ورحل والدي بصمت كما عاش

  • 8/3/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تعلمتُ أن لا فراق يكسرُ حنايا القلبِ مثل فقد الأب، اللهم جبراً وصبراً اللهم قلباً قوياً يستطيع التحمل، ففقدان الأب وبكل المقاييس ليس أمراً هيناً، وكنت أعلم أنه سيأتي هذا اليوم فالموت هو أقرب غائب ننتظره ولكني لم أكن أعلم أنه سيكون بتلك القسوة، يوم أو شهر.. عام أو أعوام تساوت الأزمنة لمن فقد والده وعلى إيقاع ألم مشترك هو الحنين للأب وكأننا عندما رحل لم نراه منذ زمن بعيد تتفطر قلوبنا وتذوب أفئدتنا من هول المصاب وتتلون كل فصول الحياة بلون واحد هو الحزن ولا شيء غيره، مهما حاولت الأقلام أن تكتب فلن تصف عظم حق الأب ومصيبة فقده فليسارع كل إنسان كبيراً كان أو صغيراً كي يلزم والده ويقدم له كل أنواع البر والمعروف لأنه باب من أبواب الجنة مفتوح لكل إنسان في هذه الدنيا يغلق بموته. لقد كان أبي متسامحاً متصالحاً مع نفسه ومع أهله ومع جميع من هم حوله ولم يكن "رحمه الله" جازعاً أو ساخطاً أو شاكياً رحل بصمت مثلما عاش بصمت هكذا رحل وهكذا خلف مرارة الفقد لمحبيه وهكذا كانت حياته ناصعة بتواضعه وأخلاقه وسمو روحه ورقي تعامله فسلام عليك أيتها الروح التي ارتقت راضية مرضية إلى ملكوت الأعلى سلام عليك يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيّا، فوجهك المنير بعد وفاتك بقدر ما آلمني طمأنني فقد رأيت القمر أضاء من جديد و لكن هذه المرة بعد فراق روحك الطاهرة.

مشاركة :