بغداد - بحث رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، الإثنين، تعزيز التعاون وتحقيق الاستقرار في المنطقة في تطور تنظر إليه الحكومة الإيرانية بكثير من القلق. جاء ذلك في اتصال هاتفي تلقاه الكاظمي من ولي عهد أبو ظبي، وفق بيان المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء العراقية. وذكر البيان أن الاتصال الهاتفي تطرق إلى "تنمية العلاقات الثنائية بين البلدين، وبحث الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك". بدوره أكد ولي عهد ابوظبي مساندة بلاده لـ"العراق وخطوات حكومة الكاظمي الرامية إلى الإصلاح وانتهاج سياسة الحوار من أجل تحقيق الاستقرار في العراق والمنطقة عموماً"، حسب البيان. وتأتي الاتصالات بين رئيس الوزراء العراقي وولي عهد ابوظبي في ظل الجهود العراقية للعودة الى الحاضنة العربية في مواجهة التدخلات الإيرانية المستمرة. وسعى مصطفى الكاظمي إلى تمتن العلاقات مع المملكة العربية السعودية وتطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين. كما استقبل الكاظمي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وملك الأردن عبدالله الثاني في بغداد في اطار جهود تدعيم التضامن العربي في خضم أزمات تشهدها المنطقة العربية نتيجة التدخلات الإقليمية خاصة من ايران وتركيا. ويتبنى العراق سياسية تهدف إلى خفض التوتر في المنطقة، خصوصا بين الولايات المتحدة وإيران، بعد مقتل قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني بغارة أميركية قرب بغداد يناير/ كانون الثاني 2020. كما تقوم الحكومة العراقية بدور الوسيط بين إيران والسعودية لإنهاء العددي من الملفات الخلافية خاصة فيما يتعلق بالنفوذ الإيراني والأزمة اليمنية. ولا يزال العراق خاضعا للنفوذ الايراني بشكل كبير حيث يعمل الحرس الثوري الايراني على دعم مجموعة من الميليشيات التي نفذت عددا من الهجمات الصاروخية وعبر طائرات مسيرة ضد المصالح الأميركية وضد قواعد يتواجد فيها جنود أميركيون. وتسعى إيران من خلال ميليشياتها واذرعها في العراق الى فرض الانسحاب على القوات الأميركية لكي تعزز نفوذها في بلد يعاني منذ سنوات من تداعيات التدخلات الخارجية. ويبدو ان ايران لا تنظر بايجابية للتقارب العراقي الإماراتي حيث شن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة حملة من الانتقادات ضد ابوظبي بزعم تورطها في توتير الأجواء في المنطقة. وحاول خطيب زاده استغلال ملف افتتاح دولة الإمارات، الأربعاء، لسفارتها في تل أبيب، بحضور الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ لتوجيه الانتقادات الى القيادة الاماراتية. ورغم ان التهديدات الايرانية للامارات وغيرها من الدول الخليجية كالبحرين والسعودية ليست بالجديدة لكنها اليوم اكثر حدة بفعل تاثيرت التقارب والتضامن العربي.
مشاركة :