الدوحة - عبدالحميد غانم: أكد عدد من الخبراء أن الإرادة السياسية والشعبية والتلاحم بين الشعب والقيادة كانا كلمة السر وخط الدفاع الأول في هزيمة الحصار الجائر المفروض على قطر وتجاوز تداعياته وآثاره السلبية، في وقت كانت دول الحصار تتصور أن الشعب القطري سيخضع لإرادتها، لكنها فوجئت بصلابته وتحديه ورفضة التام المساس بالسيادة وفرض الإملاءات. وقال الخبراء، في تصريحات ل الراية، إن هناك مجموعة من العوامل ساهمت في تعزيز الموقف القطري ونجاحه في مواجهة الحصار، في مقدمتها التكاتف والتلاحم الشعبي والوقوف خلف القيادة الرشيدة، وسرعة التعامل مع الحصار وقوة وصلابة مؤسسات الدولة في التصدي لتداعياته، وكذلك قوة الاقتصاد القطري في مواجهة محاولات التأثير عليه، والاعتماد على الذات وإقامة مئات المشاريع والصناعات لتحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض المنتجات، بالإضافة إلى الإعلام النزيه الذي فضح الفبركات والشائعات التي كانت تطلقها دول الحصار لتشويه قطر، فضلاً عن علاقات قطر الخارجية المتوازنة ودبلوماسيتها النشطة ومواقفها الثابتة، وكذلك تحالفات قطر الاستراتيجية على المستوى السياسي والدبلوماسي والاقتصادي مع الكثير من الدول والمنظمات الدولية. وأكدوا أن مواقف الدول الداعمة لدولة قطر سواء على مستوى الحكومات أو الشعوب ضد الحصار جاءت انطلاقاً من عدالة ووضوح الموقف القطري وتأكد المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية من أن الإجراءات التي اتخذتها دول الحصار ضد قطر ظالمة وتنتهك حقوق الإنسان وسيادة الدول، ما عزز موقف قطر وزاد من الدعم الدولي لتعاطيها مع هذه الإجراءات. وأشاروا إلى أن أخلاقيات وقيم ومبادئ الشعب القطري هزمت الحصار بعد أن أثبت قدرته على النجاح والاعتماد على الذات والتحدي والصمود في وجه أي تحد خارجي، وهو ما يجب البناء والحفاظ عليه، مؤكدين أن بناء قطر وحمايتها يكون بسواعد أبنائها، الأمر الذي يتطلب الاهتمام بالكادر الوطني في كافة المجالات وتعزيز دوره، خاصة وأن هذه الأزمة كانت فرصة لإبراز كوادر قطرية في مختلف المجالات. أمينة العمادي: أخلاقيات وقيم ومبادئ الشعب القطري هزمت الحصار قالت الدكتورة أمينة العمادي رئيس مجلس إدارة المركز الثقافي العربي: صامدون في وجه الحصار بالعلم والأخلاق والقيم والمبادئ والعادات والتقاليد التي نشأ عليها المجتمع القطري، وهذا ما جعلنا في نظر العالم شعباً قوياً صاحب إرادة وعزيمة لا تُقهر، محباً لأرضه ولقيادته. وأضافت: تكاتف الشعب إن دل على شيء فإنما يدل على الانتماء لهذه الأرض وحبه الكبير لقيادته .. لم تنقض قطر العهود ولم تقطع الغاز عن الإمارات وكانت قادرة على ذلك ولكنها احترمت تعاقداتها وعهودها، ولم تعامل مواطني دول الحصار بالمثل. وأكدت أن أخلاقيات وقيم الشعب القطري هزمت الحصار، لأن هذا الشعب صاحب تاريخ وإرادة وعزيمة وعمل جاد ودؤوب. مبارك الكواري: إعلامنا فضح المخططات الخبيثة لتشويه قطر قال مبارك جهام الكواري مستشار بالمؤسسة القطرية للإعلام: الإعلام القطري وقف أمام إعلام دول الحصار وآلته وفضح الأكاذيب والشائعات التي كانت تهدف لتشويه قطر، وكان من أبرز عوامل انتصار قطر على الحصار. وأضاف: الإعلام الرسمي والإلكتروني لدول الحصار رغم جهره بالعداء وقيامه بحملات التضليل والخداع والأكاذيب لم يستطع النيل من قطر ولا من صمود وإرادة شعبها. وتابع: بعد 1000 يوم حصار نرى الكثير من الإنجازات والمشاريع الكبرى والطرق والجسور والأنفاق وافتتاح ميناء حمد العملاق ومئات المشاريع الأخرى التي تم إنجازها في ظل الحصار، وهناك مشاريع واستادات كأس العالم التي تم افتتاح بعضها والبعض الآخر على وشك الانتهاء منه، وذلك قبل المواعيد المقررة سلفاً وفق الجداول الزمنية للمشاريع. وقال: لم تتوقف عجلة التنمية واستمرت كما كانت في السابق رغم حملات التشويه والفبركات الإعلامية ومحاولات الإضرار بالعملة والاقتصاد وحجز مواد المشاريع وكلها كانت بهدف منع قطر من تنظيم كأس العالم، في الوقت الذي كنا نتمنى أن تساند دول الخليج والعالم العربي قطر في تنظيم كأس العالم 2022 فهو حدث عربي وإسلامي. د. ماجد الأنصاري: تحالفات قطر الاستراتيجية أفشلت مخططات دول الحصار قال الدكتور ماجد الأنصاري أستاذ علم الاجتماع السياسي مدير إدارة السياسات بمعهد البحوث الاجتماعية في جامعة قطر: هناك مجموعة من العوامل التي ساهمت في تعزيز الموقف القطري في مواجهة الحصار كان على رأسها وأولها التلاحم الشعبي الرسمي الذي جعل قطر عصية على أي محاولات اختراق كانت بأي شكل من الأشكال سواء من خلال الممارسات التي أقدمت عليها دول الحصار أو الضغط الاقتصادي أو الحرب الإعلامية. وأضاف: من عوامل نجاح قطر في التصدي للحصار هو قوة وصلابة مؤسسات الدولة وسرعة التعامل مع تداعيات الحصار، بالإضافة إلى صلابة الاقتصاد القطري في مواجهة محاولات التأثير عليه، حيث ظل ثابتاً قادراً على مواجهة التحديات، فضلاً عن وسائل الإعلام التي لعبت دوراً بارزاً في فضح أكاذيب إعلام دول الحصار وأجهضت الشائعات التي كانت تهدف لتشويه قطر. وتابع: علاقات قطر الخارجية المتوازنة ومواقفها المبدئية الثابتة ودبلوماسيتها النشطة بالإضافة إلى تحالفات قطر الاستراتيجية وانفتاحها على جميع دول العالم والمنظمات الدولية، ساهمت في تعزيز الموقف القطري وإفشال مخططات دول الحصار والتأكيد على ظلم إجراءات وانتهاكات تلك الدول. وأكد أن مواقف الدول الداعمة لقطر سواء على مستوى الحكومات أو الشعوب جاء انطلاقاً من وضوح الموقف القطري، كما أن العديد من الدول التي كانت تقف على الحياد في بداية الأزمة اتضح لها أنها لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر للإجراءات التي اتخذت ضد قطر، وكذلك المنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية أصبحت على يقين بأن هذه الإجراءات هي انتهاكات لحقوق الإنسان ولمبدأ سيادة الدول. وأوضح أن من أهم الدروس المستفادة هو أن التلاحم بين القيادة والشعب هو خط الدفاع الأول في مواجهة أي تحد خارجي، وأن هذا التلاحم هو أمر يجب البناء والحفاظ عليه، وأن بناء وحماية قطر يكون بسواعد أبنائها، ولذلك لابد من الاهتمام بالكادر الوطني في كافة المجالات وتعزيز دوره، حيث كانت هذه الأزمة فرصة لبروز كوادر قطرية في مختلف المجالات. أكد أن الأمن الغذائي في قلب الاستراتيجية الوطنية .. د. رجب الإسماعيل: قطر وضعت استراتيجية غير مسبوقة لإجهاض الحصار قال الدكتور رجب الإسماعيل أستاذ المحاسبة والإدارة بجامعة قطر: أهم عوامل نجاح قطر في التصدي للحصار وإفشاله هو الإرادة السياسية والشعبية المنقطعة النظير، فلم تتنازل هذه الإرادة عن السيادة ولم تعرف الاستسلام ولكن عرفت القوة والصمود والتحدي. وأضاف: التخطيط السليم ووضع استراتيجية غير مسبوقة لمواجهة الأزمة كان أيضاً من أهم عوامل نجاح قطر في تجاوز الحصار، ففي بداية الحصار كان هناك تخطيط من جانب دول الحصار للإضرار بالاقتصاد القطري والعملة الوطنية وقطع الإمدادات الغذائية واحتياجات الشعب القطري الضرورية ووقف تصدير مواد البناء للمشاريع وحجز حاويات وأمور كثيرة أخرى بهدف عرقلة مسيرة التنمية في قطر ومشاريع كأس العالم، ورغم كل ذلك استطاعت قطر تجاوز تداعيات الحصار خلال أسبوعين فقط من خلال استخدام الطيران في نقل الاحتياجات الضرورية والمواد الغذائية للمواطن والمقيم ونقل الأبقار عبر الطيران وخلق بدائل فورية والاعتماد على دول شقيقة وصديقة في توفير الاحتياجات الضرورية. وتابع: قطر فعلت أعمال الشحن مع العالم عن طريق السفن بعد افتتاح ميناء حمد، لتبدأ المرحلة الثانية من العمل والإنتاج وتكوين الشركات الصغيرة والمتوسطة لتظهر صناعات قطرية في القطاع الغذائي والدوائي ويبرز شعار «صنع في قطر» بقوة محلياً وعربياً مع تقديم الدعم الكبير للمزارع والثروة الحيوانية لنصل إلى الاكتفاء الذاتي من الألبان والبيض واللحوم خاصة الدجاج ونحقق خطوات كبيرة في سبيل الاكتفاء من الخضراوات وغيرها من المنتجات الأساسية، وكل ذلك أسهم في إجهاض الحصار. وتابع: الآن بدأت الشركات القطرية مرحلة التصدير لدول مثل الكويت وسلطنة عمان وغيرهما، وهذا دليل على أن قطر تجاوزت الحصار تماماً بالاعتماد على الذات، وهذا أيضاً من أهم وأبرز عوامل نجاح قطر في التصدي للحصار، لأن الشعب القطري شعر بالظلم بعد الحملة الإعلامية الممنهجة وغير المبررة ضد مقدراته فجاءت ردة فعله قوية ولم يستسلم وتحدى الجميع. وأشار إلى أن الأمن الغذائي في قلب استراتيجية قطر الوطنية، لذلك لاحظنا هبوطاً في أسعار اللحوم بشكل كبير وكذلك الخضراوات بعد توفير البيوت المحمية وكافة الإمكانيات والدعم للمزارع وأيضاً منتجات الألبان، ولذلك نثمن دور القطاع الخاص الذي لعب دوراً بارزاً في مواجهة الحصار وتجاوز آثاره بشكل سريع وهذا أيضاً من عوامل نجاح قطر في التغلب على الحصار. عبدالرحمن الجفيري: دفعة قوية نحو الاعتماد على الذات قال المحامي عبدالرحمن محمد الجفيري: التفاف الشعب خلف قيادته الحكيمة سطر أروع الملاحم والبطولات في شتى المحافل الدولية والإقليمية والعربية لدحض هذه الأباطيل، فانتصرت قطر على هذا الحصار وتجاوزته. وتابع: دول الحصار اعتقدت أن الشعب القطري سيستسلم لهم ولم يدركوا قوة هذا الشعب ومعدنه الأصيل وانتمائه لوطنه وقيادته وأنه قادر على قلب الطاولة على رؤوسهم بإرادته وصموده واعتماده على ذاته. وأضاف: هذا الحصار أعطى لقطر دفعة قوية نحو الاعتماد على الذات في الإنتاج والإبداع والتطور والتنمية فدعمت الشركات والمصانع والقطاع الخاص وفتحت مشاريع وصناعات جديدة بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي. وقال: جميع رهانات دول الحصار على خضوع قطر لهم والسير في ركابهم فشلت فشلاً ذريعاً بفضل السياسة الحكيمة للقيادة الرشيدة وصلابة وصمود شعبها وبراعة الدبلوماسية القطرية، وأضحت قطر بعد 1000 يوم حصار أقوى اقتصادياً وسياسياً ودبلوماسياً وفي كافة المجالات الأخرى. وأضاف: شهدت قطر نقلة نوعية في القوانين والتشريعات، فحدث تطور كبير في المجال التشريعي والقانوني والارتقاء والتطور للأفضل في المجال القضائي وبالنظر لما نراه في الإصدارات القانونية التي تصدرها وزارة العدل والتطوير الحاصل في منظومة القضاء وتخصيص وتطوير الكثير لمصلحة العدالة وسيرها من أجل تحقيق العدالة الناجزة. د. عبدالناصر اليافعي: الشعب حائط صد منيع في مواجهة الحصار قال الدكتور عبدالناصر اليافعي العميد المساعد للعلوم الاجتماعية والإنسانية بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر: التكاتف والتعاضد والوقوف خلف القيادة الرشيدة ودعمها بقوة عقب الحصار وكذلك الصمود والتحدي الذي أظهره الشعب القطري ليس وليد اللحظة وإنما جاء من التاريخ الاجتماعي لهذا الشعب المعروف بالتكاتف والولاء والانتماء والعشق لتراب وطنه، لذلك كان الشعب حائط الصد المنيع لهذا الحصار بإرادته وصموده القوي ووقوفه خلف قيادته ودعمها بلا حدود، ما أفشل مخططات دول الحصار، وأكسب قطر احترام العالم. وأضاف: هذا التكاتف امتد إلى المقيمين الذين يعيشون على أرض قطر، فكانوا جزءاً من هذا الموروث الثقافي والحضاري لهذا المجتمع، لذلك شكل ذلك أهم عوامل نجاح قطر في صد الحصار وإفشاله. وأكد أن الشعب القطرى أثبت قدرته على النجاح والاعتماد على الذات والتحدي، ولا بد من توثيق إسهامات المجتمع إعلامياً وثقافياً في المناهج التعليمية، لأن هذا الحصار فجر طاقات القطريين.
مشاركة :