بهذا تعلن «إسرائيل» نفسها رسميا دولة أبارتايد

  • 7/28/2021
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في‭ ‬19‭ ‬يوليو‭ ‬2018،‭ ‬أقر‭ ‬الكنيست‭ (‬البرلمان‭ ‬الإسرائيلي‭) ‬‮«‬قانون‭ ‬القومية‮»‬‭ ‬ربما‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬قانون‭ ‬عنصري‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية‭. ‬في‭ ‬حينه،‭ ‬اعتبره‭ ‬كثيرون‭ ‬قانونا‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬مواقف‭ ‬اليمين‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المتطرف‭ ‬كونه‭ ‬ينفي‭ ‬وجود‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬غير‭ ‬يهودي‭ ‬في‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭. ‬واليوم،‭ ‬ومع‭ ‬مصادقة‭ ‬‮«‬المحكمة‭ ‬العليا‭ ‬الإسرائيلية‮»‬‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬بنود‭ ‬‮«‬القانون‮»‬‭ (‬وهي‭ ‬‮«‬المحكمة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تحظى‭ ‬–‭ ‬للأسف‭ - ‬بمكانة‭ ‬محترمة‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الأوساط‭ ‬القانونية‭ ‬الدولية‭ ‬وفي‭ ‬كليات‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬أهم‭ ‬جامعات‭ ‬العالم‭) ‬بات‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬القانون‮»‬‭ ‬يحظى،‭ ‬رسميا،‭ ‬بشرعية‭ ‬السلطات‭ ‬العنصرية‭ ‬الثلاث‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬والقضائية‭ ‬الإسرائيلية‭. ‬لكن،‭ ‬ما‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬مصادقة‭ ‬المحكمة‭ ‬على‭ ‬قانون‭ ‬القومية؟‭ ‬ منذ‭ ‬1948،‭ ‬استندت‭ ‬سياسة‭ ‬التمييز‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬مبادئ‮»‬‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬فوقية‭ ‬اليهود،‭ ‬وتدعم‭ ‬التهويد‭ ‬وتقليل‭ ‬النسبة‭ ‬الديموغرافية‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إنكار‭ ‬حق‭ ‬اللاجئين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬العودة‭. ‬لكن‭ ‬المسألة‭ ‬الأخطر‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فرقا‭ ‬بين‭ ‬ممارسات‭ ‬عرقية‭ ‬وعنصرية،‭ ‬وبين‭ ‬‮«‬قانون‮»‬‭ ‬قيل‭ ‬إنه‭ ‬‮«‬شرعن‮»‬‭ ‬ذلك‭ ‬بما‭ ‬يلزم‭ ‬التعامل‭ ‬بعنصرية‭. ‬فمع‭ ‬وجود‭ ‬‮«‬القانون‮»‬‭ ‬ستكتسب‭ ‬الممارسة‭ ‬العنصرية‭ ‬دعمًا‭ ‬‮«‬دستوريًا‮»‬‭ ‬بالتمييز‭ ‬ضد‭ ‬العرب‭. ‬وبذلك،‭ ‬يحول‭ ‬‮«‬القانون‮»‬‭ ‬التمييز‭ ‬اليومي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬إلى‭ ‬مبدأ‭ ‬دستوري‭ ‬ومنهجي‭ ‬ومؤسساتي‭ ‬كأحد‭ ‬أركان‭ ‬النظام‭ ‬‮«‬القانوني‮»‬‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية،‭ ‬فتصبح‭ ‬الممارسات‭ ‬العنصرية‭ ‬–‭ ‬يا‭ ‬للعجب‭ - ‬‮«‬وفقا‮»‬‭ ‬لمبدأ‭ ‬سيادة‭ ‬القانون‭!! ‬ونحن‭ ‬مع‭ ‬الكاتب‭ ‬المناضل‭ (‬أمير‭ ‬مخول‭) ‬أن‭ ‬‮«‬البتّ‭ ‬القضائي‭ ‬مرهون‭ ‬بتوازن‭ ‬القوى‭ ‬بين‭ ‬أصحاب‭ ‬الحق‭ ‬المباشرين‭ ‬وغير‭ ‬المباشرين،‭ ‬وبين‭ ‬الاحتلال‭ ‬ودولته‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬محكمته،‭ ‬فالقضاء‭ ‬ليس‭ ‬حياديا‭ ‬ولا‭ ‬يصبو‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬كذلك،‭ ‬وبالأخص‭ ‬ليس‭ ‬طرفا‭ ‬ثالثا‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬والشعب‭ ‬الفلسطيني‭. ‬بل‭ ‬إن‭ ‬القضاء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لا‭ ‬يُشرعن‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬منه‭. ‬عندما‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬المحكمة‭ ‬شرعنت‭ ‬العنصرية‭ ‬فإننا‭ ‬نخرجها‭ ‬من‭ ‬منظومتها‭ ‬ونعفيها‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬متهمة‭ ‬وليست‭ ‬مرجعا‭ ‬معياريا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‮»‬‭.‬ قرار‭ ‬المحكمة،‭ ‬التي‭ ‬زعمت‭ ‬أن‭ ‬‮«‬قانون‭ ‬القومية‭ ‬لا‭ ‬ينقض‭ ‬مبدأ‭ ‬المساواة،‭ ‬وليس‭ ‬فيه‭ ‬خرق‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬الدلائل‭ ‬المقنعة‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن،‭ ‬سيسهل‭ ‬على‭ ‬‮«‬الكنيست‮»‬‭ ‬تشريع‭ ‬قوانين‭ ‬بصبغة‭ ‬يهودية‭ ‬عنصرية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬اعتراض‭ ‬من‭ ‬أحد‭. ‬وبحسب‭ ‬القرار‭: ‬‮«‬قانون‭ ‬القومية‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬قوانين‭ ‬الأساس‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬دستور‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تصميمه‭ ‬لترسيخ‭ ‬مكونات‭ ‬هوية‭ ‬إسرائيل‭ ‬كدولة‭ ‬يهودية،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الانتقاص‭ ‬من‭ ‬مكونات‭ ‬هويتها‭ ‬الديمقراطية‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬المبادئ‭ ‬الدستورية‭ ‬الأخرى‮»‬‭. ‬وعليه،‭ ‬فإن‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬الحقيقة،‭ ‬مصادقة‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬الإثنية‭ ‬اليهودية‭ ‬والفصل‭ ‬العنصري‭ ‬كمبادئ‭ ‬تأسيسية‭ ‬للنظام‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬عبر‭ ‬تحديد‭ ‬الهوية‭ ‬الدستورية‭ ‬‮«‬لإسرائيل‮»‬‭ ‬كدولة‭ ‬يهودية،‭ ‬وإقصاء‭ ‬السكان‭ ‬الأصليين‭ ‬للبلاد‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬المجموعة‭ ‬اليهودية‭ ‬المهيمنة‭!!‬ بقرار‭ ‬المحكمة،‭ ‬سوف‭ ‬يُعزز‭ ‬‮«‬القانون‮»‬‭ ‬لنظام‭ (‬أبارتايد‭) ‬كما‭ ‬تعرفه‭ ‬صكوك‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬أجمع‭. ‬ولعل‭ ‬من‭ ‬أبلغ‭ ‬ما‭ ‬قيل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬استخلاص‭ ‬عودة‭ ‬بشارات‭ (‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬كتاب‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬هآرتس‮»‬‭): ‬‮«‬من‭ ‬يوم‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬الظلام‭ ‬هنا‭ (‬في‭ ‬إسرائيل‭) ‬يزداد‭ ‬ويتكشف‭. ‬فعندما‭ ‬تم‭ ‬سن‭ ‬قانون‭ ‬القومية،‭ ‬55‭ ‬عضو‭ ‬كنيست‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬واليهود‭ ‬صوتوا‭ ‬ضده‭. ‬الآن،‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬حصن‭ ‬العدالة،‭ ‬المحكمة‭ ‬العليا‭ (‬الإسرائيلية‭) ‬تم‭ ‬التصديق‭ ‬على‭ ‬قانون‭ ‬القومية‭ ‬بالإجماع‭ ‬تقريبا‭. ‬فقط‭ ‬عارضه‭ ‬واحد‭ ‬وهو‭ ‬القاضي‭ ‬العربي‭ ‬جورج‭ ‬قرة‭.. ‬إن‭ ‬ظل‭ ‬دولة‭ ‬القومية‭ ‬غطى‭ ‬على‭ ‬نور‭ ‬العدالة‮»‬‭.‬ الدولة‭ ‬الصهيونية،‭ ‬بكل‭ ‬سلطاتها،‭ ‬‮«‬شرعت‮»‬‭ ‬الآن‭ ‬العنصرية‭ ‬المترسخة‭ ‬بنيويا‭ ‬رسميا‭! ‬وإن‭ ‬نحن‭ ‬أحسنا‭ ‬استغلال‭ ‬الوضع‭ ‬عالميا،‭ ‬فالأمر‭ ‬كفيل‭ ‬بأن‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تصنيف‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية‭ ‬كدولة‭ ‬‮«‬أبارتايد‮»‬‭. ‬و«القانون‮»‬‭ ‬لمن‭ ‬يقرأه‭ ‬يدرك‭ ‬أنه‭ ‬قانون‭ ‬عنصري‭ ‬كولونيالي‭ ‬له‭ ‬خصائص‭ ‬‮«‬أبارتايد‮»‬‭ ‬لا‭ ‬تخطئها‭ ‬العين،‭ ‬ويتناقض‭ ‬–‭ ‬قطعا‭ ‬–‭ ‬مع‭ ‬المبادئ‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الأساسية‭ ‬المتفق‭ ‬عليها‭ ‬عالميا،‭ ‬بل‭ ‬يخرق‭ ‬بشكل‭ ‬خطير‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعاكس‭ ‬القوانين‭ ‬والمواثيق‭ ‬الدولية‭. ‬نعم‭ ‬لقد‭ ‬تم‭ ‬حسم‭ ‬الأمر‭ ‬وأعلن‭ ‬–‭ ‬رسميا‭ ‬–‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬دولة‭ ‬‮«‬أبارتايد‮»‬‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬المحكمة‭ ‬مزق‭ ‬قناعا‭ ‬إضافيا‭ ‬من‭ ‬أقنعة‭ ‬إسرائيل‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬الليبرالية‭ ‬والمتنورة،‭ ‬التي‭ ‬تتعامل‭ ‬بصورة‭ ‬متساوية‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬مواطنيها‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬تحويله‭ ‬العرب‭ ‬إلى‭ ‬مكانة‭ ‬مواطنين‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الثانية‭ ‬وربما‭ ‬الثالثة‭.‬

مشاركة :