قبل يومين قمت بشراء كمية من الطحين والتمر والزبدة ، وسأقوم بصنع الحلوى في المنزل ، لأنها أوفر وطعمها أفضل من تلك التي نقوم بشرائها من السوق " ، مؤكدة أن المعمول المصنوع من الفستق الحلبي والجوز بات من الأحلام لغالبية السوريين ، ويتم الاستعاضة عنه بمعمول المحشي بالتمر . وتابعت تقول وهي تعد أقراص حلوى البرازق ، وهي حلوى مشهورة في سوريا " في السنوات الماضية كنا نشتري الحلوى من السوق ، لأن سعرها معقول ، وتتناسب مع دخلنا المادي ، ولكن حاليا ومع ارتفاع الأسعار وقلة الدخل ، كان لزاما علينا التفكير بالبدائل ، فكان علينا صنع الحلوى في المنزل " . وبالرغم من الوضع الاقتصادي الصعب لغالبية تلك الأسر ، إلا أن أجواء الفرح والسرور تسود في داخل تلك البيوت ، فأينما سرت في أحياء مدينة السويداء في هذه الأيام يمكن أن تشم رائحة تلك الحلوى اللذيذة التي تنبعث من كل مكان . وفي منزل أم فادي اجتمع عدد من السيدات ، وهن زميلات لها في العمل ، للاشتراك في صنع الحلوى في طقس يسوده الفرح والمرح والغناء أثناء صنعهن الحلوى . وقالت أم فادي لوكالة أنباء (شينخوا) " نحن موظفات وقررن أن نصنع حلوى العيد ، فكانت الفكرة أن نجتمع عند أحدهن والاشتراك في شراء المواد واقتسام الحلوى فيما بعد " ، مبينة أن الهدف من ذلك هو البحث عن التوفير ، وبنفس الوقت نسرق من الزمن الصعب فرحة لم تعد موجودة بسبب الحرب وغلاء الأسعار وتدهور الوضع الاقتصادي لغالبية الموظفين . أم فادي لم تكن فرحة لأنها تصنع الحلوى فقط ، بل لأن زميلاتها حضرن إلى منزلها ، مؤكدة للأسف لم نعد نجتمع إلا في الأمور الحزينة ، مشيرة إلى أن "الفرح بات نادرا في زماننا ، لهذا أشعر بالفرح وأتمنى أن يعود العيد دائما علينا بالخير واليمن والبركة " . ومن جانبه اشتكى سلمان أبو زيد ، صاحب محل حلوى كبير في سوق مدينة السويداء ،من قلة المبيع بسبب غلاء أسعار الحلوى ، لغلاء المواد الغذائية الداخلة في صنعها ، مؤكدا أن غالبية الناس تفضل صنع الحلوى في منازلها . وقال أبو زيد الذي جلس خلف طاولته ينتظر قدوم الزبائن لشراء القليل من الحلوى ، لـ (شينخوا) " يبدو أن حركة الشراء قليلة هذا العام ، لأن الأسعار ارتفعت أضعاف مضاعفة ، ولم يعد بمقدور الناس شراء كل ما يلزم ، والبعض الآخر استغنى كليا عن الكثير من الأشياء " ، مؤكدا أن هذا الأمر مؤسف ، ولكن " ماذا عسانا أن نفعل ، في ظل هذا التدهور الاقتصادي الكبير " . وأعرب أبو زيد عن تمنياته بأن يعم الخير والرخاء على السوريين في الأيام المقبلة ، وأن تذهب هذه الغيمة السوداء التي خيمت على الشعب السوري منذ 10 سنوات ، مؤكدا أن " بعد العسر يسرا " . ومشهد الحلوى هو جزء من جملة أمور تلازم قدوم العيد ، والتي ترهق كاهل الأسر السورية حاليا ، فالعيد يرافقه أيضا شراء الملابس للأطفال ، إضافة لشراء الأضاحي التي خرجت من قاموس السوريين في هذه الأيام لغلاء أسعارها أيضا . ويبقى للعيد طقوسه الخاصة ، وغالبية الأسر السورية تحاول أن تعيشه بأي شكل من الأشكال متحدية الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة ، لعلها تتغير وتتبدل إلى الأحسن ، انطلاقا من المثل القائل " ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل " . / نهاية الخبر /

مشاركة :