دمشق ترفض استبعاد الأسد من العملية الانتقالية في «جنيف 2»

  • 11/28/2013
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت: ليال أبو رحال أبدى النظام السوري، أمس، رفضه المطلق أي طرح يتضمن استبعاد الرئيس السوري بشار الأسد عن العملية الانتقالية، التي ستشكل محور مؤتمر «جنيف 2» المزمع عقده في 22 يناير (كانون الثاني) المقبل، لإيجاد حل سياسي لأزمة سوريا، مما عدته المعارضة السورية «كشفا لنوايا النظام الحقيقية»، الذي قالت إنه «يسعى للحصول على تغطية من أجل المضي في حربه ضد شعبه». وبعد إعلان الائتلاف السوري المعارض موافقته على المشاركة في المؤتمر، على أن يؤدي إلى عملية انتقالية لا يكون للأسد أو لأركان نظامه أي دور فيها، وتوافق كل من وزيري خارجية فرنسا لوران فابيوس وبريطانيا وليام هيغ على أنه لا مكان للأسد في المرحلة الانتقالية - انتقد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية أمس ما أدلى به «فابيوس وهيغ وغيرهما وأدواتهم من العرب المستعربة، من أنه لا مكان للرئيس الأسد في المرحلة الانتقالية». وذكر المصدر «هؤلاء جميعا بأن عهود الاستعمار، هي وما كانت تفعله من تنصيب حكومات وعزلها، قد ولت إلى غير رجعة»، داعيا إياهم إلى أن «يستفيقوا من أحلامهم». وقال المصدر، وفق ما نقلته عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إنه «إذا أصر هؤلاء على هذه الأوهام، فلا لزوم لحضورهم إلى مؤتمر (جنيف 2) أصلا، لأن شعبنا لن يسمح لأحد، كائنا من كان، بأن يسرق حقه الحصري في تقرير مستقبله وقيادته، ولأن الأساس في جنيف، هو تلبية مصالح الشعب السوري وحده، وليس مصالح من سفك دم هذا الشعب». وشددت الخارجية السورية، بعد ترحيبها بتحديد الأمم المتحدة موعد انعقاد «جنيف 2»، على أن «الوفد السوري الرسمي ذاهب إلى جنيف، ليس من أجل تسليم السلطة لأحد، بل لمشاركة أولئك الحريصين على مصلحة الشعب السوري المؤيدين للحل السياسي في صنع مستقبل سوريا». وقالت إن الوفد سيمثل الدولة السورية «مزودا بتوجيهات الأسد، ومحملا بمطالب الشعب السوري، وفي مقدمتها القضاء على الإرهاب». ولاقت مواقف الخارجية الروسية ردا سريعا من المعارضة السورية، فعد رئيس الائتلاف السوري المعارض، أحمد الجربا، «ما صدر عن النظام يكشف ع نواياه الحقيقية، وهي استخدام تعاون مزعوم مع المجتمع الدولي من أجل التغطية على المضي في حربه ضد الشعب السوري». ويقول نادر، المواكب للشأن السوري، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك إطارا زمنيا لتسوية على صعيد المنطقة، أفقها منتصف العام المقبل، بناء على اتفاقين أساسيين: اتفاق الكيماوي السوري، والاتفاق حول النووي الإيراني». ويعرب عن اعتقاده أن «الاتفاق حول الكيماوي السوري جاء بمثابة تمهيد أو بادرة حسن نية إيرانية للتوصل إلى تسوية حول الملف الأساس، أي الصراع مع إيران». ويجزم نادر: «بحصول مؤتمر (جنيف 2) في موعده، انطلاقا من أن الإيرانيين لن يعرقلوا انعقاد مؤتمر مماثل لئلا يعرقلوا أجواء التفاؤل والانفتاح بعد الاتفاق حول النووي»، مستدركا بالإشارة إلى «إمكانية تغير الموقف الإيراني المتقدم بشأن (جنيف 2)، في حال حصول انقلاب في موازين القوى الإيراني في الداخل». ويخلص نادر إلى تأكيد أن «أولوية إيران اليوم تتمحور حول بقعة نفوذها في الشرق الأوسط، وبالتالي أكاد أجزم بانعقاد المؤتمر في موعده»، معربا في الوقت ذاته عن اعتقاده أنه «لن يحسم النتائج، وسيكتفي بأن يكشف كل فريق عن أوراقه لأن التسوية النهائية محكومة بنتائج الاتفاقين الكيماوي والنووي». في موازاة ذلك، لا تزال التشكيلات العسكرية على موقفها الرافض للمشاركة في «جنيف 2»، وفي هذا السياق، رأى المنسق الإعلامي والسياسي في الجيش السوري الحر، لؤي المقداد، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «في ظل الظروف القائمة، فإن عقد مؤتمر جنيف ليس سوى تكريس لقتل الشعب السوري». وذكر بأن «المجتمع الدولي لم يستطع أن يطبق أي بند من بنود (جنيف 1) أو أي بند من بنود قمة لندن 11. ولم يتمكن من فك الحصار عن أي قرية سورية ويمنع قصف المدنيين وقتل الأطفال»، مستنتجا أنه سيكون بطبيعة الحال «غير قادر على تطبيق أي بند أو أي نتيجة قد تصدر عن (جنيف 2)».

مشاركة :