قال الشاعر: الام مدرسة إذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق، ان تنمية الانسان منذ بدايته طفلا هي الاساس لبناء المستقبل في اي وطن، وهذا يتوقف على العنصر الصالح لكل تنمية اجتماعية او اقتصادية او سياسية، فمن هنا يأتي دور الام باعتبارها الحاضنة ويمكن من خلالها تكوين الانسان والمواطن، والمرأة سواء كانت عربية او اجنبية تبقى امرأة ذات إحساس فطري تجاه الامومة، وقد يكون هناك فروقات بين بلد عربي وآخر اجنبي، لكن يبقى الحنان والعاطفة واحدة في تربية الطفل حتى يكبر ويصبح رجلا. ان نمو الانسان في السنوات الاولى من حياته يشكل هاجسا للام وهذا الجزء المهم الذي يشكل لكل ام اهمية في بناء مجتمع خلاق منتج، فنحن جميعا نحب اطفالنا، ولكن صلة الام دائما وأبدا وثيقة بطفلها اكثر من الاب، وإذا عدنا الى ما تقدمه الام لطفلها بدءا من الحمل والرضاعة فهي تضمه بحنانها وعطفها وتلاعبه، حتى يكبر ويترعرع في أحضان أمه وأبيه وأهله، وعلينا نحن التقيد بمفاهيمنا ومعتقداتنا الدينية واتباع اساليب تربوية في اصول التعليم والتربية الصالحة، والتغذية الصحيحة، والنظافة الامنة، آخذين في الاعتبار الاشراف الصحي. وبناء على ذلك يبدأ دور الام لزاما عليها ان تعتني بصحتها حتى تؤمن لطفلها السلامة والعيش الرغيد وهذا من أهم الخطوات الواجب اتباعها، وللام ايضا واجبات تجاه طفلها وأن يكون تصرفها مفهوما لمولودها بأن تصحبه الى المتنزهات وتعلمه انه سيكبر وسيلاقي اخوانه وأخواته وأصدقاءه، فهذا يكسبه ثقة بنفسه وشعورا بالمسؤولية حتى إن كان صغيرا، والطفل من عادته انه لا ينسى اي شيء. ومن الامور المهمة جدا ألا تشعر طفلها الولد بأنه اهم من اخواته من البنات، كذلك الامر للبنت بأنها احسن من الولد، على الام ان تبعد كلمة (تفضل) الصبيان على البنات فهذا له تأثير سلبي اجتماعيا ونفسيا، فهذه حقيقة يجب ان تدركها الام بان بنتها مثل اخيها بمعنى ان نصيب البنت هو مثل نصيب الصبي تماما من الرعاية والاهتمام. وإذا عدنا الى التزامات الام وواجباتها نجدها كثيرة ومهمة في حياة الطفل حتى وصوله الى مرحلة النطق بالكلمات، وهو ان تقوم الام بتعليم ابنها الواجبات الدينية في مقدمتها الصلاة وتعليمه بقية الاركان الإسلامية، كذلك ان تبدي الام لطفلها شرحا وافيا عن اختلاف الليل والنهار والسماء والارض والصيف والشتاء. ومن واجبات الام ايضا تعليم الابناء اختلاف الالوان وأشكالها، وكذلك الامر بالنسبة إلى الازهار، فهذا يساعده على فهمها عندما تطأ رجله الحضانة ومن ثم المدرسة، وهذا ليس نهاية المطاف للام، بل عليها ان تعلم طفلها تسمية الالوان، وحروف الهجاء، ولا ينتهي الامر بالنسبة إلى طفلها عند هذا الحد، فعليها ان تهيئ مجالات اخرى في مقدمتها اللعب الهادف الذي يؤدي الى تنمية قدرته البدنية والفهم الاجتماعي، منها على سبيل المثال لا الحصر التعامل مع الورق والالوان والموسيقى والالعاب الخفيفة مثل الاراجيح والاستماع الى الارشادات الصالحة وكذلك القصص. ومهما يكن فإن التعامل مع كل المستجدات التي يفرضها الواقع الاجتماعي تتوقف على المرأة التي هي الام القادرة على المزيد من العطاء في التعليم والتدريب والحماية الاجتماعية لأطفالها وهذا ليس بغريب عليها لأن هذا دورها في الحياة وهي يجب أن تلعب هذا الدور جيدا. اذن لا جدال في ذلك فالأم تمثل شريان الرقي والتقدم لأسرتها النابع من مسؤوليتها تجاه اطفالها، وهم رجال الغد وهذا من مرتكزات التنمية الاجتماعية والاسرية في وقت واحد، ومن هنا أهمية رعاية حقوق الام العربية باعتبارها ضرورة لا بديل ولا غنى عنها من اجل تنمية مجتمعها الاسري الذي هو مرجعية للوطن في حاضره ومستقبله. ان تقدم الامم والنهوض ينبثق من الدور الكبير للأمهات في رسم معالم مستقبل الوطن.
مشاركة :