أثارت قدرة البحرين على سرعة تسطيح منحنى الإصابات بفيروس كورونا إعجاب الدول والمنظمات، ففي حين كانت الإصابات بالفيروس بالآلاف يومياً مع نهاية شهر مايو (3273 إصابة في 29 مايو 2021) وأعداد الوفيات وصلت إلى أكثر من 20 وفاة يومياً في بداية شهر يونيو المنصرم، إلا أن أعداد الإصابات حالياً في أدنى مستوى لها، إذ أصبحت لا تتجاوز الـ100 حالة يومياً إن لم تكن أقل، وعدم وجود حالات وفاة بحمد الله، وإن وجدت لا تتجاوز حالة وفاة في اليوم؛ أي أن البحرين خفضت بشكل صاروخي الإصابات بها بنسبة 97% خلال فترة بسيطة في عمر الزمن لا تتجاوز 40 يوماً. كما ينبغي أن نستذكر بالتقدير ما هيأته مملكة البحرين من إمكانيات مادية ومعنوية ضخمة وتمت إدارتها بكل كفاءة ونجاح في مواجهة الجائحة وتسطيح منحنى الإصابات. إن القيادة والحكومة في مملكة البحرين لم تبخل على شعبها أبدا، بل وفرت وهيأت له كل السبل التي تفضي إلى تحصينه ضد الفيروس إلى جانب ما اتخذته من إجراءات احترازية وتدابير كانت فعّالة ولم تكن قاسية كمنع التجول أو خلافه، فضلاً عن ذلك حرصت القيادة والحكومة على تعويض المتضررين أفرادا كانوا أو شركات بحزم مالية وصلت قيمتها إلى ما يقارب الأربعة مليارات ونصف المليار دينار. وفرت من خلالها السيولة اللازمة للقطاع الخاص للتعامل مع آثار الأوضاع الراهنة للتصدي لفيروس كورونا، وخصصتها أيضاً لدفع رواتب البحرينيين في القطاع الخاص حتى لا يتم تسريحهم بحجة الجائحة، وتكفلت أيضا بدفع فواتير الكهرباء والماء عدة أشهر عن جميع المشتركين أفراداً وشركات، وأعفت الأفراد وأصحاب الأعمال من رسوم البلدية، كما أعفت المؤسسات الصناعية والتجارية من الرسوم، وهيأت صندوق السيولة وضاعفت من حجمه، وأعادت توجيه برامج صندوق العمل بالشكل الذي يدعم المؤسسات والشركات المتأثرة، وهذا كله غيض من فيض من الإمكانيات الكبيرة التي قدمتها قيادة البحرين بتوجيه كريم من حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى وأدارها بكل كفاءة واقتدار صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء من خلال فريق البحرين. إلى جانب ذلك، كان شعب مملكة البحرين هو الآخر مثالاً في الالتزام بالإجراءات الوقائية وأسهم بشكل فعال في الحد من ارتفاع الإصابة بالفيروس بما أظهره من روح ومسؤولية عالية عبر التجاوب مع التعليمات الصحية والوقائية. إن ما تحقق خلال الشهرين الماضيين خصوصاً ومنذ بدء الجائحة عموماً في المملكة على صعيد تقليل الإصابات والوفيات بسبب جائحة كورونا جعل من البحرين أنموذجاً رائداً في الاستجابة العالمية للتعامل مع الجائحة بشكل شمولي ومبتكر. ورغم الارتفاع الذي حدث في شهري مايو ويونيو، فقد تمكنت البحرين بفضل الله وتوجيه القيادة من المحافظة على الخدمات الصحية الأساسية لتستمر على نفس وتيرتها الراقية المتقدمة في حين انهارت في دول عدة كبيرة الأنظمة الصحية بها حينما شهدت الارتفاع الذي مرت به البحرين في الإصابات. إن سبب نجاح البحرين في تسطيح منحنى الإصابات بالفيروس هو التخطيط المبكر ووضع الاستراتيجيات والبرامج الاستباقية للتعامل مع الجائحة، والشكر في ذلك يعود إلى صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء. لذا فلا عجب أن يطالب البعض بالاستفادة من خبرة البحرين في معالجة تدني الإصابات ونجاحها في التعامل مع جائحة كورونا، وأن يعبر عن انبهاره وذهوله تجاه ما حققته مملكة البحرين من جهود في تسطيح منحنى الفيروس وخفض الوفيات إلى أقل مستوياتها وآخرهم كان مدير عام منظمة الصحة العالمية. إن التوجيهات الحكيمة لجلالة العاهل المفدى والإدارة الناجحة لصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء والمجتمع البحريني الواعي والكفاءات الوطنية هي كلمة السر التي جعلت من تجربة البحرين في التعامل مع الجائحة ناجحة بامتياز ونموذجاً دولياً ينبغي توثيقها، فلله الحمد من قبل ومن بعد.
مشاركة :