يعتمد الكثير منا على الأشخاص المقربين من أجل الشعور بالاطمئنان والدعم، ولكن إذا كان الشخص لديه صعوبة في اتخاذ القرارات وتجنب المسؤوليات، فقد يكون لديك شيء مشترك مع الأشخاص الذين يعانون اضطراب الشخصية الاعتمادية، واضطراب الشخصية الاعتمادية هو أحد أكثر اضطرابات الشخصية التي يتم تشخيصها بشكل متكرر، ويتسبب في الشعور بالعجز والاستسلام والحاجة الماسة إلى العناية به والاطمئنان المستمر، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات اليومية دون أخذ قدر مفرط من نصائح الآخرين.وأوضحت الأخصائي النفسي الإكلينيكي فاطمة الحسيني أن اضطراب الشخصية يحدث بشكل متساوٍ بين الرجال والنساء، ويظهر عادة في مرحلة الشباب أو في وقت لاحق عندما تتشكل العلاقات المهمة بين البالغين، ويتبدى في عدم القدرة على اتخاذ القرارات، حتى القرارات اليومية البسيطة مثل اختيار الملابس، دون مشورة وطمأنة الآخرين، وتجنب المسؤوليات من خلال التصرف بشكل سلبي وعاجز، والاعتماد على الزوج أو الصديق في اتخاذ القرارات، ويجد المريض صعوبة في التعبير عن مخالفته أو معارضته الآخرين بسبب خوفه الدائم من فقد الدعم والموافقة، وعدم القدرة على بدء المشاريع أو المهام بسبب عدم ثقته في نفسه وقدراته وإمكاناته، وليس بسبب فقدان الدافع أو النشاط، ووضع احتياجات مقدمي الرعاية لهم فوق احتياجاتهم بحيث يعمل ما في وسعه لكسب الدعم والرعاية من الآخرين إلى حد القيام بأعمال غير مرضية أو غير سارة، أو الشعور بالانزعاج أو اليأس حين يكون وحيدا بسبب خوفه من عدم تمكنه من رعاية نفسه، والخوف الشديد من الهجران والشعور بالدمار أو العجز عند انتهاء العلاقات، وغالبا ما ينتقل الشخص المصاب باضطراب الشخصية الاعتمادية إلى علاقة أخرى عندما تنتهي واحدة، حيث تكون مصدرا للرعاية والدعم.وأضافت: عندما يعاني أحد أفراد أسرتك اضطرابا نفسيا، فإن أحد الأسئلة الأكثر شيوعا هو «لماذا حدث هذا؟»، ولسوء الحظ لا يوجد سبب واحد لاضطراب الشخصية الاعتمادية يمكن تحديده بسهولة، لكنه ينطوي على الأرجح على مجموعة من العوامل البيولوجية والبيئية، ويعتقد بعض الباحثين أن أسلوب الأبوة كالحماية الزائدة من قبل الأبوين أو تسلط أحدهما، يمكن أن يؤدي إلى تطوير سمات الشخصية الاعتمادية.وأشارت إلى أنه يمكن للمختص النفسي المساعدة في التعامل مع اضطراب الشخصية الاعتمادية، وقالت: يركز العلاج النفسي على تخفيف الأعراض، وغالبا ما يكون العلاج النفسي هو الخيار الأمثل إذ يساعدك العلاج في فهم حالتك بشكل أفضل، ويمكن أن يعلمك أيضا طرقا جديدة لبناء علاقات صحية مع الآخرين وتحسين احترامك وتقديرك لذاتك، وقد يصف لك المعالج أو الطبيب دواء لعلاج نوبات الهلع الناتجة عن القلق الشديد أو الاكتئاب، كما يمكن لاضطراب الشخصية الاعتمادية أن يسبب ضائقة نفسية عميقة لكل الذين يعانون المرض وعائلاتهم، وإذا كان شريكك أو أحد أفراد أسرتك مصابا باضطراب الشخصية الاعتمادية، فإن تعلم كيفية التعرف على المرض وأسبابه يمكن أن يكون ضروريا لمساعدتك على فهم تجاربك والدور الذي يمكنك لعبه في العلاج.
مشاركة :