نُعايش في حياتنا الكثير من الأنماط والشخصيات المختلفة، ولكل فرد شخصية يتصف بها وتُعبر عنه، وتمثل واجهته المرئية لمَنْ حوله، قد نتقرب من أحدهم ونصادقه أو ننفر منه ونبتعد عنه بسبب شخصيته، التي تتناسب أو تتنافر مع شخصياتنا.كما أن هناك شخصيات نُجبر على التعامل معها بسبب ظروف عمل أو ظروف اجتماعية رغم عدم رغبتنا في ذلك، لذا كان التعرف على أنماط الشخصية أحد مفاتيح تقبل الجميع، ومعرفة كيفية التعامل معهم.وتُعد «الشخصية الدرامية المضطربة» إحدى تلك الشخصيات، التي قد نواجهها في حياتنا، وتتميز بنمط من الانفعال المبالغ فيه وسلوكيات البحث عن الاهتمام، وتتسم بالإحساس بعدم التقدير والإهمال عندما لا يكونون محور الاهتمام، وقد يُظهرون عواطف سطحية ومتغيرة بسرعة قد يرى الآخرون أنها غير صادقة، ويتحدثون بأسلوب غامض يفتقر إلى التفاصيل، وهم سريعو التأثر بما يدور حولهم خاصةً ممن يحبونهم، كما يميلون إلى اعتبار العلاقات أقرب مما هي عليه في العادة.تنشأ هذه الشخصية نتيجة اتباع نمط غير مرن ومتصلب من التفكير والسلوك، وكذلك انحراف بشكل كبير عن الأعراف الثقافية، ما يؤدي إلى ضعف الأداء الاجتماعي والمهني بشكل كبير، وقد يكون للعوامل المكتسبة أو الموروثة تأثير على الاتصاف بهذه الشخصية، كما أن التعرض إلى صدمة في الطفولة قد يضاعف هذا الاحتمال.ويُعد العلاج النفسي الداعم هو مفتاح التخلص من هذا الاضطراب، فهو يهدف إلى تقليل التوتر العاطفي، وتحسين احترام الذات، وتعزيز مهارات التكيف لدى المريض، ويهدف العلاج النفسي الديناميكي إلى حل النزاعات الكامنة في العقل اللاواعي، في محاولة للمرضى لفهم أنفسهم وسلوكياتهم بشكل أفضل، ولا يُنصح عادةً بالعلاج الجماعي والعلاج الأسري كخط أول في علاج الاضطراب، وقد تستخدم مضادات الاكتئاب ومثبتات الحالة المزاجية ومضادات الذهان كدواء مساعد أثناء العلاج.
مشاركة :