انتفاضة الأحواز.. وصل السكين العظم

  • 7/21/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

خرج الناس في مدن ومناطق مختلفة من الأحواز منذ مساء الخميس 15 يوليو، بما في ذلك الأحواز وخرمشهر وبستان وحميدية وشادغان وسوسنكرد وماه شهر، إلى الشوارع للاحتجاج على شح المياه، ونظموا المظاهرات، وفي بعض المدن مثل خرمشهر وسوسنغرد فتحت الشرطة النار على المتظاهرين، وردد أهالي بعض المدن مثل بستان ومدينة ازادكان شعار "هيهات منا الذلة"، وأظهرت انتفاضة الأحواز العطشى مدى خطورة الوضع الاجتماعي ومدى وصول السكين إلى العظم، ويشير هذا الوضع إلى أزمة عميقة وشاملة. وفي قراءة تاريخية وجب القول إنه بدأ نهب موارد المياه منذ 42 عامًا، وهو ما جعل الناس في مواجهة أزمة شح المياه، ومن أسباب هذه الأزمة بناء عدد كبير من السدود غير الاحترافية من قبل قوات الحرس لتوليد الإيرادات والأرباح، ما تسبب في تدمير أحواض مائية مهمة في البلاد، مثل بحيرة أورميا ومستنقعات جاوخوني وباريشان وباختكان وغيرها، تاركة مياهها خلف كتلة من السدود. وتم تحويل نهر كارون، الذي كان يومًا ما النهر الوحيد القابل للملاحة في إيران، إلى مياه ضحلة شبه جافة من خلال بناء 24 سدًا من قبل قوات حرس الملالي ووكلاء حكوميين على طول جريانه، ما يشير إلى أزمة مياه في المنطقة الحمراء الخطرة، وتعاني أكثر من 700 قرية في الأحواز من شح في المياه، كما يعاني المزارعون ويموت النخيل، وتهلك الثروة الحيوانية والجواميس في مستنقع تهور، وكذلك سوء إدارة الملالي، كما يواجه أهالي هذه المنطقة كغيرهم من محافظات إيران قضية حياة أو موت، وامتدت الأزمات المستعصية في هذا النظام إلى البنية التحتية الحيوية، أي المياه والكهرباء، وضرورات العيش الأساسية، ولم يعد بإمكان الناس تحمل مثل هذه الظروف، مما جعل "الصبر الاجتماعي" لديهم يتخطى "عتبة التحمل" وذروته، ما يمهد الطريق أمام الشرارات والثورات والانتفاضات. وفي مجال الكهرباء، أدى قلة التوسع في البنية التحتية بما يتناسب مع نمو الاستهلاك، وتشغيل مزارع توليد العملات المشفرة من قبل قوات حرس الملالي ووضعها تحت تصرف الشركات الصينية، مع استهلاك كبير للكهرباء من قبل الشعب الإيراني، وتصدير الكهرباء إلى دول الجوار للحصول على العملة اللازمة للقمع والإرهاب وملء جيوب عملاء الحكومة، إلى ترك الإيرانيين من دون كهرباء لساعات في الحر الشديد، وتسببت هذه الظروف في ارتفاع صيحات "الموت لخامنئي" و"الموت للديكتاتور" داخل المدن الإيرانية مساءً وأثناء انقطاع التيار الكهربائي. وتشير أزمة الكهرباء إلى المنطقة الحمراء الخطرة أيضاً. وإضافة إلى أزمة الماء والكهرباء، تأتي أزمة كورونا، المنتشرة في إيران منذ قرابة 16 شهراً، والموجة الخامسة من كورونا تجتاح مدن إيران وتتسبب في سقوط الضحايا، لكن مشكلة اللقاح لم تحل بعد، ولا أمل في ذلك، ولتبرير عدم تطعيم الشعب الإيراني قال الملا روحاني في السابع عشر من يوليو وبكل وقاحة: إن التطعيم لا جدوى منه، و"وقت المناعة هو عندما يتم تطعيم جميع شعوب العالم!"، واعترف بأنه لا يوجد تطعيم حتى الآن، وتشير أزمة كورونا إلى المنطقة الحمراء الخطرة أيضاً، إضافة إلى أزمة المعيشة والتضخم المنفلت، التي جعلت سفرة مائدة الشعب تتضاءل كل يوم، حتى ضاق الناس ذرعاً. ووفقًا للإحصاءات الحكومية المصغرة، تفقد الأسر في البلاد 20 ٪ من قوتها الشرائية سنويًا، ومعدل التضخم فوق 71 ٪، ودفعت الزيادة بنسبة 50 ٪ في أسعار المساكن في نهاية يونيو من هذا العام مقارنة بشهر يونيو 2020 الناس أكثر فأكثر إلى ضواحي المدن، وارتفع سعر مائدة الحد الأدنى من طعام الناس أكثر من 50 ٪، وتشير عقارب أزمة المعيشة أيضًا إلى المنطقة الحمراء، وفي مثل هذه الحالة، يحول الشعب المتمرد والمنتفض الذي ليس لديه ما يخسره، كل فرصة إلى احتجاج وانتفاضة بشعارات مناهضة للحكومة. ويستمر النظام في التحذير من خطر العدو كل يوم، وفي هذه الأيام تهافت قادة وأجهزة النظام لانتقاد التجمع العظيم الذي عقدته المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق عبر الإنترنت في أكثر من 50 ألف موقع من 105 دول حول العالم، ولا سيما الوجود الكبير بمعاقل الانتفاضة فيه، وهو ما يُسمع باستمرار من جميع المنابر ووسائل الإعلام التابعة للنظام، ويشار إلى أنه في هذا المؤتمر تم عرض رسائل فيديو لأكثر من 1000 عنصر من أعضاء معاقل الانتفاضة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق من قلب إيران، وعبروا عن استعدادهم لإسقاط دكتاتورية الملالي في وسط أجواء القمع والكبت اللذين يمارسهما الملالي داخل إيران عبر شاشة المؤتمر. وحسب الاتصالات الحية وخطب عدد من أعضاء معاقل الانتفاضة تطرقت له بعض وسائل الإعلام الدولية "كشفت المقاومة الإيرانية في هذا المؤتمر عن ارتباطها المباشر بألف موقف في إيران، وكيفية تواصلها مع الناشطين في الداخل، وكيف تتعاون بين الخارج والداخل، وستكون الانتفاضة الشعبية أقوى على الأرجح مع وصول الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي"، كل ذلك تسبب للملالي الحاكمين بالخوف والارتجاف، لأن كل الظروف الموضوعية والإمكانات المتفجرة للمجتمع تشير إلى نطاق أكثر احمرارًا وخطراً، وكما قيل: إيران مثل برميل البارود، وفي الوقت نفسه، تظهر القوى المحيطة الاستعداد التام للإطاحة بالملالي. وحضرت في الانتفاضة العطشى في محافظة الأحواز قوات الشرطة منذ البداية باستعدادها القمعي، ولم تنجح ضد الناس الغاضبين في الساحة، ولم تفلح في إسكات الانتفاضة، وفي بعض الحالات تراجعت باستمرار في وجه انتفاضة الشباب والشعب المحتج، وفشلت في منع مظاهرات الشعب. والسؤال الذي يجب الإجابة عنه الآن، وعلى غرار انتفاضة نوفمبر 1998، لماذا تتكرر مثل هذه المظاهرات في الأحواز أو غيرها من المدن الإيرانية؟ وما الاستنتاجات التي يمكن استخلاصها منها، والرد على ذلك هو أن هذا النوع من الانتفاضات الاجتماعية هي إحدى سمات هذه الفترة، وستتكرر باستمرار في جميع أنحاء البلاد، كما لن يتمكن هذا النظام أبدًا من السيطرة على هذا النوع من الانتفاضات الاجتماعية لأنه لن يكون قادرًا على حل أبسط أزمات البنية التحتية في البلاد، وهذه الأزمة مثل غيوم المطر التي تحمل شرارات وثورات وانتفاضات، ولهذا صعد الملا رئيسي على كرسي الرئاسة لمنع حدوث الشرر، وإذا حدثت شرارة فلن يسمح لها بالتمدد والثوران، وفي الخطوة التالية ستؤدي إلى انتفاضة وإسقاط هذا النظام، وستترافق هذه الانتفاضات بقمع النظام، كما لا يمكن قمع هذه الانتفاضات ولا إطفائها، فهي تتكرر وتستمر، وأخيراً من تجمعها تنطلق شرارات وثورات وانتفاضات، وفي ارتباطها بمعاقل الانتفاضة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق والمقاومة المنظمة سوف تسقط النظام.

مشاركة :