درجة الحرارة في الظل تناهز الخمسين في موجة قل نظيرها، وعطش يضرب بقوة بعد تخريب في أنابيب النهر الصناعي أدت إلى قطع مياه الشرب عن عدد من مدن غرب البلاد، فيما طالب جهاز إدارة وتشغيل النهر الصناعي، مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية بتحمل مسؤولياتها أمام الشعب الليبي في توفير الحماية للمشروع ومرافقه المنتشرة على امتداد الأراضي الليبية، وكذلك توفير الدعم المادي للجهاز، محذراً من توقف الإمداد المائي نهائيّاً في حال عدم الاستجابة اللازمة وتوفير الحماية والدعم المادي للجهاز. وقال الناطق باسم جهاز النهر الصناعي صلاح الساعدي إن التقرير المبدئي للتفجير المتعمد لمحطة «353» التابعة للجهاز المغذية للمسار الشرقي بالقرب من بلدية الشويرف (جنوب غرب)، كان في الغرفة ومحتوياتها، مشيراً إلى أنه سيكون هناك فريق خاص للكشف عنها، وخلال يومين سيصدر تقرير نهائي لتحديد نوع الضرر، معتبراً أن ستكون مشكلة كبيرة جداً في حال تضررت الأنابيب. وأضاف الساعدي أن العمل التخريبي أدى إلى توقف الإمداد المائي عن مدن بني وليد ومصراتة والخمس وزليتن، وكافة المدن التي يغذيها المسار الشرقي، مطالباً الجهات المختصة بالتدخل لوضع حد لهذه الاعتداءات المتكررة والمتعمدة على منظومة النهر دون وجود أي رادع. ويواجه النهر الصناعي الذي ينقل المياه العذبة من الآبار العميقة في الجنوب إلى المناطق الساحلية بمعدل 6،5 ملايين متر مكعب يومياً، إلى تحديات ومشاكل كبيرة بسبب الاعتداءات والعمليات التخريبية والسرقات والتفجيرات أخيراً، فضلاً عن الأعطال الاعتيادية التي تحدث بين الحين والآخر. وانطلقت أول من أمس الأحد دوريات فرع إنفاذ القانون طرابلس وجهاز الشرطة الزراعية وأعضاء من جهاز النهر الصناعي في حملة موسعة لضبط الاعتداءات ومنع التجاوزات الغير قانونية على أنابيب نقل المياه وإزالة الوصلات الغير شرعية الواقعة على الخط الناقل ترهونة بوزيان والهيرة وصولاً إلى مدينة بني وليد. وبحسب بيان وزارة الداخلية، جرى خلال الجولة «إقفال عدد «32» مجمع مياه مخالفاً عن طريق التوصيلات العشوائية من قبل بعض المخالفين والتي كانت تستخدم في الري والزراعة بطريق غير قانونية الأمر الذي تسبب في ضعف تدفق المياه للعاصمة طرابلس وبعض المدن والمناطق الأخرى. نقص إمدادات مياه وقالت منظمة «يونيسف» إن مئات الآلاف من الأشخاص، بمن فيهم الأطفال، يواجهون نقص إمدادات مياه وشيكة بسبب الأعمال التخريبية التي تطاول محطات وأنظمة المياه الرئيسية. ونقلت المنظمة أن محطة رئيسية لجهاز النهر الصناعي على المسار الشرقي لمنظومة «الحساونة» قد تعرضت لأعمال تخريب منذ الخميس الماضي، مما أثّر على إمدادات المياه لأربع مدن رئيسية وهي بني وليد ومصراتة والخمس وزليتن إضافة إلى مناطق أخرى محيطة بها. وفي 24 يوليو الماضي، حدث تسرب كبير في خط نقل المياه تازربو - بنغازي بالقرب من مدينة أوجلة (جنوب شرق) مما أدى إلى هدر كمية كبيرة من المياه. وخلال الأسبوعين الماضيين فقط، تم تدمير إحدى آبار منظومة الحساونة – سهل الجفارة. في الحقل الغربي والجنوبي، وقد خرجت البئر عن الخدمة بشكل كامل. وتجدر الإشارة إلى أن هذه البئر تتمتع بقدرة ضخ يومية عالية تزيد على 5000 متر مكعب من المياه. تخريب شبكات المياه وقالت منظمة اليونيسف إنها تستنكر تخريب شبكات المياه التي تقطع المياه عن الأطفال وأسرهم، الأمر الذي يزيد من احتمالية انتشار الأمراض المعدية في المناطق المتأثرة بهذا الانقطاع. وتابعت أنه «نظراً لأن حرارة الصيف الخانقة في ليبيا تلقي ثقلها على السكان، وفي خضم انقطاع التيار الكهربائي بصورة متكررة وانتشار جائحة فيروس كورونا، فإن الضرر المستمر للنظام المائي يهدد مستويات الصحة والنظافة بين السكان ويزيد من خطر انتشار الأوبئة والأمراض المعدية». وبينت أدلت كريستينا بروجيولو، نائب الممثل الخاص لليونيسف في ليبيا أنه: عندما يتم قطع المياه، غالباً ما يضطر الأطفال إلى اللجوء إلى مصادر غير آمنة، مما يزيد من مخاطر إصابتهم بالأمراض، خصوصاً عند الأطفال الصغار جداً. وأضافت: إن الضرر المتعمد والعشوائي لشبكات المياه والصرف الصحي - وإمدادات الطاقة اللازمة لتشغيلها - يُعد انتهاكاً كبيراً للحقوق الأساسية. ويُعتبر النهر الصناعي أكبر مزود للمياه في دولة ليبيا ويوفر 60% من جميع المياه العذبة المستخدمة في ليبيا عرضة للهجمات وأعمال التخريب المتكررة على أنظمته الرئيسية بما يهدد الأمن المائي للبلاد ويعرض حياة الملايين لخطر فقدان الحصول على المياه الآمنة. ودعت منظمة اليونيسف الشركاء المحليين والدوليين إلى إعطاء أولوية لهذه المسألة الملحة والمتمثلة في حماية البنية التحتية للمياه وإلى تشديد التدابير الأمنية بما في ذلك النشر المحتمل للقوات المدنية في حقول الآبار، وتوفير الموارد اللازمة لإجراء أعمال الصيانة التي من شأنها ضمان استمرارية إمدادات المياه وخدمات الصرف الصحي. وأضافت منظمة اليونيسف أنها تعمل مع شركائها على نقل المياه بالشاحنات لتأمين إمدادات المياه للسكان الأكثر تضرراً وضعفاً في المستشفيات والمرافق الصحية ومراكز الاحتجاز ومراكز الإيواء للنازحين داخلياً، ويعمل فريق تقني تابع للمنظمة مع الشركة العامة للمياه والصرف الصحي لاستعراض خيارات الاستجابة العاجلة ولتحديد مصادر المياه البديلة. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :