القوات السورية تبدأ هجوماً في حلب بدعم إيراني روسي

  • 10/17/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت القوات النظامية السورية، مدعومة من حزب الله اللبناني ومقاتلين إيرانيين، أمس، هجوماً واسعاً في ريف حلب الجنوبي، حيث وسعت القوات نطاق هجومها ضد الفصائل المقاتلة بتغطية جوية روسية. في وقت أسقطت تركيا طائرة مجهولة من دون طيار، انتهكت أجواءها قرب الحدود السورية. ووسعت القوات النظامية السورية عملياتها العسكرية البرية، أمس، ضد الفصائل المقاتلة مطلقة حملة جديدة في ريف حلب الجنوبي، بتغطية جوية روسية تضاف إلى حملات أخرى في وسط وشمال غرب البلاد. وأكد مصدر عسكري ميداني، لـفرانس برس، انطلاق عملية عسكرية كبرى فجر أمس، في ريف حلب الجنوبي بمشاركة الحلفاء والأصدقاء، مشيراً إلى أن الحلفاء هم الروس والأصدقاء هم الإيرانيون وحزب الله. وأصدرت القيادة الموحدة لعمليات حلب بياناً لإبلاغ السكان بدء العمليات بهدف تحريركم من الجماعات الإرهابية المسلحة، محذرة في الوقت ذاته من أن أي تعاون أو إيواء للمسلحين، يعتبر هدفاً للقوات المسلحة، أما من يرفع الراية البيضاء فهو آمن. من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات النظام تقدمت لتسيطر على قريتي عبطين وكدار، على بعد نحو 15 كلم جنوب مدينة حلب. أما المصدر العسكري، فأكد السيطرة على عدد من قرى ريف حلب الجنوبي الغربي. وأفاد مصدر سوري ميداني بأن العملية بدأت انطلاقاً من ريف حلب الجنوبي باتجاه القرى الواقعة تحت سيطرة المسلحين في الريف الغربي والجنوبي الغربي، وهي تدور على أربعة محاور خان طومان وجبل عزان والوضيحي وتل شغيب، وسط غطاء جوي من الطائرات الحربية الروسية والسورية، يرافقه قصف مدفعي. وشنت الطائرات الحربية الروسية عشرات الغارات، خلال الساعات الـ24 الماضية في تلك المنطقة، واستهدفت أساساً قريتي الحاضرة وخان طومان وبلدات أخرى في محيطها، وفق المرصد. وتسيطر على هذه المنطقة فصائل مقاتلة وإسلامية، بينها جبهة النصرة. وتحدث مصدر عسكري حكومي كبير لـرويترز عن الهجوم الذي يدعمه مئات من مقاتلي حزب الله والقوات الإيرانية، مؤكداً أنه حقق بعض المكاسب على الأرض. وقال هذه هي المعركة الموعودة. وأضاف أن هذه أول مرة يشارك فيها مقاتلون إيرانيون بهذا العدد في الصراع السوري، على الرغم من أن أعدادهم متواضعة مقارنة بالقوات السورية. وأوضح أن الأساس هو الجيش السوري. وقال حزب الله، الذي دعم الرئيس السوري بشار الأسد في معارك عدة ضد المعارضة إن الجيش ينفذ عملية عسكرية موسعة، بدعم من طائرات روسية وسورية. ولم يتحدث عن أي مقاتلين تابعين له في بيانه المقتضب. وقال مصدران إقليميان بارزان لـرويترز، إن إيران أرسلت آلاف الجنود لسورية، لدعم الهجوم الحالي في محافظة حماة، واستعداداً لهجوم حلب. وفي الأسبوع الماضي، قالت وسائل إعلام إيرانية إن ثلاثة ضباط كبار من الحرس الثوري الإيراني قتلوا في سورية. وقالت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء إن القائد بالحرس الثوري الجنرال حسين همداني، قتل قرب حلب بينما لقي ضابطان آخران حتفهما خلال معركة مع تنظيم داعش في سورية. وذكر مصدر أمني لبناني أن ضابطين بارزين في حزب الله قتلا في سورية الأسبوع الماضي. في السياق، قال قائد العمليات في الجيش الروسي الجنرال، أندريه كارتابولوف، إن الطيران الروسي شن غارات جوية على أكثر من 380 هدفاً لتنظيم داعش، في سورية منذ بدء حملته العسكرية في 30 سبتمبر. وأضاف في مقابلة مع صحيفة كومسومولسكايا برافدا، أمس منذ بداية العمليات قمنا بـ600 طلعة جوية، وتم ضرب أكثر من 380 هدفا لتنظيم داعش. وتأتي العملية البرية في حلب بعد يوم على أخرى في ريف حمص الشمالي، حيث قتل 43 شخصاً بينهم ثمانية أطفال أول من أمس، نتيجة المعارك والغارات الروسية، وفق ما أفاد المرصد. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـفرانس برس، قتل ثمانية أطفال و22 امرأة، و13 مدنياً، فضلاً عن 17 مقاتلاً على الأقل في اليوم الأول من العملية العسكرية لقوات النظام في ريف حمص الشمالي، مشيراً إلى أن القتلى سقطوا نتيجة يوم طويل من الاشتباكات بين قوات النظام والفصائل المقاتلة ترافقت مع قصف مدفعي وغارات شنتها الطائرات الروسية. وتستمر الاشتباكات في محيط مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي، ترافقها غارات روسية على مناطق عدة، وفق المرصد. وتسيطر الفصائل المقاتلة على تلبيسة منذ عام 2012، وفشلت جميع محاولات قوات النظام لاستعادتها منذ ذلك الحين. وتكمن أهميتها في أنها تقع على الخط الرئيس بين مدينتي حمص وحماة الواقعتين على طريق حلب - دمشق الدولي. ويبدو أن الهدف من العمليات يتمحور حول تأمين طريق حلب دمشق الدولي، الذي ينطلق من جنوب مدينة حلب ليمر من محافظتي إدلب (شمال غرب)، وحماة (وسط)، وصولاً إلى حمص (وسط) فدمشق. من ناحية أخرى، أعلن الجيش التركي، أن طائراته أسقطت، أمس، طائرة لم يعرف نوعها أو جنسيتها على الفور، انتهكت المجال الجوي التركي قرب الحدود السورية. وقالت هيئة الأركان التركية في بيان إنه تم رصد طائرة داخل مجالنا الجوي قرب الحدود السورية، وعندما واصلت تحركها على الرغم من تحذيرها ثلاث مرات، أطلقت طائراتنا التي تقوم بمهام الدورية عند الحدود نيرانها وأسقطت الطائرة وفقا لقواعد الاشتباك. وقالت مصادر عسكرية إن الهدف الذي تم إسقاطه طائرة من دون طيار. وسبق أن أعلنت تركيا أنها رصدت انتهاك طائرات روسية تعمل في سورية حالياً المجال الجوي التركي مرات عدة، منذ مطلع الشهر الجاري، ما أثار التوتر بين البلدين. وأعلن الجيش الروسي، أمس، أن كل المطاردات الروسية التي تعمل في سورية عادت إلى قاعدتها كما أن الطائرات المسيرة تعمل بشكل طبيعي. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشنكوف، في تصريحات نقلتها وكالة إيتر تاس للأنباء، إن كل الطائرات الروسية في سورية عادت إلى قاعدتها الجوية في حميميم وكذلك الطائرات الروسية من دون طيار التي تراقب الوضع وتجمع المعلومات تعمل بشكل طبيعي كما هو مقرر. إلى ذلك، بلغت حصيلة قتلى النزاع في عامه الخامس، اكثر من ربع مليون شخص. وقال المرصد السوري إنه وثق مقتل 250 ألفاً و124 شخصاً بين مارس عام 2011، و15 أكتوبر عام 2015، بينهم 74 ألفاً و426 مدنياً، من ضمنهم 12 ألفاً و517 طفلاً و8062 امرأة.

مشاركة :