برأت محكمة مصرية، أمس، محمد الظواهري، شقيق زعيم تنظيم «القاعدة» الإرهابي أيمن الظواهري، من تهمة إنشاء تنظيم إرهابي يستهدف القيام بأعمال عنف ونشر الفوضى بالبلاد، في حين قضت بإعدام 10 متهمين آخرين، والسجن للعشرات، بعد إدانتهم في القضية نفسها، المعروفة إعلاميا بـ«خلية الظواهري». وألقي القبض على الظواهري في منتصف أغسطس (آب) عام 2013، بعد أيام من فض قوات الأمن اعتصامين لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين. وأحالت المحكمة في أغسطس الماضي، أوراق 10 متهمين في القضية، إلى المفتي لإبداء الرأي الشرعي في إعدامهم. وفي جلستها المنعقدة أمس، قضت محكمة جنايات القاهرة، بمعاقبة الـ10 بالإعدام شنقا، عقب إدانتهم بإنشاء وإدارة تنظيم إرهابي يرتبط بتنظيم القاعدة، ويستهدف منشآت الدولة وقواتها المسلحة وجهاز الشرطة والمواطنين الأقباط، والقيام بأعمال إرهابية بغية نشر الفوضى وتعريض أمن المجتمع للخطر. وتضمن الحكم معاقبة 29 متهما بالسجن المؤبد لمدة 25 عاما لكل منهم، من بينهم ستة متهمين ممن عوقبوا بالإعدام شنقا عن تهمة مغايرة، وثلاثة متهمين بالسجن المؤبد عقوبة عن تهمة ثانية. كما تضمن الحكم معاقبة 17 متهما بالسجن المشدد لمدة 15 عاما، من بينهم متهمان اثنان ممن عوقبوا بالسجن المؤبد لمدة 25 عاما عن تهمة مغايرة، ومعاقبة متهم واحد بالحبس لمدة سنة واحدة مع الشغل وتغريمه مبلغ 500 جنيه. وتضمن منطوق الحكم براءة 16 متهما، في مقدمتهم محمد الظواهري، مما هو منسوب إليهم من اتهامات وردت بأمر الإحالة (قرار الاتهام)، مع تحريك الدعوى الجنائية ضد الظواهري من جهة أخرى، وإحالة الأوراق إلى النيابة العامة للتحقيق فيما تبين من تزعمه جماعة إرهابية تحت اسم «الطائفة المنصورة»، وهي جماعة أسست على خلاف أحكام القانون والدستور. وقضت المحكمة أيضا بانقضاء الدعوى الجنائية ضد المتهمين نبيل المغربي، وعبد الرحمن سيد رزق، وهمام محمد عطية، وذلك بوفاتهم قبل الفصل في الدعوى. وكانت تحقيقات النيابة العامة قد كشفت النقاب عن أن المتهمين من العناصر الإرهابية شديدة الخطورة، وأنهم قاموا بإنشاء وإدارة تنظيم إرهابي يهدف إلى تكفير سلطات الدولة ومواجهتها باستخدام السلاح، لتغيير نظام الحكم بالقوة، والاعتداء على ضباط وأفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة. وأظهرت تحقيقات النيابة أن محمد الظواهري استغل التغييرات التي طرأت على المشهد السياسي بالبلاد، وعاود نشاطه في قيادة تنظيم الجهاد الإرهابي، وإعادة هيكلته وربطه بالتنظيمات الإرهابية داخل البلاد وخارجها، وذلك إبان فترة حكم الرئيس المعزول مرسي. وذكرت التحقيقات أن التنظيم الإرهابي دفع ببعض عناصره للاشتراك مع تنظيم القاعدة في عمليات عسكرية بدولة سوريا ضمن جماعة «الطائفة المنصورة.. دولة الإسلام في العراق والشام»، ثم صدرت إليهم الأوامر من قيادة التنظيم بالعودة عقب 30 يونيو (حزيران) من العام الماضي، لتنفيذ المخططات الإرهابية المشار إليها. من جهة أخرى، قتل مجند من قوة الأمن المركزي بالعريش (شمال سيناء) ومواطن تصادف مروره، وأصيب 6 من أفراد الشرطة، في انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون بدائرة قسم ثان العريش. وأوضحت وزارة الداخلية في بيان لها أمس، أنه أثناء مرور قوة أمنية بشارع البحر بدائرة قسم شرطة ثان العريش، انفجرت عبوة ناسفة زرعها مجهولون في أحد جانبي الطريق، وأسفر ذلك عن مقتل المجند إسماعيل محمد من قوة الأمن المركزي بالعريش، والمواطن إياد أفثيد الذي تصادف مروره بمنطقة الحادث، كما أصيب 6 من رجال الشرطة، وتم نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج. وأضافت الوزارة، أن قوات الأمن تقوم حاليا بتمشيط المنطقة محل الواقعة لسرعة ضبط الجناة.
مشاركة :