البحار ساحات جديدة للحرب الباردة

  • 8/2/2021
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في‭ ‬الخامس‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬يوليو‭ ‬2021‭ ‬خلال‭ ‬استعراض‭ ‬عسكري‭ ‬ضخم‭ ‬أقيم‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬سان‭ ‬بطرسبورج‭ ‬بمناسبة‭ ‬مرور‭ ‬الذكرى‭ ‬الـ325‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬الأسطول‭ ‬الروسي‭ ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬إن‭ ‬‮«‬موسكو‭ ‬بات‭ ‬بمقدروها‭ ‬توجيه‭ ‬ضربة‭ ‬حتمية‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬عدو‭ ‬محتمل‮»‬‭ ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬‮«‬نجحت‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬في‭ ‬تضييق‭ ‬الهوة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تفصلها‭ ‬عن‭ ‬قدرات‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬وباتت‭ ‬تحتل‭ ‬مرتبة‭ ‬مهمة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬البحرية‭ ‬الكبرى‮»‬‭ ‬وكان‭ ‬لافتا‭ ‬قول‭ ‬الرئيس‭ ‬بوتين‭ ‬إن‭ ‬‮«‬روسيا‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬تحرك‭ ‬للعدو‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬طبيعته‭ ‬أو‭ ‬مصدره‮»‬،‭ ‬وواقع‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬التصريحات‭ ‬لا‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬دلالات‭ ‬كونها‭ ‬تتجاوز‭ ‬الطابع‭ ‬الاحتفالي‭ ‬البروتوكولي‭ ‬لتزامنها‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التطورات‭ ‬المهمة‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬التنافس‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬البحار‭ ‬عموما‭ ‬ونقاط‭ ‬التماس‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬خاص،‭ ‬ذلك‭ ‬التنافس‭ ‬الذي‭ ‬سوف‭ ‬ينعكس‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬على‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬عموما،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬كونه‭ ‬يمثل‭ ‬تحديا‭ ‬هائلا‭ ‬للدول‭ ‬البحرية‭ ‬التي‭ ‬أولت‭ ‬تطوير‭ ‬قدراتها‭ ‬البحرية‭ ‬اهتماما‭ ‬بالغا‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭.‬ بنظرة‭ ‬فاحصة‭ ‬على‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدفاعية‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬بؤرتها‭ ‬ابتداء‭ ‬بإعلان‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬استراتيجية‭ ‬متكاملة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬مرورا‭ ‬بخطة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لتطوير‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬التي‭ ‬أعلنها‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬السابق‭ ‬مارك‭ ‬أسبر‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2020‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬المستقبل‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‮»‬‭ ‬ومضمونها‭ ‬زيادة‭ ‬عدد‭ ‬السفن‭ ‬الأمريكية‭ ‬وتطوير‭ ‬أداء‭ ‬الأساطيل‭ ‬البحرية‭ ‬والتأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الخطة‭ ‬هو‭ ‬مواجهة‭ ‬الصين‭ ‬أولاً‭ ‬ثم‭ ‬روسيا‭ ‬ثانيا،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬إعلان‭ ‬بريطانيا‭ ‬خطتها‭ ‬الدفاعية‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2021‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬في‭ ‬جزء‭ ‬منها‭ ‬زيادة‭ ‬السفن‭ ‬والغواصات‭ ‬والبحارة‭ ‬وتحويل‭ ‬مشاة‭ ‬البحرية‭ ‬الملكية‭ ‬إلى‭ ‬وحدة‭ ‬جديدة‭ ‬ستكون‭ ‬مهمتها‭ ‬حماية‭ ‬ممرات‭ ‬الإبحار‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬حرية‭ ‬الملاحة‭.‬ وإقليميا‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬الدول‭ ‬المحورية‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬تطوير‭ ‬قدراتها‭ ‬البحرية‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬تأسيس‭ ‬مصر‭ ‬قاعدتين‭ ‬بحريتين‭ ‬في‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬عامين‭ ‬الأولى‭: ‬قاعدة‭ ‬برنيس‭ ‬الجوية‭ ‬البحرية‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬جنوبا‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2020،‭ ‬والثانية‭: ‬قاعدة‭ ‬3‭ ‬يوليو‭ ‬البحرية‭ ‬على‭ ‬الساحل‭ ‬الشمالي‭ ‬الغربي‭ ‬لمصر‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2021،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تنامي‭ ‬اهتمام‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬بتطوير‭ ‬قدراتها‭ ‬البحرية‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شراء‭ ‬الزوارق‭ ‬البحرية‭ ‬الفرنسية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬إعلان‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬الملكية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬25‭ ‬يوليو‭ ‬2021‭ ‬تعويم‭ ‬السفينة‭ ‬الرابعة‭ ‬‮«‬جازان‮»‬‭ ‬وذلك‭ ‬ضمن‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬السروات‮»‬‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬إحدى‭ ‬الشركات‭ ‬الإسبانية،‭ ‬والذي‭ ‬يضم‭ ‬أربع‭ ‬سفن‭ ‬تتضمن‭ ‬أحدث‭ ‬الأنظمة‭ ‬القتالية‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬سوف‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬المصالح‭ ‬البحرية‭ ‬للمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬وبشكل‭ ‬مواز‭ ‬تردد‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬تقوم‭ ‬ببناء‭ ‬قاعدة‭ ‬بحرية‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2020‭.‬ وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬الاهتمام‭ ‬العالمي‭ ‬والإقليمي‭ ‬بتعزيز‭ ‬القدرات‭ ‬البحرية‭ ‬للدول‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬مواجهة‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬المتنامية،‭ ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬يعد‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬إرهاصات‭ ‬حرب‭ ‬باردة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬ستكون‭ ‬البحار‭ ‬ساحة‭ ‬لها‭ ‬ويعزز‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الطرح‭ ‬ثلاثة‭ ‬مؤشرات‭: ‬الأول‭: ‬سعي‭ ‬روسيا‭ ‬لتأسيس‭ ‬مركز‭ ‬لوجستي‭ ‬للقوات‭ ‬البحرية‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬نفي‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬نهائي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬إذ‭ ‬لايزال‭ ‬الأمر‭ ‬محل‭ ‬تفاوض‭ - ‬حتى‭ ‬كتابة‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭ - ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬الأمر‭ ‬يعد‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬تنافس‭ ‬روسي‭ ‬غربي‭ ‬في‭ ‬نقاط‭ ‬استراتيجية،‭ ‬ففي‭ ‬مارس‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬لوحظ‭ ‬وصول‭ ‬المدمرة‭ ‬الأمريكية‭ ‬‮«‬يو‭ ‬إس‭ ‬إس‭ ‬ونستون‭ ‬تشرشل‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬ميناء‭ ‬بورتسودان‭ ‬السوداني‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬أول‭ ‬سفينة‭ ‬أمريكية‭ ‬ترسو‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬منذ‭ ‬عقود،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أربع‭ ‬وعشرين‭ ‬ساعة‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬وصول‭ ‬الفرقاطة‭ ‬الروسية‭ ‬الأدميرال‭ ‬غريغوروفتش‭ ‬لنفس‭ ‬الميناء،‭ ‬والثاني‭: ‬وقوع‭ ‬احتكاك‭ ‬بحري‭ ‬في‭ ‬يونيو2021‭ ‬بين‭ ‬السفن‭ ‬الروسية‭ ‬والطائرات‭ ‬والسفن‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬البحر‭ ‬الأسود،‭ ‬وذلك‭ ‬عندما‭ ‬اقتربت‭ ‬مدمرة‭ ‬بريطانية‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬مسافة‭ ‬3‭ ‬كم‭ ‬من‭ ‬القرم‭ ‬ودخول‭ ‬المياه‭ ‬الإقليمية‭ ‬لروسيا‭ - ‬وفقا‭ ‬لما‭ ‬صدر‭ ‬عن‭ ‬موسكو‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن‭ - ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬أكدت‭ ‬فيه‭ ‬التصريحات‭ ‬الرسمية‭ ‬البريطانية‭ ‬أن‭ ‬السفينة‭ ‬كانت‭ ‬تمر‭ ‬في‭ ‬معبر‭ ‬مائي‭ ‬دولي‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأسود،‭ ‬والثالث‭: ‬إعلان‭ ‬فرنسا‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2020‭ ‬تعليق‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬العمليات‭ ‬البحرية‭ ‬لحلف‭ ‬الناتو‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭ ‬بعد‭ ‬مواجهة‭ ‬مع‭ ‬سفينة‭ ‬حربية‭ ‬تركية،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كون‭ ‬الأمر‭ ‬بين‭ ‬دولتين‭ ‬في‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬منطقة‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭ ‬وهي‭ ‬الضلع‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬المثلث‭ ‬الذي‭ ‬يتضمنه‭ ‬المقال‭ ‬‮«‬القرم‭ - ‬إفريقيا‭ - ‬البحر‭ ‬المتوسط‮»‬‭ ‬قد‭ ‬أضحى‭ ‬مجالاً‭ ‬لحوادث‭ ‬احتكاك‭ ‬بحري‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬متزايد‭.‬ وفي‭ ‬تصوري‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬أمثلة‭ ‬وليس‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬الحصر‭ ‬فبحر‭ ‬الصين‭ ‬الجنوبي‭ ‬يمثل‭ ‬المثال‭ ‬الأبرز‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬للحرب‭ ‬الباردة‭ ‬البحرية‭ ‬بل‭ ‬لتحالفات‭ ‬وتحالفات‭ ‬مضادة‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬كان‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬الدفاعية‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا‭ ‬كتحدٍ‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة‭.‬ وربما‭ ‬يقول‭ ‬البعض‭ ‬إنه‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬خبرة‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬السابق‭ ‬لاتزال‭ ‬هناك‭ ‬أسس‭ ‬وقواعد‭ ‬عقلانية‭ ‬لإدارة‭ ‬الصراعات‭ ‬وتقدم‭ ‬أزمة‭ ‬الصواريخ‭ ‬الكوبية‭ ‬عام‭ ‬1962‭ ‬نموذجا‭ ‬واضحا‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬الرأي‭ ‬صحيحا،‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬إطلاقه‭ ‬لثلاثة‭ ‬أسباب‭ ‬الأول‭: ‬أن‭ ‬الصراع‭ ‬البحري‭ ‬ذو‭ ‬طبيعة‭ ‬مختلفة‭ ‬للغاية‭ ‬لأن‭ ‬العمل‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬مساحات‭ ‬هائلة‭ ‬مفتوحة،‭ ‬صحيح‭ ‬أنه‭ ‬يوجد‭ ‬قانون‭ ‬بحري‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لقانون‭ ‬البحار1982‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬يجبر‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬بنودها؟،‭ ‬والثاني‭: ‬أن‭ ‬البحار‭ ‬كانت‭- ‬ولاتزال‭ - ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬لتحقيق‭ ‬النفوذ‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬البحار‭ ‬تعكس‭ ‬واقع‭ ‬القوة‭ ‬غير‭ ‬المتكافئة‭ ‬للدول‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬بدائل‭ ‬للدولة‭ ‬في‭ ‬المواجهات‭ ‬البحرية‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬تعزيز‭ ‬خططها‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬المعارك‭ ‬البرية،‭ ‬والثالث‭: ‬أن‭ ‬تأثير‭ ‬الصراعات‭ ‬في‭ ‬البحار‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الحوادث‭ ‬البحرية‭ ‬لا‭ ‬يرتبط‭ ‬بالأطراف‭ ‬المباشرة‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬زيادة‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬البحار‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭ ‬واحتوائها‭ ‬على‭ ‬شرايين‭ ‬حيوية‭ ‬للتجارة‭ ‬الدولية‭ ‬وجميعها‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬نقاط‭ ‬أطلق‭ ‬عليها‭ ‬الباحثون‭ ‬‮«‬نقاط‭ ‬الاختناق‭ ‬البحري‮»‬‭ ‬تمر‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬ناقلات‭ ‬تجارية‭ ‬كبيرة،‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬عرضة‭ ‬للاستهداف‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬جماعات‭ ‬إرهابية‭ ‬تستخدم‭ ‬زوارق‭ ‬سريعة‭ ‬ومجهزة‭ ‬ويصعب‭ ‬اقتفاء‭ ‬أثرها‭.‬ ويعني‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬حقيقة‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬يشهد‭ ‬صراعا‭ ‬وتنافسا‭ ‬بحريا‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬تختلط‭ ‬فيه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأوراق‭ ‬وتعمل‭ ‬الدول‭ ‬لحماية‭ ‬مصالحها‭ ‬البحرية‭ ‬على‭ ‬مسارين‭ ‬متوازيين‭ ‬الأول‭: ‬تطوير‭ ‬قدراتها‭ ‬البحرية،‭ ‬والثاني‭: ‬الائتلاف‭ ‬ضمن‭ ‬تحالفات‭ ‬لحماية‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري،‭ ‬ومع‭ ‬أهمية‭ ‬ذلك‭ ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬رأيي‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬قمة‭ ‬عالمية‭ ‬للأمن‭ ‬البحري‭ ‬برعاية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لبحث‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬وتحديد‭ ‬آليات‭ ‬جماعية‭ ‬لمواجهتها‭.‬ } مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬البحرين‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬والطاقة‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

مشاركة :