خصص مجلس الامن جلسة لمناقشة الصدامات بين اسرائيل والفلسطينيين والتي قتل فيها 39 شخصا في وقت أعلن فيه الفلسطينيون عن إطلاق (جمعة الغضب) أمس. وقالت الامم المتحدة ان الامين العام للمنظمة الدولية بان كي مون سيقدم تقريرا عن الوضع على الارض اثناء الاجتماع الذي قال دبلوماسيون انه دعي اليه بطلب من الاردن العضو بالمجلس. وقال الدبلوماسيون -الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم- ان من غير المخطط في الوقت الحالي ان يقدم اي مشروع قرار لكن ربما تكون هناك محاولة لجعل المجلس يصدر بيانا يهدف الى حث الجانبين على كبح العنف. وأبلغ دبلوماسي رويترز أن "كل الخيارات على الطاولة". تأهب عسكري وقيود في القدس انتشر جنود الجيش الاسرائيلي بكثافة في القدس وكذلك عناصر الشرطة وحرس الحدود حاملين بنادقهم على اكتافهم ويراقبون الساحات العامة والتقاطعات ومحاور الطرقات الكبرى ويجولون في اماكن لم يكن من المعتاد مشاهدتهم فيها. ومن المفترض ان يتم نشر 300 جندي اضافي الاحد في القدس لتعزيز الشرطة، بحسب ما اعلن الجيش. وتعود اخر عملية انتشار كبيرة للجيش داخل مدن اسرائيلية الى 2002 خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية ورافقته عملية عسكرية واسعة النطاق في الضفة الغربية المحتلة، بحسب مصدر قريب من اجهزة الامن. ويفترض ان يساهم انتشار الجيش في وضع حد لاعمال العنف التي تنذر باندلاع انتفاضة والى طمأنة السكان الذين يعيشون في حالة استنفار متواصلة. وتتوالى صفارات الانذار واحيانا كثيرة دون مبرر. وبسبب القلق المتزايد يقبل الاسرائيليون على شراء الاسلحة بشكل كثيف. وأظهرت صور نشرتها صحيفة يديعوت احرونوت الواسعة الانتشار امرأة يهودية داخل حافلة تحمل (مفردة عجين) وصور لاخرين وهم يحملون عصياً وفؤوساً ومكانس. وباستثناء قطاع الاسلحة، يواجه الاقتصاد الاسرائيلي صعوبات بشكل عام. وقال ارون سيلفربرغ مالك احد متاجر الهواتف النقالة في سوق ماهاني يهودا الذي يكون عادة مكتظا وبدا شبه خال أمس "رقم الاعمال تراجع ب15% عن المعتاد". مجلس الأمن يخصص جلسة لمناقشة الأوضاع في الأراضي المحتلة مطالبات بتشكيل لجنة تحقيق دولية في أوضاع المعتقلين بسجون إسرائيل من جهة اخرى، فرضت الشرطة الاسرائيلية قيودا على دخول المصلين الحرم القدسي الشريف أمس الجمعة، حيث سيُسمح للرجال من سن الاربعين وما فوق بدخول الحرم بينما لن تفرض قيود على دخول النساء، بحسب الاذاعة الاسرائيلية. وتقرر فرض هذه القيود في ختام جلسة لتقييم الاوضاع ترأسها قائد شرطة لواء القدس الميجور جنرال موشيه إدري. وتأتي هذه الاجراءات على خلفية المصادمات بين الفلسطينيين والاسرائيليين منذ مطلع الشهر الجاري بسبب الاجراءات الاسرائيلية بشأن الحرم القدسي والسماح لليهود خلال الاعياد اليهودية بدخول باحات الحرم. إلى ذلك توفي فلسطيني أمس متأثرا بإصابته برصاص الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة قبل أسبوع وفق ما أعلنت مصادر فلسطينية. وذكرت المصادر أن فلسطينيا يبلغ من العمر 37 عاماً توفي متأثرا بجراحه إثر مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في محيط معبر (بيت حانون-إيرز) شمال قطاع غزة يوم الجمعة الماضي. وحسب المصادر ارتفع بذلك عدد قتلى قطاع غزة إلى 12 قتيلا و328 جريحا منذ الجمعة الماضية في مواجهات مع قوات الجيش الإسرائيلي في مناطق متعددة شرق قطاع غزة خلال الأسبوع الماضي. (اغتيال طبي) في المستشفيات دعا عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين بمنظمة التحرير الفلسطينية أمس الجمعة الامين العام للامم المتحدة الى إرسال لجنة للتحقيق في الاوضاع الصحية للمعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية. وتأتي دعوة قراقع بعد يومين من وفاة المعتقل فادي الدربي (30عاما) في مستشفى اسرائيلي جراء إصابته بنزيف دماغي. وكان الدربي يقضي عقوبة السجن 14 عاما أمضى منها 9 سنوات. وقال قراقع في مؤتمر صحافي في جنين مسقط رأس المعتقل "أحمل حكومة اسرائيل المسؤولية عن استشهاد فادي الدربي الذي كان يعاني من صداع وألم بالرأس داخل السجن وكان يُعطى المسكنات" وأضاف "لم تجر ولا مرة واحدة فحوصات شاملة له لمعرفة أسباب الآلام" وأوضح الطبيب الشرعي صابر العالول الذي شارك إلى جانب أطباء اسرائيليين في تشريج جثمان المعتقل أمس في المعهد الطبي في أبو كبير أن لجنة مشتركة فلسطينية - اسرائيلية ستقوم باجراء مزيد من الفحوصات لعينة من الدماغ للوقوف على أسباب حدوث النزيف. وأضاف خلال المؤتمر الصحافي "إنه لمعرفة سبب النزيف الدماغي كان لا بد من أخذ عينة من المادة الدماغية لمعرفة سبب النزف الدماغي والعمر الزمني لهذا النزيف لانه من المستحيل ان يكون النزف قد حدث فجأة دون ان تسبقه أية آلام" وأوضح العالول أنه "سيتم فحص هذه العينة ضمن الاصول الطبية لاصدار تقرير نهائي". وأشار العالول إلى أنه اطلع على التقرير الطبي للمعتقل الذي يوضح انه "تعرض الى وعكة صحية فجائية ادخل المستشفى بتاريخ 11 أكتوبر 2015 وكانت حالته سيئة وتم تشخيص المشكلة بنزيف دماغي حتى أعلن عن وفاته يوم 14 أكتوبر" وتابع قائلاً إنه "لم يتبين لنا أي إصابات أو كسور في الجمجمة كما لم نشاهد اي آثار عنف خارجي في عموم انحاء جسد الشهيد فادي". ولم يصدر تعقيب من الجانب الإسرائيلي ردا على الاتهامات الفلسطينية لهم بالاهمال الطبي للمعتقلين. واعتقلت اسرائيل الدربي الذي كان عضوا في كتائب شهداء الاقصى الجناح المسلح لحركة فتح عام 2006 وحكمت عليه بالسجن 14 عاما. غضب إسرائيلي لإحراق موقع يهودي أضرم فلسطينيون النار في "قبر يوسف"، وهو موقع يدعي الإسرائيليون أن النبي يوسف عليه السلام مدفون فيه. وقالت مصادر امنية فلسطينية ان عشرات الشبان اقتحموا "قبر يوسف" واضرموا النار فيه مستخدمين زجاجات حارقة ومواد مشتعلة، ما ادى الى احتراقه من الداخل بشكل كامل. واضافت ان فرق الاطفاء التابعة لبلدية نابلس تمكنت من السيطرة على النيران. ويقع "قبر يوسف" المتاخم لمخيم بلاطة شرق نابلس في منطقة خاضعة للسلطة الفلسطينية. وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي بيتر ليرنير ان "حرق وتدنيس قبر يوسف الليلة الماضية يعد خرقا واضحا وتناقضا مع قيمة الحرية في العبادة". وبحسب ليرنير فان الجيش الاسرائيلي "سيتخذ كافة التدابير اللازمة لتقديم مرتكبي هذا العمل الدنيء الى العدالة وترميم الموقع ليعود الى حالته السابقة وضمان عودة حرية العبادة". ويشكل "مقام يوسف" كما يسميه الفلسطينيون بؤرة توتر بين الفلسطينيين والاسرائيليين منذ الاحتلال الاسرائيلي لنابلس في 1967. ويؤكد الفلسطينيون ان الموقع وهو اثر اسلامي مسجل لدى دائرة الاوقاف الاسلامية وكان مسجدا قبل الاحتلال الاسرائيلي. لكن اليهود يعتبرونه مقاما مقدسا ويقولون ان عظام النبي يوسف بن يعقوب أحضرت من مصر ودفنت في هذا المكان. ويرى الفلسطينيون في ذلك تزييفا للحقائق هدفه سيطرة اسرائيل على المنطقة بذرائع دينية. ويزور المستوطنون الموقع عادة بحماية من الجيش الاسرائيلي وبتنسيق مع السلطة الفلسطينية. وفي كل مرة تفرض فيها زيارة المستوطنين للمقام تغلق القوات الاسرائيلية المنطقة المحيطة به وغالبا ما تندلع في المنطقة اشتباكات عنيفة مع الشبان الفلسطينيين. ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجمعة اضرام النار في قبر يوسف ب العمل المدان والمرفوض. ونقلت وكالة انباء وفا الرسمية ان عباس امر "بتشكيل لجنة تحقيق فورية فيما جرى في قبر يوسف"عندما"قامت بتصرفات غير مسؤولة"، طالبا البدء بإصلاح الأضرار. وكان عباس دعا قبل يومين الى "مقاومة شعبية سلمية". وتحمل الحكومة الاسرائيلية السلطة الفلسطينية مسؤولية تصعيد الهجمات ضد الاسرائيليين. وجدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اتهاماته وقال "حان الوقت ليكف الرئيس عن تبرير العنف، بل عن الدعوة اليه"، مجددا في الوقت نفسه استعداده للقاء عباس. كذلك، رأى وزير الخارجية الاميركي جون كيري في حديث اذاعي ان "عباس التزم منع العنف وعليه ان يندد به بقوة وبوضوح"، مضيفا "يجب الا يقوم بتحريض على مثل هذه الاعمال". ومن المقرر ان يتوجه كيري الى المنطقة في "الايام المقبلة"، بحسب ما اعلنت وزارة الخارجية الاميركية.
مشاركة :