تراه حسن نصر الله يغني نصف الأغنية، ففنانة العرب أم كلثوم تقول في أغنيتها «اليوم أصبح عندي بندقية إلى فلسطين خذوني معكم». حسن نصر الله لديه بندقية لا بل ومدفع وصاروخ وميليشيا منظمة وأموال طائلة إلا أنه لا يريد الذهاب إلى فلسطين ولا إلى حيفا ولا يافا ولا الضفة ولا غزة بل أرسل مليشياته لسوريا لقتل الشعب السوري. وأكثر من ذلك قطع كل الطرقات المعروفة والتي توصل إلى فلسطين وأراد أن يشق طريقا جديدة، طريقا تحمل اسمها ولا توصل إليها. أراد أن يوهم الناس من حوله أن طريق فلسطين تمر من الزبداني فإذا به يوقع فيها اتفاق الهزيمة اتفاق الهدنة، وأنها تمر أيضا في حلب، فإذا به ينقل قادته الميدانيين بصناديق خشبية، وأنها تمر في إدلب فإذا بزيتون إدلب يستعصي عليه. نصر الله يغني نصف الأغنية، ففلسطين والقدس والقضية عنده وعند حلفائه إما سجنا على أبواب دمشق لاعتقال الفلسطينيين أو فيلقا يقاتل في كل مكان إلا القدس أو طريقا تصل كل المدن إلا القدس. هو يغني نصف الأغنية لأن المدن العربية وكل ناسها أعداء لمشروع التمدد الإيراني في المنطقة. المشروع الفارسي هو الوجه الآخر للمشروع الصهيوني فالعدو عند المشروعين واحد، هم العرب، والأهداف واحدة هي تفتيت المجتمعات العربية والتنكيل بشعوبها. القدس في خطاباتهم «شماعة» وليست هدفا والممانعة كذبة وليست مبدأ فنصف الأغنية نشاز كما نصف الحقيقة كذبة كبرى.
مشاركة :