تستأنف واشنطن وموسكو، اليوم (الاربعاء)، محادثاتهما الهادفة إلى تجنب أي اصطدام في الاجواء، خلال تنفيذهما غارات في سوريا، فيما توعد تنظيم "داعش" وجبهة النصرة، روسيا بإلحاق الهزيمة بقواتها ردًا على تدخلها العسكري ضد المتطرفين. ونقلت وكالة "ايتار تاس" للانباء اليوم، عن وزارة الدفاع الروسية قولها إنّ مقاتلة روسية اقتربت من طائرة حربية اميركية في سوريا في 10 اكتوبر (تشرين الاول)، للتعرف عليها لا لتهديدها. واضافت الوزارة إنّ الطائرة (سوخوي-30سي.ام)، كانت على بعد ما يتراوح بين كيلومترين وثلاثة كيلومترات من الطائرة الاميركية. وكانت واشنطن قد أفادت أمس، بأنّ طائرتين اميركية وروسية اقتربتا من بعضهما البعض واصبحتا في مجال الرؤية الواضحة فوق سوريا. ميدانيًا، بدأت قوات النظام السوري عملية عسكرية اليوم، في تخوم دمشق انطلاقا من حي استراتيجي تحت سيطرة الفصائل المعارضة لضمان أمن احياء العاصمة التي تتعرض باستمرار لسقوط قذائف، ويتزامن ذلك مع خوض تنظيم "داعش" اشتباكات عنيفة ضد الفصائل المقاتلة في شمال البلاد. وفي اطار تنسيق الضربات الجوية على سوريا، أعلن وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر اليوم، أنّ القادة العسكريين الروس والاميركيين سيعقدون جولة جديدة من المحادثات لتجنب أي اصطدام بينهما في الاجواء السورية خلال شن الضربات. ورأى أنّه "على روسيا التحرك باحتراف في الاجواء السورية والامتثال لاجراءات السلامة الاساسية"، مشددًا على أنّه "حتى مع استمرار خلافنا السياسي حول سوريا، يجب أن نكون قادرين على الاتفاق على الاقل بشأن التأكد من سلامة أفراد قواتنا الجوية قدر الامكان". ويأتي استئناف المحادثات بعد إعلان وزارة الدفاع الاميركية أمس عن رصد طائرات التحالف وروسيا وجودها بصريا على بعد اميال عدة في الاجواء السورية. وقال المتحدث باسم الوزارة "على الرغم من أنّ الطيارين جميعا تداركوا الأمر بالشكل المناسب، إلّا أنّ الامر يبقى خطيرا (...) في غياب أي بروتوكولات أمان بين الاطراف المعنية". وتابع "ستكون هناك دائما خطورة طالما هناك غياب تنسيق بين الاطراف المعنية في اجواء المعركة، وبالنتيجة يبقى مهما وضع بروتوكولات أمان يوافق عليها الجميع ويتبعونها، ولذلك نحن نعمل مع الروس على وضعها". وتشن روسيا منذ 30 سبتمبر (أيلول) ضربات جوية تستهدف "المجموعات الارهابية" في سوريا، في حين تعتبر دول غربية أنّ هدفها الفعلي دعم قوات النظام في ضوء الخسائر الميدانية التي منيت بها في الاشهر الاخيرة وتنتقد استهدافها لفصائل تصنفها بأنّها "معتدلة". وفي تعليق هو الاول للطرفين منذ بدء موسكو حملتها الجوية، هدد كل من تنظيم "داعش" وجبهة النصرة، روسيا أمس، وتوعدا بهزيمتها في سوريا. وجاء ذلك على لسان المتحدث باسم تنظيم "داعش" ابو محمد العدناني في تسجيل صوتي بثه التنظيم. وجاء تصريح العدناني بعد ساعات من تسجيل صوتي آخر دعا فيه أمير جبهة النصرة ابو محمد الجولاني، القوقازيين إلى شن هجمات ضد اهداف مدنية وعسكرية في روسيا، متوعدا بأنّ "الحرب في الشام ستنسي الروس أهوال ما لاقوه في أفغانستان. ويشن جيش النظام السوري منذ السابع من الشهر الحالي عملية برية واسعة مدعوما بغطاء جوي روسي لاستعادة مناطق في وسط وشمال غربي البلاد تخضع بمعظمها لسيطرة فصائل اسلامية مقاتلة. ونقل المرصد السوري لحقوق الانسان ان الطائرات الحربية الروسية شنت غارات على مناطق عدة في ريف حماة (وسط) الشمالي وريف ادلب (شمال غرب) الجنوبي، التي تسيطر عليها فصائل جيش الفتح وبينها جبهة النصرة. وفي تطور لاحق، استهدفت قوات النظام الفصائل المعارضة المتحصنة في حي جوبر شرق دمشق بقصف كثيف. وفي شمال البلاد، يواصل تنظيم "داعش" تقدمه في ريف حلب الشمالي حيث سيطر الاربعاء على اجزاء من قرية احرص وتستمر الاشتباكات العنيفة مع الفصائل المعارضة في محيط بلدة تل جبين القريبة، بحسب المرصد. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، إنّ "الاشتباكات العنيفة في محيط تل جبين أغلقت الطريق الرئيس بين مدينة حلب واعزاز القريبة من الحدود التركية" والتي يستخدمها مقاتلو الفصائل لنقل الامدادات. وأوضح الناشط ومدير وكالة "شهبا برس" المحلية في حلب مأمون الخطيب لوكالة الصحافة الفرنسية، أنّ الفصائل "خسرت في الايام الاخيرة مناطق استراتيجية عدة في ريف حلب لحساب تنظيم داعش، وفي حال سيطر الاخير على تل جبين بالكامل تصبح الفصائل محاصرة بين التنظيم وبين قوات النظام". وبعد إعلان واشنطن الاثنين القاءها ذخائر جوا "لمجموعات عربية سورية" تقاتل المتطرفين في شمال سوريا، أعلن مسؤول في وزارة الخارجية التركية لوكالة الصحافة الفرنسية، اليوم، أنّه "تم استدعاء سفيري الولايات المتحدة وروسيا إلى الخارجية أمس لعرض وجهات نظر تركيا بخصوص حزب الاتحاد الديموقراطي". وتعتبر أنقرة الحزب الكردي السوري فرعا من حزب العمال الكردستاني الذي يخوض نزاعًا مسلحًا ضدّ قواتها منذ 1984 على اراضيها. وحسب المرصد السوري، تسلمت "قوات سوريا الديمقراطية" الاسلحة الاميركية، في اشارة إلى مجموعة من الفصائل التي أعلنت مطلع الاسبوع توحيد جهودها وتضم وحدات حماية الشعب الكردية وعددا من الفصائل العربية. وسبق لهذه الفصائل أن أظهرت فعاليتها في التصدي لتنظيم "داعش" في مناطق عدة في شمال وشمال شرقي سوريا. وتشهد سوريا نزاعا داميًا تسبب منذ منتصف مارس (آذار) 2011 بمقتل أكثر من 245 الف شخص.
مشاركة :