المرأة البحرينية في الصفوف الأمامية مستمرة في تلبية النداء الوطني

  • 7/29/2021
  • 21:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تعمل‭ ‬لـ‭ ‬12‭ ‬ساعة‭ ‬يوميا‭ ‬وأكثر،‭ ‬مقسمة‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬مكان‭ ‬عمل،‭ ‬ترجع‭ ‬إلى‭ ‬بيتها‭ ‬مساء‭ ‬أو‭ ‬صباحا‭ ‬بحسب‭ ‬مقتضيات‭ ‬العمل‭ ‬وطول‭ ‬المناوبة‭ ‬اليومية،‭ ‬لتواصل‭ ‬نهوضها‭ ‬أيضا‭ ‬بمهام‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬أسرتها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬حرصها‭ ‬الدائم‭ ‬على‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬مهامها‭ ‬الوظيفية‭ ‬والتزاماتها‭ ‬الأسرية،‭ ‬مدعومة‭ ‬برجل‭ ‬بحريني‭ ‬واعٍ‭ ‬ومتحضر،‭ ‬يقف‭ ‬إلى‭ ‬جوارها‭ ‬يساندها‭ ‬ويساعدها‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭.‬ هذا‭ ‬هو‭ ‬حال‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬الصفوف‭ ‬الأمامية‭ ‬بمواجهة‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬550‭ ‬يوم‭ ‬متواصلة،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬تزداد‭ ‬ثباتا‭ ‬وعطاء‭ ‬وتضحية‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬وطنها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حضورها‭ ‬الكبير‭ ‬والحاسم‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬منظومة‭ ‬التصدي‭ ‬للجائحة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمراكز‭ ‬الصحية‭ ‬ومراكز‭ ‬الفحص‭ ‬والتطعيم‭ ‬وقبلها‭ ‬مراكز‭ ‬الحجر‭ ‬والعزل‭ ‬الصحي‭ ‬وغيرها،‭ ‬لتؤكد‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬جدارتها‭ ‬بالثقة‭ ‬التي‭ ‬منحتها‭ ‬إياها‭ ‬قيادتها،‭ ‬وتبرهن‭ ‬على‭ ‬نجاح‭ ‬الخطط‭ ‬والبرامج‭ ‬التي‭ ‬ينفذها‭ ‬لمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬قرينة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تفعيل‭ ‬طاقات‭ ‬المرأة‭ ‬وتكريس‭ ‬مبدأ‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬وتعزيز‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الشركاء‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬والأهلي‭.‬ تجربة‭ ‬استثنائية لم‭ ‬يكن‭ ‬قد‭ ‬مضى‭ ‬على‭ ‬زواج‭ ‬الممرضة‭ ‬نوف‭ ‬خالد‭ ‬شملان‭ ‬عشرة‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2020‭ ‬حتى‭ ‬جرى‭ ‬استدعاؤها‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬جسر‭ ‬الملك‭ ‬فهد‭ ‬لفحص‭ ‬كورونا‭ ‬لتكون‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬من‭ ‬جرى‭ ‬استدعاؤهم‭ ‬للمهمات‭ ‬الخارجية،‭ ‬مكثت‭ ‬هناك‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬متواصلة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تحويلها‭ ‬إلى‭ ‬وحدات‭ ‬الفحص‭ ‬المتنقلة،‭ ‬وفيما‭ ‬هي‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬وجهة‭ ‬عملها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬صباح‭ ‬لمدة‭ ‬أسبوعين‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة،‭ ‬طُلب‭ ‬منها‭ ‬التحول‭ ‬إلى‭ ‬قسم‭ ‬الفحوصات‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬أرض‭ ‬المعارض،‭ ‬بعدها‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى‭ ‬الدولي‭ ‬لمدة‭ ‬أسبوعين،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬مؤخرا‭ ‬لمركز‭ ‬المعارض‭.‬ تقول‭ ‬نوف‭ ‬‮«‬كانت‭ ‬رحلة‭ ‬طويلة‭ ‬شاقة‭ ‬ولكنها‭ ‬ممتعة‭. ‬زوجي‭ ‬يعمل‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬في‭ ‬مناوبات‭ ‬لمدة‭ ‬12‭ ‬ساعة‭ ‬يوميا،‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬عكس‭ ‬مناوباتي،‭ ‬لذلك‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬نلتقي‭ ‬لأيام‭ ‬وربما‭ ‬أسابيع،‭ ‬لكن‭ ‬زوجي‭ ‬متفهم‭ ‬وداعم‭ ‬لي‮»‬،‭ ‬وتضيف‭ ‬‮«‬منذ‭ ‬تزوجت‭ ‬قبل‭ ‬نحو‭ ‬سنة‭ ‬وأربعة‭ ‬شهور‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬تتسن‭ ‬لي‭ ‬حتى‭ ‬فرصة‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬أهل‭ ‬زوجي،‭ ‬ولا‭ ‬أعرف‭ ‬الكثيرين‭ ‬منهم،‭ ‬ولكم‭ ‬أن‭ ‬تتصوروا‭ ‬أنني‭ ‬تعرفت‭ ‬على‭ ‬بعضهم‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬المعارض‭ ‬عندما‭ ‬يأتون‭ ‬للفحص‭ ‬أو‭ ‬العلاج‭!‬‮»‬‭.‬ وتتابع‭ ‬نوف‭ ‬‮«‬والدتي‭ ‬أيضا‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬الصفوف‭ ‬الأمامية‭ ‬ولا‭ ‬أستطيع‭ ‬رؤيتها‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬جهد‭ ‬جهيد‭ ‬وتنسيق‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬المواعيد‭ ‬بيني‭ ‬وبينها،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬أصيبت‭ ‬بكورونا‭ ‬فتوجّه‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬منا‭ ‬لمحجره‭ ‬ثم‭ ‬عادت‭ ‬لعملها‭ ‬بعد‭ ‬التشافي،‭ ‬وبعدها‭ ‬بفترة‭ ‬أصبت‭ ‬أنا‭ ‬بالفيروس‭ ‬ولكنه‭ ‬كان‭ ‬أشد‭ ‬وطأة‭ ‬عليَّ‭ ‬نوعا‭ ‬ما،‭ ‬وبعد‭ ‬التشافي‭ ‬بصعوبة‭ ‬عدت‭ ‬للعمل‭ ‬مرّة‭ ‬أخرى‮»‬‭.‬ تشير‭ ‬نوف‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تتمكن‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬الخروج‭ ‬خارج‭ ‬دائرة‭ ‬العمل‭ ‬والمنزل،‭ ‬وذلك‭ ‬التزاما‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬وخوفا‭ ‬من‭ ‬احتمالية‭ ‬نقلها‭ ‬عدوى‭ ‬كورونا‭ ‬للآخرين‭ ‬بحكم‭ ‬طبيعة‭ ‬عملها‭.‬ زوجي‭ ‬أكبر‭ ‬داعم‭ ‬لي أما‭ ‬مريم‭ ‬سبت،‭ ‬مشرفة‭ ‬التمريض‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬عالي‭ ‬وتعمل‭ ‬أيضا‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬المعارض،‭ ‬فتشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬زوجها‭ ‬أكبر‭ ‬داعم‭ ‬لها،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬فخور‭ ‬بها‭ ‬وبعطائها،‭ ‬ويساهم‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬حد‭ ‬في‭ ‬تربية‭ ‬الأطفال‭ (‬بنتان‭ ‬وولد‭) ‬وتدريسهم‭ ‬وتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬المنزل،‭ ‬ليعكس‭ ‬بذلك‭ ‬نموذجا‭ ‬للرجل‭ ‬البحريني‭ ‬المتفهم‭ ‬الداعم‭ ‬للمرأة‭ ‬زوجة‭ ‬وأما‭ ‬وأختا‭ ‬وابنة‭ ‬وزميلة‭.‬ بحكم‭ ‬عملها‭ ‬ومنصبها‭ ‬تنهض‭ ‬مريم‭ ‬بدور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تسيير‭ ‬أمور‭ ‬مركز‭ ‬أرض‭ ‬المعارض،‭ ‬وهي‭ ‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬مختلف‭ ‬عمليات‭ ‬الإشراف‭ ‬والإدارة‭ ‬فيه،‭ ‬وتوفير‭ ‬مستلزماته،‭ ‬وإدارة‭ ‬الطواقم‭ ‬الطبية‭ ‬وتوفير‭ ‬احتياجاتهم،‭ ‬وهي‭ ‬تشرف‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تصفه‭ ‬بأصعب‭ ‬القاعات‭ ‬في‭ ‬المركز،‭ ‬وهي‭ ‬قاعة‭ ‬من‭ ‬لديهم‭ ‬أعراض‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الإصابات‭ ‬المؤكدة‭ ‬بالفيروس،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬إشرافها‭ ‬على‭ ‬منح‭ ‬التطعيمات‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬عالي‭ ‬الصحي،‭ ‬وهي‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تقسم‭ ‬يوم‭ ‬عملها‭ ‬بين‭ ‬المركزين‭.‬ تشير‭ ‬مريم‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬الحضور‭ ‬النسائي‭ ‬الكبير‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬هناك،‭ ‬تقول‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬من‭ ‬80%‭ ‬من‭ ‬الطواقم‭ ‬الطبية‭ ‬هنا‭ ‬نساء،‭ ‬وكوادر‭ ‬التمريض‭ ‬جميعها‭ ‬نساء،‭ ‬وفي‭ ‬المركز‭ ‬الطبي‭ ‬حاليا‭ ‬5‭ ‬شبان‭ ‬و45‭ ‬ممرضة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬مساعدة‭ ‬خدمات‭ ‬وتمريض‭ ‬ومتطوعات‭ ‬معظمهم‭ ‬من‭ ‬النساء،‭ ‬يشتغلن‭ ‬8‭ ‬ساعات‭ ‬و12‭ ‬ساعة‭ ‬يوميا‭ ‬بالتناوب،‭ ‬ومعظمهن‭ ‬زوجات‭ ‬وأمهات‮»‬‭.‬ تؤكد‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬شجاعة‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬الصفوف‭ ‬الأمامية‭ ‬ظهرت‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬التجارب‭ ‬السريرية‭ ‬على‭ ‬اللقاحات،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬من‭ ‬تطوعن‭ ‬لأخذ‭ ‬التطعيم،‭ ‬تقول‭ ‬‮«‬كنا‭ ‬نشجع‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض،‭ ‬ونقول‭ ‬إننا‭ ‬بحاجة‭ ‬لهذا‭ ‬اللقاح‭ ‬لوقاية‭ ‬أنفسنا‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬زال‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬التجربة‮»‬‭.‬ شجاعة‭ ‬وتضحية كانت‭ ‬أمور‭ ‬العمل‭ ‬مستقرة‭ ‬نسبيا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمشرفة‭ ‬التمريض‭ ‬إيمان‭ ‬المعلم‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬عملت‭ ‬فيها‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬حمد‭ ‬كانو‭ ‬الصحي‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬جرى‭ ‬تعيينها‭ ‬نتيجة‭ ‬لاجتهادها‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2019‭ ‬رئيسة‭ ‬قسم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المركز‭ ‬لتتولى‭ ‬مهمة‭ ‬إدارة‭ ‬القسم‭ ‬كاملة‭ ‬مع‭ ‬الإشراف‭ ‬على‭ ‬فريق‭ ‬التمريض‭ ‬وتوجيهه‭ ‬ووضع‭ ‬الخطط‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬عمل‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬لرفع‭ ‬مستوى‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭.‬ لكن‭ ‬تاريخ‭ ‬24‭ ‬فبراير‭ ‬2019،‭ ‬يوم‭ ‬اكتشاف‭ ‬أول‭ ‬حالة‭ ‬إصابة‭ ‬بالكورونا‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬قلب‭ ‬أمور‭ ‬إيمان‭ ‬رأسا‭ ‬على‭ ‬عقب،‭ ‬تقول‭ ‬‮«‬تغيرت‭ ‬الأمور‭ ‬منذ‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‭ ‬بشكل‭ ‬كامل،‭ ‬وأصبح‭ ‬على‭ ‬عاتقنا‭ ‬كفريق‭ ‬طبي‭ ‬تلبية‭ ‬النداء‭ ‬الإنساني‭ ‬بالمعنى‭ ‬الحقيقي،‭ ‬ولا‭ ‬زلت‭ ‬أذكر‭ ‬بعد‭ ‬رصد‭ ‬أول‭ ‬حالة‭ ‬كورونا‭ ‬كيف‭ ‬توجهت‭ ‬مع‭ ‬زملائي‭ ‬إلى‭ ‬موقع‭ ‬مطار‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي‭ ‬مباشرة‭ ‬بتوجيهات‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬التمريض،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬رصد‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬حالة‭ ‬إصابة‭ ‬بين‭ ‬المسافرين‮»‬‭.‬ وتتابع‭ ‬إيمان‭ ‬‮«‬ساعات‭ ‬العمل‭ ‬المتواصلة‭ ‬يوميا‭ ‬هناك‭ ‬استمرت‭ ‬لمدة‭ ‬أشهر،‭ ‬كنت‭ ‬أنسق‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬عملي‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الصحي‭ ‬وتجهيزه‭ ‬لاستقبال‭ ‬أي‭ ‬حالات‭ ‬كورونا‭ ‬مستقبلية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عملي‭ ‬مع‭ ‬الفريق‭ ‬في‭ ‬المطار‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬فحوصات‭ ‬ودعم‭ ‬نفسي‭ ‬للقادمين‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬والزوار‮»‬‭.‬ تصف‭ ‬إيمان‭ ‬حالها‭ ‬بالجندي‭ ‬في‭ ‬المعركة،‭ ‬تقول‭ ‬‮«‬نحن‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬مع‭ ‬عدو‭ ‬لدود‭ ‬لديه‭ ‬إمكانية‭ ‬عالية‭ ‬في‭ ‬الانتقال‭ ‬والفتك‭ ‬بأرواح‭ ‬الناس،‭ ‬حتى‭ ‬أننا‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬نعرف‭ ‬هويته‭ ‬تماما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬وعلينا‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬بجد‭ ‬على‭ ‬مواجهته‭ ‬وهزيمته‮»‬‭.‬ وتتابع‭ ‬‮«‬في‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬الصعبة‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬الفيروس‭ ‬لا‭ ‬زال‭ ‬مستجدا‭ ‬كنا‭ ‬نستمد‭ ‬عزيمتنا‭ ‬وثباتنا‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬ثقتنا‭ ‬بقيادتنا،‭ ‬ولي‭ ‬الفخر‭ ‬بأنني‭ ‬كنت‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬‮«‬فريق‭ ‬البحرين‮»‬‭ ‬بقيادة‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬هذا‭ ‬الفريق‭ ‬الذي‭ ‬أثبت‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الريادة‭ ‬العالمية‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الأزمات‭ ‬والتحديات،‭ ‬وبتنا‭ ‬نرى‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مصاف‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تألقت‭ ‬عالميا‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬بقدر‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الكفاءة‮»‬‭.‬ خبرات‭ ‬20‭ ‬عاما‭ ‬تراكمت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬ونصف ولم‭ ‬تكن‭ ‬ظروف‭ ‬أخصائية‭ ‬العلاج‭ ‬الطبيعي‭ ‬ليلى‭ ‬أحمد‭ ‬المدني‭ ‬مواتية‭ ‬عندما‭ ‬داهم‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬العالم‭ ‬والمنطقة‭ ‬والبحرين‭ ‬على‭ ‬حين‭ ‬غرة،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬حرق‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬يدها‭ ‬وفي‭ ‬فترة‭ ‬نقاهة‭ ‬عندما‭ ‬طُلِبَ‭ ‬منها‭ ‬الالتحاق‭ ‬بمركز‭ ‬المعارض‭ ‬لإجراء‭ ‬اختبارات‭ ‬كورونا،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تعمل‭ ‬بيد‭ ‬واحدة‭ ‬كما‭ ‬تقول،‭ ‬لتنتقل‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬لأداء‭ ‬أعمال‭ ‬مكتبية‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬مسؤول‭ ‬عن‭ ‬إدارة‭ ‬الجائحة،‭ ‬تحولت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬الشامل‭ ‬الميداني‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬عالي،‭ ‬وأخيرا‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬مراكز‭ ‬الفحص‭ ‬المعتمدة‭. ‬ وتشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬رحلتها‭ ‬العملية‭ ‬هذه‭ ‬مكنتها‭ ‬من‭ ‬مراكمة‭ ‬خبرات‭ ‬ومهارات‭ ‬متنوعة‭ ‬ربما‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬لتحصل‭ ‬عليها‭ ‬خلال‭ ‬عشرين‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬العمل،‭ ‬وتؤكد‭ ‬أن‭ ‬النساء‭ ‬البحرينيات‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الجائحة‭ ‬لسن‭ ‬كما‭ ‬قبلها،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬امتلكن‭ ‬تجارب‭ ‬كبيرة،‭ ‬وأثبتن‭ ‬قدرات‭ ‬استثنائية‭ ‬على‭ ‬النهوض‭ ‬بالمهام‭ ‬الوطنية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬محافظتهن‭ ‬على‭ ‬أسرهن‭ ‬واستقرارها‭.‬ تلبية‭ ‬النداء أما‭ ‬الممرضة‭ ‬نهاد‭ ‬فيصل‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬فقد‭ ‬عملت‭ ‬في‭ ‬البدايات‭ ‬المبكرة‭ ‬لمواجهة‭ ‬الجائحة‭ ‬حتى‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬الذين‭ ‬ساهموا‭ ‬في‭ ‬تهيئة‭ ‬مركز‭ ‬مدينة‭ ‬المعارض‭ ‬وتحويله‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬طبي‭ ‬لتقديم‭ ‬خدمات‭ ‬الفحص‭ ‬والعلاج‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬المرضى‭ ‬وتوفير‭ ‬سبل‭ ‬الراحة‭ ‬والطمأنينة‭ ‬لهم‭.‬ تقول‭ ‬نهاد‭ ‬‮«‬أدركنا‭ ‬حجم‭ ‬المسؤولية‭ ‬الملقاة‭ ‬على‭ ‬عاتقنا،‭ ‬ونعتبر‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬المرضى‭ ‬هم‭ ‬أهلنا‭ ‬ونخشى‭ ‬على‭ ‬أرواحهم‭ ‬ونسعى‭ ‬جاهدين‭ ‬لتقديم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يلزمهم‮»‬‭. ‬وتتابع‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬السياق‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الأمر‭ ‬مجرد‭ ‬تأدية‭ ‬عمل،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬تلبيه‭ ‬لنداء‭ ‬الوطن،‭ ‬كانت‭ ‬ضمائرنا‭ ‬تعمل‭ ‬قبل‭ ‬أيدينا‭ ‬وقلوبنا‭ ‬تتفطر‭ ‬عندما‭ ‬تذهب‭ ‬روح‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬الوباء،‭ ‬وتشير‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬وعي‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الكادر‭ ‬الطبي‮»‬،‭ ‬‮«‬فلم‭ ‬يكن‭ ‬منا‭ ‬من‭ ‬يتذمر‭ ‬لانقطاعه‭ ‬عن‭ ‬أهله،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬همنا‭ ‬الوطن‭ ‬والمرضى‭ ‬ولا‭ ‬نزال‭ ‬على‭ ‬وعدنا‭ ‬وعهدنا‭ ‬وسنبقى‭ ‬نحارب‭ ‬الوباء‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬نستطيع‭ ‬لتبقى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وحكومتها‭ ‬وشعبها‭ ‬سالمين‮»‬‭.‬

مشاركة :