ليبيون يتمنون أن ينجح الفيروس في تحقيق ما عجزت عنه الحرب

  • 3/29/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

على طريق سريع وسط ليبيا بمحافظة الجفرة، يقف بعض من مواطني بلدية ودان، يوزعون التمور والمياه على سائقي شاحنات نقل الوقود والبضائع بين المحافظة والمناطق المجاورة، فضلاً عن قيامهم بتعقيم السيارات المارة بالمطهرات. وهذا العمل التطوعي من مواطني هذه البلدة البسيطة، الذي يستهدف التخفيف على العابرين بعد إغلاق المطاعم والمحال التجارية ضمن الإجراءات الاحترازية المتخذة لمواجهة فيروس «كورونا»، يأتي في موازاة حالة انقسام حادة بسبب الحرب الدائرة في طرابلس منذ قرابة عام، يتمنى خلالها البعض أن «يتكفل فيروس (كورونا) بما عجزت الحرب عن حسمه». ويرى احميد الوالي، وهو من مواطني ودان، أن «الحرب تركت آثاراً سلبية في نفس البعض، وعمقت الكراهية بداخلهم، لدرجة أنهم يتمنون أن يقضي الفيروس على أعدائهم في المعركة العسكرية»، مستدركاً في حديثه إلى «الشرق الأوسط»: «لكن هؤلاء قلة، في ظل وجود آلاف من الليبيين ورجال الأعمال يسعون إلى صنع الخير». وتتجه حكومة «الوفاق» في طرابلس إلى فرض قيود أكثر على حركة المواطنين من الثامنة صباحاً وحتى الثانية ظهراً من اليوم نفسه، للحد من التجمعات البشرية؛ بينما تواصل بلدية طرابلس عمليات توزيع الخبز على المواطنين المقيمين داخل الحدود الإدارية للبلدية مجاناً. وقالت البلدية في بيانها، أمس، إن هذه الخطوة تأتي ضمن الآلية التي أقرتها البلدية لحث السكان على تقليل الخروج من المنازل والالتزام به، إلا لما تقتضيه الضرورة القصوى لمنع انتشار الفيروس في البلاد.ولم تسجل ليبيا إلا إصابة واحدة، فيما تواصل الأجهزة الطبية في شرق البلاد وغربها عمليات التعقيم والفحص للمواطنين الذين يخشون إصابتهم بالفيروس، وسط تجهيز أماكن للحجر الصحي في مدن سرت وبني وليد، تحسباً لاكتشاف إصابات جديدة. وبدأت وزارة الصحة في الحكومة الليبية الموازية بشرق البلاد، في توزيع المستلزمات الوقائية لمجابهة الفيروس والخاصة بفرق الرصد والتقصي والاستجابة السريعة على 19 بلدية في عموم البلاد. كما دعا وزير الصحة بالحكومة الموازية سعد عقوب «جميع المواطنين والمقيمين والزوار إلى البقاء في بيوتهم قدر الإمكان وعدم السفر إلى مدن أخرى»، وقال إن التزام المواطنين بالبقاء في منازلهم، هذا الأسبوع، «يجنب البلاد كارثة صحية». وأضاف عقوب في بيان، أمس، أن «قرار حظر التجول صدر بعد دراسة علمية»، مشدداً على ضرورة الاستمرار بمراقبة المنافذ وتعزيز دور الحجر الصحي في المطارات والموانئ والمنافذ البرية، فضلاً عن أهمية توحيد الجهود مع رجال الأمن والجوازات والجمارك والطب البيطري والزراعي، لمراقبة حالات الوافدين إلى ليبيا عبر المنافذ الحدودية.وتسلم مركز طبرق الطبي، أمس، 18 جهاز تنفس صناعيا وإمدادات طبية متنوعة لتجهيز المبنى الذي خصص كمقر للحجر الصحي. وتنتشر مبادرات عديدة في ليبيا مثل «خليك في حوشك» و«الزم البيت» للحد من تفشي الفيروس، خاصة مع تراجع مستوى المستشفيات والخدمات الطبية في ليبيا.

مشاركة :