واشنطن (رويترز) - انتعشت معنويات المستهلكين الأمريكيين بقوة في مطلع شهر أكتوبر تشرين الأول مما يعطي مؤشرات على أن التعافي الاقتصادي ما زال على الطريق الصحيح على الرغم من الضغوط الناتجة عن قوة الدولار وضعف الطلب العالمي والتي أثرت بشدة على القطاع الصناعي وخاصة قطاع الصناعات التحويلية. ويلقي انتعاش المعنويات الذي تم الإعلان عنه يوم الجمعة الضوء على الارتفاع الكبير في الطلب المحلي كما يعطي الأمل في بقاء إنفاق المستهلكين قويا بما يكفي لدعم النمو الاقتصادي الذي تباطأ كثيرا في الأشهر الأخيرة. وقالت جامعة ميشيجان إن مؤشرها الخاص بمعنويات المستهلكين ارتفع إلى 92.1 في أوائل أكتوبر تشرين الأول من قراءة بلغت 87.2 في سبتمبر أيلول. وارتفع المؤشر الفرعي الخاص بالأوضاع الراهنة إلى 106.7 هذا الشهر من 101.2 في سبتمبر أيلول. وارتفاع المعنويات الذي يعكس على الأرجح تدني أسعار البنزين يعطي إشارات على أن أثر التقلبات التي حدثت في الآونة الأخيرة في سوق الأسهم محدود. ووصل المستهلكون إلى أعلى درجات التفاؤل منذ عام 2007 فيما يتعلق بتوقعاتهم الشخصية. ويمثل إنفاق المستهلكين أكثر من ثلثي النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة كما أنه النقطة المضيئة في الاقتصاد حيث يعاني قطاع الصناعة من تذبذب على وقع تباطؤ النمو العالمي والدولار العائد للصعود والذي أدى لتراجع الطلب على المنتجات الصناعية. وقال مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) في تقرير منفصل إن الناتج الصناعي تراجع 0.2 بالمئة بسبب تراجع أنشطة الحفر للتنقيب عن الغاز والنفط من جديد بعد تسجيل تراجع بلغ 0.1 بالمئة في أغسطس آب. وارتفع الإنتاج الصناعي 1.8 بالمئة على أساس سنوي في الربع الثالث. ويمثل قطاع الصناعات التحويلية نحو 12 بالمئة من الاقتصاد الأمريكي. ويضاف التقرير الذي يتحدث عن ضعف الإنتاج الصناعي إلى بيانات هزيلة عن النشاط التجاري ومبيعات التجزئة وبيانات التوظيف أشارت إلى تباطؤ كبير في النمو بعد أن سجل الاقتصاد نموا بلغ 3.9 بالمئة على أساس سنوي في الربع الثاني. وتبلغ تقديرات النمو في الربع الثالث حاليا نحو 1.5 بالمئة. وأدى تباطؤ النمو وانخفاض معدلات التضخم إلى تقلص التوقعات بأن يقدم مجلس الاحتياطي الاتحادي على رفع أسعار الفائدة هذا العام. (إعداد إسلام يحيى للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)
مشاركة :