أنهى النصراويون مرانهم الأخير استعداداً لمواجهة الغريم التقليدي الهلال في لقاء الصدارة ولا شيء يشغل تفكيرهم عدا كيف يعود النصر للصدارة من أمام الهلال وفي ليلة المباراة قرر البرازيليون الثلاثة الانسحاب من معسكر الفريق لأسباب مادية سببت ربكة في الوسط النصراوي وتخوفا كبيرا مما أضطر المدرب الأوروغواني إلى تغيير تشكيلته الأساسية ونقل مهاجم النصر محمد السهلاوي من مقاعد البدلاء إلى التشكيلة الأساسية بعد أن أصر هو وزملاؤه ألا يعود المغادرون لمعسكر المباراة أبداً وكأنه يتكفل بخط الهجوم وحده، حمل السهلاوي نفسه مع زملائه متوجهين للملعب وتفكيرهم منصب على النقاط الثلاث مدركين قيمة ال"دربي" لدى جماهير ناديهم وللرياضيين بشكل عام. بدأ اللقاء وفي المدرج الأصفر انقسم عشاق النصر مابين متخوف من غياب البرازيليين ومابين واثق من تجاوز الفريق لأزمته وخصمه وفي معترك انقسامات النصراويين أتى محمد السهلاوي من الخلف ليتجاوز مدافع الهلال يحيى المسلم مستقبلاً كرة طويلة من قائد النصر حسين عبدالغني وبلمسة تنم عن ذكاء كروي وحس تهديفي أرسلها للشباك الزرقاء بعد ثماني دقائق من بداية اللقاء ليعلن الهدف الأول للنصر في "دربي" الرياض ويوحد الانقسامات الصفراء في المدرج النصراوي وبعد أن عاد الهلال للمباراة بالتعادل عن طريق ناصر الشمراني وفقد النصر صدارة الدوري كون التعادل لمصلحة الهلال انفرد مهاجم النصر عبدالرحيم جيزاوي في الثواني الأخيرة من عمر المباراة بكرة جانبية ليتحصل على ركلة جزاء بعد إعاقته من حارس المرمى عبدالله السديري وبثقة عالية تقدم مهاجم النصر محمد السهلاوي لتنفيذ ركلة الجزاء في آخر ثواني اللقاء إما أن تعيد النصر للصدارة أو أن تبقيها هلالية فكان تنفيذ ركلة جزاء بمثل هذه الظروف يحتاج لاعب بهدوء وثقة محمد السهلاوي فنجح في تسجيل ركلة الجزاء والهدف الثاني لفريقه حاملاً معه فريقه النصر لصدارة دوري "جميل" فتحول من بديل إلى بطل "دربي" الرياض ونجم الجولة العاشرة راداً بهذين الهدفين على كل من شكك في قدراته الفنية وإمكانياته العالية وليثبت للرياضيين أنه مهاجم لا يضيع طريق المرمى بل ويرتبط بعلاقة قوية مع الشباك. محمد إبراهيم السهلاوي مواليد 1988م في مدينة الهفوف بالأحساء نشأ هذا الشاب المهذب يتيم الأب وترعرع بحضن والدته عاشقاً مغرماً بكرة القدم منذ طفولته إذ عرفته ملاعب الحواري البسيطة في الأحساء نجماً لامعاً رغم صغر سنه مما قاده وهو في سن السادسة عشرة لخوض تجربة ميدانية مع شباب الهلال امتدت أسبوعاً كاملاً نال من خلالها إعجاب كل من شاهده ماعدا مدرب الفريق اليوغسلافي نوبوشيا الذي عارض تسجيله في الهلال ليحمل حقيبته ويعود للأحساء بعد تجربة لم تنته بصورة طالما تمناها السهلاوي وعلى الرغم من ذلك لم يتوقف شغفه بكرة القدم فواصل لعب كرة القدم في ملاعب الحواري وبعد عام من تجربته مع شباب الهلال شارك في بطولة "كاركيز" لحواري الأحساء وتألق فيها ليلفت أنظار مسؤولي القادسية في الخبر ويوقع عقد انضمامه لبني قادس في صفقة بلغت 40 ألفاً وسيارة تكفل بهما الشرفي القدساوي الكبير أحمد الزامل ورغم كثافة الهجوم القدساوي آنذاك بوجود ياسر القحطاني ويوسف السالم إلا أن ذلك لم يحجب ظهور السهلاوي بعد أن زج به التونسي أحمد العجلاني في بعض لقاءات الفريق الأول ومع ذلك لم يبرز السهلاوي إلا بعد موسمين وكان ذلك تحديداً في 2006 ونجا آنذاك القادسية من الهبوط إلا أنه هبط في الموسم الذي يعقبه 2007 وغادر معظم نجوم الفريق مثل يوسف السالم وصالح الغوينم واسقطت إدارة القادسية برئاسة جاسم الياقوت السهلاوي لنادي الفتح الذي كان ينافس للصعود للدوري الممتاز آنذاك ولعب مع الفريق خمسة لقاءات سجل فيها هدفاً واحد وكان بإمكان السهلاوي أن ينتقل لأي نادٍ كونه أشبه بلاعب حر إلا أنه تمسك بالتزامه الشفهي ووقع عقداً إحترافياً مع القادسية لمدة ثلاث مواسم بثلاثة ملايين ريال ليتحول بعدها إلى النجم الأول في صفوف الفريق الشرقي إذ شكل عنصراً هاماً في عودة الفريق إلى الدوري الممتاز بعد أن سجل 18 هدفاً في دوري الدرجة الأولى وصنع ثمانية أهداف وتوج جهده حينما سجل الهدف الذي ضمن صعود القادسية رسمياً أمام الخليج وبعد صعود الفريق لدوري المحترفين تنافست الأندية على ضم السهلاوي إلا أن رغبة النصر الكبيرة أنهت الصفقة بمبلغ كبير تجاوز ال 30 مليون ريال سعودي وهي الصفقة التي عدت الأغلى في الكرة السعودية آنذاك وأثبت السهلاوي قيمته التهديفية منذ لقائه الأول مع النصر أمام الاتفاق فسجل الهدف الأول له بالقميص الأصفر ليتحول بعد ذلك إلى هداف النصر ونجم الفريق وعلى الرغم من بعض الانتقادات التي تطال السهلاوي بين الحين والآخر إلا أنه دائماً مايرد في أرض الملعب من خلال تسجيل الأهداف وقيادة الفريق لتحقيق الانتصارات.
مشاركة :