تعهدت الإمارات أمام مجلس الأمن الدولي الليلة قبل الماضية بتقديم 500 ألف دولار إلى هيئة الأمم المتحدة للمرأة لدعم جهود مكافحة التطرف ضمن سياق المرأة والسلام والأمن. جاء ذلك خلال البيان الذي ألقته مندوبة دولة الإمارات الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة لانا نسيبة أمام الجلسة المفتوحة رفيعة المستوى التي عقدها مجلس الأمن الدولي بشأن "المرأة والسلام والأمن" برئاسة رئيس وزراء إسبانيا مرايانو راخوي، وذلك بمشاركة كل من أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، والمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة الدكتورة فمزيلي ملامبو نغوكا، إضافة إلى كل من جوليين لوسينج من جمهورية الكونغو الديمقراطية وينار محمد من العراق وآلاء المطيب من ليبيا ممثلات المجتمع المدني. ورحبت مندوبة دولة الإمارات في بيانها أمام جلسة المناقشة العامة التي تركزت مداولاتها على التحديات التي يواجهها تنفيذ جدول أعمال المرأة والسلام والأمن باعتماد القرار 2242 بالإجماع من قبل أعضاء مجلس الأمن معلنة مشاركة دولة الإمارات في رعاية هذا القرار، منوهة بأن القرار يركز على دور المرأة في محاربة التطرف العنيف ومواجهة الإرهاب. وأشارت السفيرة نسيبة إلى أن الاستعراض الرفيع المستوى يأتي في سياق تحديات عالمية، داعية إلى تشجيع المشاركة الفاعلة والتامة للمرأة وقالت إنه "من الضروري أن نعترف الآن أكثر من أي وقت مضى بأهمية الإسهامات التي تقدمها المرأة في جهود تعزيز السلام والأمن الدوليين، ونحن نعلم أن تمكين المرأة والأخذ بآرائها كجزء من عملية بناء السلام الشامل، أمر ضروري لبناء مجتمعات فاعلة وعادلة ومستقرة". وأبرزت نسيبة أهمية جانب الوقاية باعتباره جزءاً من النهج الشامل لتحقيق السلام المستدام، مؤكدة أنه بهدف تحقيق السلام والأمن الفعليين علينا منع وقوع الصراع والتطرف العنيف عن طريق معالجة الأسباب الجذرية للصراع والاستثمار في الوقاية من حدوثه، الأمر الذي يتطلب إعادة تغيير أدوات الأمم المتحدة في جميع أجهزتها وكذلك النهج الذي تتبعه الدول الأعضاء نحو الوقاية من نشوب الصراعات". وشددت على أهمية مساهمات المرأة في تحقيق السلام والأمن ولاسيما في سياق مكافحة التطرف العنيف، مشيرة إلى أن الإمارات تؤمن إيمانا راسخاً بضرورة معالجة الأسباب الجذرية للتطرف قبل أن يتحول إلى تطرف عنيف الأمر الذي يتطلب تدخلات دولية جماعية لمواجهة الفكر والدعاية المتطرفين، غير أن ذلك يتطلب أيضاً وضع سياسات داعمة على المستوى الوطني تهدف إلى تعليم الفتيات وتمكين النساء وإشاعة التسامح الديني ووضع دستور يضمن المساواة في المعاملة والفرص. وفي هذا السياق أكدت أن ضمان توفر فرص حقيقية للقيادة النسائية في جميع أنحاء المجتمع الإماراتي يمثل أولوية هامة في السياسة العامة ويتجلى هذا من خلال شخصيات نسائية مثل مريم المنصوري أول إماراتية تحمل رتبة رائد طيار في سلاح الطيران الإماراتي وهي بذلك تقدم خير مثال على دور المرأة في دولة مسلمة معتدلة ومتسامحة وتأثير المرأة والسلام والأمن في التصدي لخطابات داعش المدمرة.
مشاركة :