لمن يصطادون في الماء العكر .. خسئتم !

  • 10/15/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

ما صرح به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في كلمته خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء يوم الاثنين الماضي ، عقب عودته من جدة حول استغلال البعض لحادث منى في أغراض سياسية حين قال : (التصريحات غير المسؤولة الهادفة إلى الاستغلال السياسي لحادثة تدافع الحجاج في منى أخيراً، والتي تسعى لإحداث الفرقة والانقسام في العالم الإسلامي، لن تؤثر في دور المملكة العربية السعودية وواجبها الكبير ومسؤولياتها العظيمة في خدمة ضيوف الرحمن، وحرصها الدائم على لمّ الشمل العربي والإسلامي) جاء ليؤكد أن الاستغلال الدعائي لذلك الحادث المؤلم من طرف إيران وبعض أبواقها في المنطقة ، وتسييسه ، عبر تصريحات غير مسؤولة إنما هو محض تخرص ، ولن يضير المملكة شيئا. فمنذ أن وقع الحادث المؤسف بسبب تدافع الحجاج بمنى أثناء رمي جمرة العقبة أول أيام عيد الأضحى المبارك ، وراح ضحيته أكثر من 750 شهيدا ، نشطت دعاوى وظنون من جهات كثيرة ، لا سيما في مجال الصحافة الإعلام الإقليمي والدولي تتهم المملكة العربية السعودية بالتقصير في ذلك الحادث المؤسف ؛ فيما ذهبت بعض الأقلام المغرضة إلى افتراض نوايا مسبقة من طرف المملكة تجاه  الحجاج بعض الدول الإسلامية. وخلال تلك الفترة ، استغلت إيران ـ كعادتها ـ هذا الحادث المؤسف بهدف تسييسه ، كما ادعت أنها ستشكو المملكة في المحاكم الدولية جراء هذا الحادث. اليوم ، وبعد مرور أكثر من أسبوعين على هذا الحادث، وبعد التصريحات الأخيرة للملك سلمان بن عبد العزيز ، وبعد ردود فعل ايجابية حتى من إيران ذاتها (تلك التي صدرت من رئيس مكتب الرئيس الإيراني السابق هاشمي رافسنجاني وقللت من أهمية اتهام المملكة مستبعدة النوايا الكيدية ونافية للوم السعودية على ذلك الحادث) لا نكاد نسمع شيئا من إيران وأبواقها في المنطقة ، مما يدل على أن التسييس الإيراني لمثل هذه القضايا ، وتوظيفها في دعاية رخيصة أمر معروف عن النظام الإيراني ، وهذه بطبيعة الحال ليست أول مرة . لا تحتاج المملكة العربية السعودية إلى من يشكك في جهودها المباركة منذ أيام الملك المؤسس عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ــ في خدمة الحرمين الشريفين ؛ ابتداء بتأمين طرق الحج التي حققها الملك المؤسس ، ثم التوسعات المتعددة من قبل أبنائه الملوك الكرام من بعده ، لاسيما في عهدي كل من الملك فهد بن عبد العزيز ــ رحمه الله ــ وأخيه الملك عبد الله بن عبد العزيز ــ رحمه الله ــ وصولا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين ، حيث لازالت أولوية خدمة ضيوف الرحمن ، وخدمة الحرمين الشريفين هي أولى أولويات الدولة السعودية. كل من زار المملكة أو شهد مواسم الحج والعمرة ، سيدرك طبيعة الاهتمام الذي توليه المملكة للعناية بكل ما يحفظ سلامة الحجاج والمعتمرين والزوار ويضمن أمنهم فالمملكة العربية السعودية ظلت ولسنوات طويلة ، تستنفر كل طاقتها لتأمين مواسم الحج ، عبر العديد من وحدات قواتها الملكية المسلحة ، بكاقة فروعها ، والعديد من الجهات الحكومية التي تلعب دورا كبيرا في تنظيم موسم الحج في كل عام . الحوادث تقع ، بالضرورة ، لكن الكثير من الأخطاء تقع ، أحيانا كثيرة ، نتيجة لجهل المسلمين أنفسهم ؛ من تدافع ، وعجلة ، وشدة في ممارسة النسك ، وفوضى في الحركة وغير ذلك . وهذا ما لا يحتاج منا إلى بيان ، فلو كان حال المسلمين من حيث معرفتهم الحقيقية بمناسك الحج ، وبفهم القيمة الإسلامية الحقيقية في الحفاظ على أداء المناسك بالكثير من التيسيرات التي توخاها النبي صلى الله عليه وسلم ، وعدم الحرج الذي كان يردده صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع (لا حرج ، لا حرج) لكان المسلمون بخير كثير وأكثر أمنا فيما هم يؤدون مناسكهم بعيدا عن الجهل وسوء المعرفة في أدائها . هذا بطبيعة الحال ليس اتهاما ، وإنما هو تقرير لواقع حقيقي يمارسه المسلمون من كل بلد في موسم الحج ، فتحدث للأسف أخطاء كثيرة . كما أن هذا لا يعني عدم وجود بعض الأخطاء غير المقصودة من بعض الأطراف هنا وهناك ؛ لكن أسوأ ما يمكن أن تتهم فيه السعودية  هو التشكيك في جهودها العظيمة التي تضطلع بها في خدمة حجاج بيت الله الحرام . إن هذا الاتهام بالنسبة للمملكة ، هو بمثابة الطعن في أعز ما تملكه ، وتنفرد به بين جميع دول العالم ، وهو شرف خص الله به أهل هذه البلاد بأن جعل بيته الحرام ومسجد نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة والمدينة المنورة . واليوم ، بعد أن صمت أولئك المغرضون في استغلال هذه الحادثة ؛ تأتي تصريحات خادم الحرمين الشريفين بعد أكثر من أسبوعين من وقوع الحادث المؤسف ، لتعكس حرص المملكة العربية السعودية على تكذيب تلك الإدعاءات الإيرانية المضللة : (َفأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ) رابط الخبر بصحيفة الوئام: لمن يصطادون في الماء العكر .. خسئتم !

مشاركة :