تحتفظ ليو شيوان، صاحبة متجر صغير لبيع الملابس في مقاطعة قانسو بشمال غرب الصين، بمتجرها بعيدا عن منطقة وسط المدينة المزدحمة، لأنها تعتقد أن جذب الزبائن شيء يمكنها فعله في أماكن أخرى على شبكة الإنترنت. وبعد وضعها هاتفها المحمول لها على حامل، بدأت ليو، 26 عاما، جلسة بث مباشر حيث عرضت الملابس في متجرها وتفاعلت مع المشاهدين. واجتذبت 100 مشاهد في 10 دقائق، وأبدى العديد منهم اهتماما بمتجرها والمنتجات. وقد أصبح البث المباشر اتجاها لم يسيطر على منصات التسوق عبر الإنترنت الصينية مثل "تاوباو" فحسب ولكن أيضا متاجر الكيانات مثل متجر ليو. ووفقا لتقرير صدر عن "تاوباو" في أبريل، فقد بِيعت سلع بقيمة أكثر من 100 مليار يوان (حوالي 14.18 مليار دولار أمريكي) بمساعدة البث المباشر في عام 2018 بنسبة 400 في المائة على أساس سنوي. ويوجد في المتوسط أكثر من 60 ألف جلسة بث مباشر يوميا وزيادة بنسبة 180 في المائة في عدد المذيعين المسجلين على المنصة بالمقارنة مع عام 2017. وخلال فورة التسوق في يوم العزاب لهذا العام في 11 نوفمبر، وفر أكثر من 100 ألف متجر على الإنترنت بثا مباشرا للتفاعل مع المستهلكين. ويشمل المذيعون مشاهيرَ ومؤثرين على الإنترنت لديهم الملايين من المعجبين. وعلى سبيل المثال، فإن لي جيا تشي، وهي شخصية مؤثرة معروفة جيدا اشتهر اسمها لأول مره عن طريق بيع أحمر شفاه على "تاوباو"، والآن لديها أكثر من 8 ملايين متابع على موقع المدونات الصغيرة الصينية "ويبو". وبالنسبة إلى ليو، فالحشد أصغر بكثير، لكنها تؤمن بالفرصة التي يجلبها الإنترنت. وفي أوائل نوفمبر، التحقت بدورة في مجال تقنيات التصوير الفوتوغرافي. وقالت إن الإنترنت قد جعلت السوق مسطحة، ويمكن للبث المباشر مساعدة منتجاتها في الوصول إلى المزيد من العملاء المحتملين. وقال نيو تشنغ تشاو رئيس معهد الدراسات الاقتصادية بأكاديمية لانتشو للعلوم الاجتماعية إن الإنترنت اللامركزي قد أدى إلى تلاشي الفرق بين فتح متجر في وسط المدينة وفي مناطق الضواحي. وأضاف نيو أن البث المباشر يجلب وجها تنظر يمكن تحويلها إلى أرباح. واكتشف العديد من الزبائن أن التسوق من خلال البث المباشر بديل أكثر توفيرا للوقت من الذهاب إلى مراكز التسوق. ومي سي تيان، وهي أم جديدة من لانتشو، حاضرة مقاطعة قانسو، هي من المعجبين الثابتين بالبث المباشر. وتنفق حوالي ساعتين في مشاهدة البث كل يوم، وغالبا ما يكون منتصف الليل وقتها المفضل للشراء. وقالت إن الذهاب إلى مراكز التسوق يصبح ترفا تماما بعد إنجاب طفل. ويمكن أن يكون لديها بعض وقت الفراغ في الليل فقط لمشاهدة البث والتسوق. وأوضحت مي أن البث يمكنها من التواصل مع البائع وجها لوجه، وهو ميزة على تصفح صفحات التعريف فقط. وقالت إنه مثل التسوق تماما في المتاجر الحقيقية. وقد فتنت وانغ شياو لو، وهي فتاة من لانتشو، بالبث الإذاعي للمزارعين الذين يفتحون الأصداف بحثا عن اللالئ. وفي هذه الجلسات، يفرض المزارعون على المشاهدين مبلغا صغيرا من المال لفتح الأصداف في مزارعهم، وبمجرد العثور على لؤلؤة، فانها تكون من نصيب المشاهد الدافع للمبلغ. وفي إحدى الجلسات دفعت وانغ أكثر من 100 يوان لفتح خمس أصداف وكانت راضية جدا عن العثور على أربع لآلئ فيها. وقالت وانغ إن كل فتح يمكنه تشكيل مفاجأة، ويمكنها استخدام اللؤلؤ لصنع مجوهرات، وبالإضافة إلى ذلك، فإنها تعيش في المناطق الداخلية الشمالية الغربية، ولكن يمكنها تجربة كيف يتسوق الناس في الأماكن الساحلية من خلال البث.
مشاركة :