نيقوسيا - أ ف ب: لم يكن يوم السبت عادياً بالنسبة إلى البرازيل لأن البلد المضيف نسي، قبل يوم من انتهاء ألعابه الأولمبية، جميع مشاكله الاقتصادية والسياسية والأمنية، وحتى الفشل الرياضي الذي اختبره من ناحية النتائج والميداليات، وذلك بعدما توج باللقب الوحيد الذي يغيب عن خزائه، أي ذهبية مسابقة كرة القدم. استعد البرازيليون حينها لاستضافة الألعاب بالمظاهرات والإضرابات والمشاكل السياسية التي آلت إلى إقصاء رئيسة البلاد ديلما روسيف واستبدالها وإن لفترة انتقالية بغريمها ونائبها ميشال تامر، ثم ازداد غضبهم بسبب فشل رياضييهم في الارتقاء إلى مستوى الطموحات وخصوصاً أن البلد الذي يعاني اقتصادياً أنفق أموالاً طائلة من أجل استضافة الحدث. لكن نهاية الألعاب حملت معها فرحة كبيرة لهذا البلد الذي احتضن الألعاب الأولمبية الأولى في أمريكا الجنوبية لأن نيمار قاده أخيراً إلى تحقيق الحلم الأولمبي وإحراز الذهبية التي كانت تفتقدها خزائن «سيليساو». ونجح نيمار في اختباره الأولمبي الثاني بعد 2012 في تحقيق ما عجز عنه نجوم كبار آخرون مثل فافا ودونغا وبيبيتو وروماريو ورونالدو ورونالدينيو وريفالدو وألكسندر باتو، وقاد «سيليساو» إلى المجد الأولمبي الذي طال انتظاره. كان نيمار البطل في المباراة النهائية بتسجيله هدف التقدم أمام المانيا من ركلة حرة رائعة ثم الركلة الترجيحية الحاسمة التي أهدت بلاده الذهبية. جاء التتويج الأولمبي بنكهة خاصة إذ إن المباراة أقيمت على ملعب «ماراكانا» الأسطوري الذي عاد بالزمن إلى عام 1950 عندما اعتقد البرازيليون أن لقبهم العالمي الأول في «الجيب»، لكن الجمهور الذي بلغ عدده حينها 199854 متفرجاً مني بخيبة كبيرة بعدما خسر «سيليساو» مباراة لقب «موندياله» أمام جاره اللدود المنتخب الأوروغوياني 1-2 في مباراة كان خلالها صاحب الأرض البادئ بالتسجيل. ومازال البرازيليون يتحسرون على ذلك النهائي حتى الآن رغم أنهم عوضوا تلك الخيبة بإحرازهم الكأس الغالية 5 مرات منذ حينها. سنحت أمام البرازيل فرصة التعويض على جمهورها عندما استضافت مونديال 2014 على أرضها للمرة الثانية، إلا أن الخيبة تجددت بالخسارة التاريخية المذلة أمام الغريم التقليدي المنتخب الألماني 1-7 في نصف النهائي، ثم اكتملت المذلة بخسارة مباراة المركز الثالث أمام هولندا بثلاثية نظيفة. لكن نيمار ورفاقه في فريق المدرب روجيريو ميكال عوضوا على أبناء بلدهم الذين يتنفسون كرة القدم وكانوا ينتظرون تلك اللحظة طويلاً حتى وإن لم تكن كرة القدم من المسابقات «المهمة» في العالم الأولمبي. وأصبحت البرازيل أول بلد مضيف يتوج باللقب الاولمبي منذ 1992 حين فازت إسبانيا في أولمبياد برشلونة، كما أصبحت ثالث بلد يضم اللقب الأولمبي إلى ألقاب كأس العالم وكأس القارات والبطولة القارية (كوبا أميركا أو كأس أوروبا) بعد الأرجنتين وفرنسا.
مشاركة :