تستعد مصر لافتتاح أكبر متحف مفتوح في العالم بعد الانتهاء من أعمال مشروع ترميم "طريق الكباش" بالأقصر، وترميم معبدي الأقصر والكرنك، وذلك في احتفالية ضخمة نهاية العام الجاري تُضاهي حفل موكب نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير، إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط. وكانت وزارة السياحة والآثار في مصر، قد أعلنت من قبل إقامة موكب ضخم بمدينة الأقصر التاريخية، الثرية بمئات المقابر وعشرات المعابد التي شيدها قدماء المصريين، إيذانا بافتتاح "طريق الكباش"، الذي يربط بين معبدي الكرنك الأثريين، ويضم المئات من تماثيل الكباش التي تمتد على جانبي الطريق بطول 2700 متر. وأعلنت محافظة الأقصر استئناف العمل بمشروع كشف وإحياء طريق الكباش الفرعوني الذي يربط بين معبدي الكرنك والأقصر، بعد أن توقف منذ العام 2011. وتم تنفيذ مشروع إعادة إنارة جبل القرنة بالبر الغربي لمدينة الأقصر، باستخدام أحدث أنظمة الإنارة ومشهد بانورامي رائع لخلفية الجبال الموجودة خلف المناطق الأثرية في غرب المدينة، وعمل بانوراما للتراث الحضاري عن طريق تشكيل لوحة ضوئية ليلية متناغمة لجبل القرنة والآثار الفرعونية وصفحة نهر النيل الخالد. ويعد مشروع ترميم "طريق الكباش" بالأقصر، من أكبر المشروعات الأثرية التي توليها مصر اهتماماً خاصاً، حيث يستهدف تحويل مدينة الأقصر إلى أكبر متحف مفتوح في العالم من خلال ربط معبد الكرنك ومعبد الأقصر ومعبد موت وأطلال طيبة القديمة الجاري الكشف عنها مع طريق المواكب الكبرى، بالإضافة إلى استكمال أعمال الحفائر في طريق الكباش للكشف عن التماثيل الموجودة. وتشمل عملية الترميم قاعة الأعمدة الكبرى بمعبد الكرنك، حيث تجري عمليات ترميم وإعادة إحياءها لما كانت عليه من هيئة توضح الرسومات الفرعونية والألوان الزاهية لهذه الأعمدة الأثرية التي تعكس ما كان عليه المصريون القدماء من تقدم وحضارة. كما تشمل عملية الترميم الممر الأثري، وقواعد الكباش، والسور الأثري، وتمثال تحتمس الثاني المتهدم من أكثر من ألف سنة، ومن المتوقع الانتهاء من أعمال ترميمه خلال شهر أكتوبر المقبل، حيث تم الانتهاء الآن من أعمال ترميم الممر الأثري، وجار استكمال أعمال الحفائر. و"طريق الكباش" هو الطريق الذي يربط معبد الأقصر بمعبد الكرنك، وهو شارع فسيح، تحف به تماثيل لأبى الهول موجودة في معابد الكرنك مثلت على شكل أبى الهول برأس كبش، والكبش هنا يرمز للإله آمون، ربما لحماية المعبد وإبراز محوره. ويوجد على طول طريق الكباش 1200 تمثال حيث كانت هذه التماثيل تُنحت من كتلة واحدة من الحجر الرملي نقش عليه اسم الملك وألقابه مقامة على قاعدة مكونة من 4 مداميك من الحجر المستخدم نظراً لوجود بعض النقوش، وتقام على هيئتين الأولي: تتخذ شكل جسم أسد ورأس إنسان "أبو الهول"، والثانية: تتخذ شكل جسم الكبش ورأس كبش كرمز من رموز الآلة أمون رع. واكتشف خلال الحفائر في "طريق الكباش" مقياس النيل لمعرفة منسوب النيل ساعة موسم الفيضان، بالإضافة إلى مناطق صناعية كبيرة توضح الأنشطة الاقتصادية لأهالي مدينة طيبة القديمة، منها صناعات الفخار والتمائم والحلي التي تحكي تاريخ المدينة.