بوتين يُندِّد بموقف واشنطن في النزاع السوري

  • 10/16/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ندَّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس (الخميس) «بالموقف غير البناء» للولايات المتحدة التي ترفض بحسب قوله مبدأ تبادل زيارات وفود من البلدين لبحث النزاع السوري. وقال بوتين خلال زيارة إلى كازاخستان «أعتقد أن هذا الموقف غير بناء» ودعا الدول التي تضم أعداداً كبيرة من المسلمين إلى الانضمام للتحالف ضد الإرهاب. من جهته، قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في مؤتمر صحافي مع نظيره التركي، فريدون سينيرلي أوغلو، في العاصمة التركية أنقرة إن بلاده متفقة مع تركيا، على عدم وجود دور لبشار الأسد ضمن الحل في سورية، وعلى دعم المعارضة السورية، حسبما نقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية. ميدانياً، بدأ الجيش السوري حملة عسكرية جديدة في محافظة حمص في وسط البلاد بتغطية جوية روسية.إيران تبدي استعدادها لدراسة احتمال إرسال مقاتلين لدمشق لو طلبتالجيش السوري يبدأ عملية جديدة في حمص... وبوتين يندِّد بموقف واشنطن عواصم - أ ف ب، رويترز بدأ الجيش السوري أمس الخميس (15 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) حملة عسكرية جديدة في محافظة حمص في وسط البلاد بتغطية جوية روسية، في وقت ندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ «الموقف غير البناء» للولايات المتحدة في هذا النزاع. ووسع الجيش السوري نطاق عملياته البرية لتشمل محافظة حمص وتحديداً ريفيها الشمالي والشمالي الغربي بدعم من حزب الله اللبناني والطائرات الروسية. ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري أن الجيش بدأ عملية في ريف حمص الشمالي والشمالي الغربي «بهدف إعادة الأمن والاستقرار إلى القرى والبلدات في المنطقة»، مشيراً إلى أنه أحكم سيطرته على بلدة خالدية الدار الكبيرة في الريف الشمالي الغربي والقريبة من محافظة حماة (وسط). من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطائرات الروسية شنت 15 غارة جوية على الأقل في منطقة المعارك، ما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص على الأقل بينهم ستة عناصر من الفصائل المقاتلة. وبحسب المرصد «تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المسلحة المقاتلة من جهة أخرى، في الإطراف الجنوبية لمدينة تلبيسة» كما في محيط قرى أخرى من بينها سنيسل وجوالك. وتسيطر الفصائل المقاتلة على تلبيسة منذ العام 2012، وفشلت كل محاولات قوات النظام لاستعادتها منذ ذلك الحين. وتكمن أهميتها في أنها تقع على الطريق الرئيسي بين مدينتي حمص وحماة. وتخضع مدينة حماة لقوات النظام التي تسيطر أيضاً على مدينة حمص، مركز المحافظة، باستثناء حي الوعر المحاصر. ويبدو أن العملية البرية الجديدة تهدف إلى ضمان أمن الطريق بين المدينتين إذ تسيطر الفصائل المقاتلة وبينها جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سورية) على مناطق عدة في محيطه. وأكد مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس أن «العملية مستمرة حتى تحقيق أهدافها في تأمين محيط حمص الشمالي، وقطع أي تواصل بين مسلحي حماة ومسلحي حمص». وهذه العملية البرية الثانية التي يعلن عنها الجيش السوري بتغطية روسية إذ إنه بدأ في السابع من تشرين أكتوبر/ تشرين الأول حملة برية في مثلث ريف حماة الشمالي وريف اللاذقية (غرب) الشمالي وريف أدلب (شمال غرب) الجنوبي. وأوضح المصدر لوكالة فرانس برس أن «العمليات العسكرية في ريف حمص منفصلة برّياً عن العملية العسكرية في ريف حماة، لكنها مرتبطة استراتيجيّاً». وتسعى قوات النظام أساساً إلى إحكام السيطرة على الطريق الرئيسي بين حلب شمالاً وحمص، والذي يعبر محافظتي حماة وأدلب. وتخضع محافظة أدلب بكاملها، باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا، لسيطرة جيش الفتح وهو عبارة عن تحالف من فصائل إسلامية بينها جبهة النصرة. وأعلن التلفزيون الرسمي السوري أمس (الخميس) سيطرة قوات النظام على بلدتي فورو والصفصافة في ريف حماة الشمالي ليواصل تقدمه باتجاه أدلب بتغطية روسية. إلى ذلك، ندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس (الخميس) «بالموقف غير البناء» للولايات المتحدة التي ترفض بحسب قوله مبدأ تبادل زيارات وفود من البلدين لبحث النزاع السوري. وقال بوتين خلال زيارة إلى كازاخستان «أعتقد أن هذا الموقف غير بناء» ودعا الدول التي تضم أعداداً كبيرة من المسلمين إلى الانضمام للتحالف ضد الإرهاب. وأضاف «لا أفهم كيف يمكن ان ينتقد شركاؤنا الأميركيون حملة مكافحة الإرهاب الروسية في سورية وأن يرفضوا الحوار المباشر بشأن مسائل مهمة مثل التسوية السياسية» للنزاع. وتابع «يبدو أن مصدر ضعف الموقف الأميركي هو عدم وجود أي خطة عمل» بشأن سورية بحسب ما نقل التلفزيون الروسي. وقال بوتين «يبدو أنه ليس لدينا أي شيء لبحثه» مع الأميركيين. وأضاف «رغم ذلك، نبقي أبوابنا مفتوحة ونأمل في الحوار مع كل المشاركين في هذه العملية المعقدة وبينهم شركاؤنا الأميركيون». من جانب آخر، أشاد بوتين بعد محادثاته مع الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف بدعوة نظيره إلى منتدى يطلق عليه اسم «إسلام ضد الإرهاب» يؤدي إلى إشراك دول إسلامية في مكافحة الإرهاب. وقال بوتين «بالطبع نحن ندعم اقتراح رئيس كازاخستان لتوحيد جهود كل الدول وخصوصاً تلك التي تضم أعداداً كبيرة من المسلمين، في المعركة ضد الإرهاب». أما إيران الداعم الأساسي للنظام السوري فأعربت أمس (الخميس) عن استعدادها لدرس إرسال مقاتلين إلى سورية في حال طلبت دمشق ذلك. إلى ذلك، أبدى رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي أمس من دمشق استعداد بلاده لدراسة إرسال مقاتلين إلى سورية في حال طلبت منه ذلك. وقال بروجردي خلال مؤتمر صحافي رداً على سؤال عن دعم إيراني جديد يتضمن إرسال مقاتلين، «عندما يكون ذلك عبارة عن طلب من سورية فإننا سندرسه ونتخذ القرار، ونحن جادون في التصدي للإرهاب». وأضاف «قدمنا مساعدات من أسلحة ومستشارين لكلا البلدين، سورية والعراق، وطبعاً أي طلب آخر (منهما) ستتم دراسته في إيران». وكانت مصادر عسكرية سورية تحدثت عن وصول آلاف المقاتلين الإيرانيين خلال الأيام الأخيرة إلى مطار حميميم العسكري في جنوب مدينة اللاذقية (غرب). وأكد بروجردي أن «العمليات العسكرية» الدائرة حالياً في سورية تعتبر «داعمة للحل السياسي والسلام»، في إشارة إلى الحملة الجوية الروسية منذ 30 سبتمبر/ أيلول. واعتبر بروجردي، الذي أنهى زيارة استمرت ثلاثة أيام إلى سورية، أن التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» في سورية «فشل بالرغم من التكاليف الباهظة من مليارات الدولارات». والتقى بروجردي صباح أمس الرئيس السوري بشار الأسد، وأكد أن زيارته تأتي «لإعلان الدعم مرة أخرى من حكومة إيران إلى الحكومة السورية التي تقف في الصف الأول للمقاومة». وخلال زيارته أيضاً التقى بروجردي كلاً من وزير الخارجية السوري وليد المعلم ومدير مكتب الأمن الوطني علي مملوك. هذا وقالت وكالة إنترفاكس للأنباء نقلاً عن وزارة الدفاع الروسية أمس (الخميس) إن سلاح الجو الروسي نفذ 33 طلعة جوية فوق سورية في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة وقصف 32 هدفاً لـ «داعش» في تراجع لكثافة الغارات مع التركيز على أهداف جديدة. وأضافت الوكالة أن الضربات أصابت أهدافاً في إدلب وحماة ودمشق وحلب ودير الزور. وقالت الوزارة في بيان «كثافة عملياتنا الجوية العسكرية تراجعت قليلاً في الساعات الأربع والعشرين الماضية... بسبب العمليات الهجومية النشطة التي تنفذها القوات المسلحة السورية تتغير خطوط الجبهة مع الإرهابيين». وذكرت الوزارة أن طائرات استخدمت قنابل كاب-500 الموجهة بدقة لتدمير موقع إطلاق في محافظة دمشق مزود بصواريخ أوسا أرض جو. هذا وقالت قوة المهام المشتركة أمس (الخميس) إن الولايات المتحدة وحلفاءها وجهوا 25 ضربة جوية لقوات تنظيم «داعش» في العراق وسورية أمس الأول (الأربعاء). وذكرت في بيان أن 17 ضربة نفذت في العراق واستهدفت وحدات تكتيكية وأسلحة ومواقع قتالية ومركبات وأهدافاً أخرى لـ «داعش» قرب ثماني مدن عراقية. وفي سورية شملت الغارات اليومية ثماني ضربات قرب ست مدن ضد أهداف مماثلة لـ «داعش». هذا، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية إقامة «خط مباشر» مع تل أبيب تجنباً لأي حوادث بين طائرات البلدين في المجال الجوي السوري. ونقلت وكالة انباء انترفاكس عن المتحدث باسم الوزارة ايغور كوناشنكوف أن «تبادلا للمعلومات حول تحركات الطيران تم عبر إقامة خط مباشر بين مركز قيادة الطيران الروسي في قاعدة حميميم الجوية في سورية ومركز قيادة سلاح الجو الإسرائيلي» مشيراً إلى أن الطرفين يتدربان على سبل التعاون.

مشاركة :