أوضح رئيس الأركان الأميركي أنّ "مجموعة صغيرة من العسكريين بشكل رئيسي، ولكن أيضاً من المدنيين والمقاولين من الباطن، فضلا عن دبلوماسيين، لا تزال في أفغانستان لضمان الأمن وتعزيز وجودنا الدبلوماسي في كابول". وفي سياق متّصل أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنّ دفعة أولى من الأفغان الذي تعاونوا مع الجيش الأميركي ويسعون لمغادرة بلدهم خوفاً من أن تنتقم حركة طالبان منهم، ستصل إلى الولايات المتحدة مطلع الأسبوع المقبل. وقالت المسؤولة في الوزارة عن هذا الملف تريسي جاكوبسون للصحفيين إنّ هذه الدفعة الأولى تضمّ حوالي 700 مترجم ومساعد أفغاني بالإضافة إلى أسرهم المباشرة، أي ما مجموعه حوالي 2500 أفغاني. وكانت الولايات المتّحدة أعلنت الإثنين أنّ هذه الدفعة الأولى ستقيم لبضعة أيام في قاعدة فورت لي العسكرية في ولاية فرجينيا على بعد 200 كيلومتر جنوب العاصمة واشنطن، ريثما تنتهي وزارة الأمن الداخلي من التدقيق بطلبات الهجرة التي تقدّموا بها. ولفتت جاكوبسون إلى أنّ دفعة ثانية من أربعة آلاف مترجم ومتعاون وأفراد أسرهم المباشرة، أي حوالي 20 ألف شخص، تلقت الضوء الأخضر من السفارة الأميركية في كابول للحصول على تأشيرة الهجرة الخاصة بهم. وأضافت أنّه يتعيّن عليهم الآن الخضوع لعملية تدقيق أمني مكثف، وهو إجراء قد يستغرق أشهراً عدّة، مشيرة إلى أنّه حرصاً من واشنطن على سلامة هؤلاء بعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان فهي ستسعى لإرسالهم إلى دول ثالثة ريثما تنتهي عملية التدقيق هذه. ولم تسمّ المسؤولة الأميركية الدول الثالثة التي قد تستضيف مؤقتاً هؤلاء الأفغان، لكنّ الولايات المتّحدة تتفاوض لهذه الغاية مع عدد من دول الشرق الأوسط، مثل الكويت وقطر. وهؤلاء المترجمون والمتعاونون الذين يخشون على حياتهم مع تحقيق طالبان مكاسب سريعة على الأرض هم من بين 20 ألف أفغاني تقدّموا بطلبات لجوء إلى الولايات المتحدة بموجب ما يسمّى "تأشيرات الهجرة الخاصة"، ما يعني أنّ العدد الإجمالي لهؤلاء مع أفراد أسرهم يمكن أن يصل إلى مائة ألف شخص. وسينضم هؤلاء إلى ما يقرب من 70 ألف مترجم ومتعاون هاجروا بالفعل إلى الولايات المتحدة منذ 2008.
مشاركة :