الصالون الثقافي النسائي بأدبي جدة يناقش «الأفكار الاستباقية»

  • 10/15/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

شهد لقاء "الكتابة من حيث لا يكتب الآخرون" الذي تشاركت في تقديمه كل من هبة وهتون زهير قاضي في الصالون الثقافي والنسائي بأدبي جدة حضورا متميزا، ومراوحة بين العمق الفكري والسخرية المدروسة التي مارستها كل من الأستاذة هبة ود. هتون زهير قاضي الأحد الماضي حيث تم طرح قضية التفكير والكتابة، بداية من التعرف على الموهبة بالممارسة حيث قالت: لن تعرف أبدا أنك كاتب حتى تكتب وتجرؤ على عرض ما كتبت على الناس لتتقبل النقد والتعليقات بصدر رحب. وأضافت: القدرة على التعبير قد تكون ميزة، والقدرة على الكتابة قد تكون موهبة. واستدركت قائلة:هناك الكثير ممن يكتبون فكيف يمكن معرفة ان كنت كاتبا حقا؟ والجواب يكمن في التزامك بالكتابة كاحتراف تعيش تفاصيله وليس كوحي يطل عليك حين ينتابك شعور ما او لمجرد كتابتك لخواطر. ولفتت إلى أنه ما لم يمتلك الكاتب القدرة على الالتزام بمادة كتابية سواء في مدونته، أو كتابه، أو الجهة الناشرة له فيصعب ان تسميه كاتبا. بل هو مجرد هاو يكتب بناء على حالته المزاجية. أما بالنسبة للأفكار الاستباقية فأشارت الى أن هناك كتاب تشعر حين القراءة لهم من فرط ابتكارهم وخيالهم وكأنك اكتسبت خلايا دماغية جديدة. وآخرون نمطيون عاديون وإن ابدعوا في الوصف أو تنميق الكلمات. وأكدت د. هتون على أن السر يكمن في الكاتب الذي يعيش حياته بطريقه استثنائية، فهو يقرأ كثيرا، يسافر كثيرا، يتعامل ويجتمع بالناس من كل المشارب والثقافات كثيرا، خاض الكثير من التجارب. في نفس الوقت الذي امتلك الجرأة في طرح وعرض الأفكار الجديدة والاستباقية بدون خوف أو مواربة. فاحتكاكه بالناس في مجتمعه، واطلاعه على التجارب العالمية يسمح له بإيجاد أرضيات جديدة وأوجه عميقه للأمور لم يسبقه إليها أحد. كما تناولت موضوع الكتابة موهبة أم صناعة؟ حيث لفتت إلى أن الكتابة موهبة تصبح عظيمة وحقيقية حين تتحول الى صناعة. وأضافت: كلنا نعلم ان اي صناعة لها حساباتها وسوقها واعتباراتها المادية والزمنية. وشددت على أن من المهم ان يكون الكاتب على استعداد للالتزام والتركيز ليستطيع الآداء على أكمل وجه. وبينت أن التجانس هو ما نطلقه على الحالة التي يتفاعل فيها المتلقي فكريا وعاطفيا، سواء بالسلب او الايجاب مع أي طرح يعرض عليه. وهنا تكون قمة النجاح. وبالنسبة للكتابة في مجتمع لا يقرأ قالت: نقول بالمجمل أن مجتمعنا مجتمع لا يقرأ و رغم ان القراءة عادت للازدهار في السنوات الأخير. لكننا يجب ان نعترف بأن الكتابة الصحفية تحتاج الى تحديث. كما ان الكاتب يجب ان يواكب في اختياره للمواضيع وطريقة طرحها و كيفية نشرها، فكلما كانت المواضيع شفافة ومنبعثة من قلب احتياج المجتمع الذي تكتب له وتدفعه و تحفزه للتطوير والنجاح، كلما زادت نسبة النجاح وزادت فرص اكتساب قراء جدد. وفرّق د. هتون بين أنواع الكتابة حيث أشارت إلى وجود نوعين من الكتابة؛ كتابة علمية، وكتابة ابداعية ولا توجد فوضى في الكتابة، وأن معظم كتاباتها وليدة اللحظة وليس لديها مسودات، كما اوضحت ان من يقدم سيرته الذاتية عليه الا يبخس نفسه بل يوضح شخصيته بشكل مفصل. وبالرغم من أن د. هتون عرفت من خلال يوتيوب "نون النسوة" الساخر، الا أنها أكدت على أن سخريتها موجهة بشكل أساس الى افعال المجتمع وليس الى الأشخاص. أدارت الحوار م. جواهر القرشي عضو الصالون الثقافي النسائي بأدبي جدة.

مشاركة :