شبه الناقد حسين بافقيه الشعر بالفرس، موضحاً أن النقد دائماً ما يحاول أن يروض هذه الفرس، مستدركا أنه مهما فعل النقاد لن يستطيعوا أن يروضوا الفرس - الجمال. وتطرق بافقيه، في أصبوحة ثقافية نظمتها أخيراً جامعة تبوك وأشرف عليها قسم اللغة العربية إلى المناهج النقدية، وقال إن مصطلح «المنهج النقدي» مصطلح محير، «وصار كأنه عتبة حين يتجاوزها الدارس يصبح ناقداً، وهذا وهم». وأضاف: «المنهج النقدي فكرة سيطرت على أذهان عدد كبير من أساتذة الجامعات، على رغم أن النقاد الكبار لم يكن لديهم منهج»، مؤكدا أن المناهج «لا تصنع ناقداً، لأن النقد فعل تقميشي وليس نصاً خالصاً». وأشار إلى أن الناقد لا بد من أن يلم بكل العلوم ليصبح ناقداً، ثم عرّج على مسألة التذوق في النص، لافتاً إلى أن مهمة الذوق أن يتجاوز كل شيء لنسأل: «ماذا بعد؟». وقال: «من يتعاطى المدارس النقدية الحديثة، ولم تكن لديه قاعدة في العلوم البلاغية القديمة لن يكون ناقداً، وسيتحول إلى كتالوج». وفي المداخلات أكد لدكتور محمد خير البقاعي أن الإنسان كونه عربياً فمعناه أن يتذوق الشعر، مشيراً إلى أنه تم ابتذال المنهج بطريقة كبيرة. وقال: «نحن نخدع أنفسنا بقضية المناهج، وهي في الأساس إجراءات»، مبيناً أن البنيوية والأسلوبية والسيميائية كلها إجراءات وليست مناهج. في ما أشار الدكتور سري الشريف إلى أن جمال الشعر «ينبغي أن يمر بحاستين، الأولى التصور، والثانية التذوق، عندها تستطيع أن تبدع في التحليل». واختلف الدكتور موسى العبيدان مع بافقيه، إذ قال: إذا آمنا بأن جمال الشعر علم فالعلم ينبغي أن يكون ممنهجا، وبالتالي فإن للمنهج أهمية كبيرة».
مشاركة :