كتب: أحمد الذهبة أسبوع حزين عاشه الوسط الرياضي بمملكة البحرين بعد رحيل الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل خليفة رئيس الاتحاد البحريني لكرة السلة السابق رئيس جهاز كرة السلة بنادي المحرق سابقاً، وكان الحزن أكبر في الشارع السلاوي نظراً إلى ما كان يمثله الفقيد من دور في سنوات عطائه التي امتدت أكثر من 30 عاما قضاهاً في صالات السلة بين نادي المحرق واتحاد السلة. وتعدى الحزن حدود مملكة البحرين حيث كان وقع الخبر أليما على الأشقاء الخليجيين والعرب، وذلك لأن الراحل الشيخ محمد بن عبدالرحمن كانت له علاقات طيبة وكبيرة في الوطن العربي سواء حينما كان على رأس الاتحاد أو حتى عندما كان رئيساً لجهاز السلة بنادي المحرق، وأيضاً بعد ابتعاده في السنوات الأخيرة بسبب ظروفه الصحية، حيث كان دائم التواصل والاتصال مع جميع من يعرفهم، لقد كان طيب القلب محبوباً ومتواضعاً وكريماً وصاحب مبادرات انسانية كثيرة، ولا يسعنا في «أخبار الخليج الرياضي» إلا أن نقدم خالص التعازي والمواساة إلى أسرته الكريمة، ونسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون. بدوره قام «أخبار الخليج الرياضي» بالاتصال ببعض الشخصيات والرياضيين الذين عاصروا الفقيد من أجل أن يتحدثوا عن مناقبه التي لا تعد ولا تحصى، وكان الكلام نابعا من القلب مع نبرة الحزن والحسرة على هذا الفقد الأليم. التعازي من سلطنة عمان تلقى القسم الرياضي بجريدة أخبار الخليج اتصالاً من سلطنة عمان حيث بادر رئيس الاتحاد العماني لكرة السلة فريد الزدجالي بتقديم التعازي نيابة عن أسرة كرة السلة العمانية إلى أسرة الفقيد وشعب مملكة البحرين بهذا المصاب الجلل، وقال: لقد كان الخبر محزناً لنا، حيث كان الراحل يسكن قلوب العمانيين، وتابع: محمد عبدالرحمن انسان طيب القلب متواضع كريم يحب الخير للجميع. وأضاف: لقد كان للفقيد دور بارز في نهضة كرة السلة البحرينية سواء من خلال ترؤسه الاتحاد بدءًا من عام 2001 حتى 2008، وكذلك من خلال عمله الإداري في نادي المحرق والنقلة التي أحدثها على صعيد اللعبة في النادي، وتابع: نحن في سلطنة عمان كان للفقيد دور كبير في تقديم يد العون لنا لتطوير اللعبة في آخر 10 سنوات تقريباً حيث كان يقدم لنا المشورة ويطرح علينا أسماء المدربين الأجانب لتطوير القاعدة. وبين فريد الزدجالي أن الفقيد كان بمثابة الأخ له وجمعته به الكثير من اللقاءات سواء في السلطنة أو في مملكة البحرين، وقال: الحديث معه دائماً شيق ولا تمل الجلوس معه، أخلاقه عالية جداً ويحترم الجميع. وكشف فريد الزدجالي عن واحد من المواقف التي شهدها مع الفقيد في احدى زياراته لسلطة عمان، حيث خرجا سوياً من العاصمة مسقط إلى بعض الولايات والمناطق التي بها طبيعة، مثل الرستاق والنخل وبركة والسوادي، وأضاف: وقد وصلنا إلى ملعب لكرة القدم في فريج البلوش، ونزلنا لمشاهدة دورة هناك وحينها تلفت الفقيد إلى الجدران فوجد كتابات عليها من ضمنها عبارات جميلة عن المحرق، فتساءل كيف ذلك، فقلت له إن أهالي هذه المنطقة معظمهم عاشوا في البحرين سابقاً ولذلك يحملون معهم الكثير من الذكريات الجميلة وخاصة عن المحرق. غيور على كرة السلة بدوره قال عبدالإله عبدالغفار أمين السر السابق في اتحاد السلة الذي عاصر الفقيد في بداية توليه مهام رئاسة اتحاد السلة إن الشيخ محمد بن عبدالرحمن كان غيوراً على لعبة كرة السلة وحريصا دائماً على تطويرها والاهتمام بالقاعدة. وتابع: الفقيد كانت بصماته واضحة على الرياضة البحرينية وكرة السلة بشكل خاص، فقد عمل على تطوير لعبة كرة السلة في عهده، وتم استحداث المربع الذهبي لبطولة الدوري لأول مرة في دورينا. وأضاف: كان يتعامل مع الجميع بطيبة ورقي ولا يفرق بين أحد، يسعى دائماً إلى لم الشمل، يحب أن يوجد في جميع فعاليات السلة سواء المهرجانات أو البطولات أو مسابقات الفئات السنية فضلا عن وجوده في مسابقات الرجال. وبين عبدالإله عبدالغفار: العلاقة مع الفقيد بدأت في عام 2001 بعد تعيين مجلس الإدارة باتحاد السلة آنذاك، ومنذ ذلك الوقت دخل قلبنا وبقي فيه، ولذلك حينما سمعنا خبر وفاته تألمنا كثيراً وشعرنا أن جزءا من روحنا فقدناه. وكشف عبدالإله عبدالغفار أن الفقيد حينما كان رئيساً للاتحاد كان يوصي أعضاء مجلس الإدارة بعدم الضغط على اللاعبين في تطبيق العقوبات وخاصة الصغار منهم، وكان يردد دائماً: هؤلاء صغار وراح يتعلمون لا نخسرهم ويضيعون، وأضاف: كان الراحل ديمقراطيا في عمله الإداري وكثير التشاور مع الجميع. داعم ومشجع للصغار وأوضح جاسم محمد (النحلة) لاعب فريق المحرق سابقاً أن: الراحل بدأ عمله بالنادي في بداية التسعينيات وقد عين رئيساً لجهاز السلة، في ذلك الوقت كنت لاعباً في فئة البراعم، وبصراحة لم تكن اللعبة تلقى اهتماما كبيرا في النادي قبل قدوم الشيخ محمد بن عبدالرحمن، ولكن بعد قدومه تغير الأمر كثيراً وأصبح الاهتمام كبيرا والتشجيع والدعم موجودين، وكان التركيز على القاعدة حاضرا. وأضاف: أتذكر أول فوز للمحرق على الأهلي في فئة البراعم، وفي تلك المباراة تألقت في التسجيل وعمل بعض اللعبات الاستعراضية، وقد علم الفقيد بالأخبار ودعانا في اليوم التالي إلى جلسة صباحية امتدت إلى الغداء وكان يحفزنا لتقديم المزيد ويشجعنا. وتابع: أتذكر موقفا آخر في فئة الأشبال، حيث قدمت مستوى متميزا في احدى المباريات القوية التي حضرها الفقيد، وفي اليوم التالي حضر إلى التمرين في النادي وناداني وأعطاني 20 دينارا وقال لي اذهب واشتر لي علبة مشروبات غازية، فذهبت وشريتها وحين عدت كان لدي المبلغ المتبقي وهو 19.900 دينارا فقال الباقي لك، وأخذ علبة المشروبات الغازية وأعطاها المدرب، حينها أدركت أن الفقيد كان يريد أن يكرمني من دون أن أشعر أو أن أحرج من الأمر أمام اللاعبين. وأضاف النحلة: الراحل كان معنا من البراعم حتى الوصول إلى فريق الرجال، كانت علاقتنا معه قوية، يعاملنا مثل الأبناء، يعرفنا جميعاً ولذلك وصل المحرق إلى ما وصل إليه من تقدم وإنجازات في كرة السلة، ولذلك اعتبره الهواء الذي يتنفسه لاعبو السلة في المحرق، وبالتأكيد رحيله سيترك فراغا كبيرا في النادي. وأكد النحلة أن أبرز اسهامات الفقيد هي أنه جعل لعبة كرة السلة في نادي المحرق منافسة وجماهيرية، يضاف إلى ذلك اسهاماته عندما كان رئيساً للاتحاد. متواضع إلى أبعد الحدود وأوضح عبدالعزيز السماك عضو مجلس إدارة اتحاد السلة السابق أن الحديث عن الفقيد أمر صعب، حيث لا يمكن أن تنصفه الكلمات، وتابع: الراحل كان له دور كبير في تطوير لعبة كرة السلة سواء في الأندية أو المنتخبات، وكانت له مساهمات عديدة، وكان يتابع كل صغيرة وكبيرة وكان حريصا على انجاز العمل في الوقت المحدد. وبين عبدالعزيز السماك أنه في احدى المرات ترأس الفقيد وفد منتخبنا المشارك في بطولة آسيوية، وبعد وصولنا كان السكن المخصص للوفد في فندق متواضع جداً، وجاء المنظمون إلى رئيس الوفد الشيخ محمد بن عبدالرحمن وأبلغوه أنه تم حجز فيلا خاصة له، فرفض مغادرة الفندق وقال لهم سأبقى مع ربعي ولن أبدل سكني. وأكد عبدالعزيز السماك أن التواضع كان من أبرز سمات الفقيد الذي يحب الجلوس مع الناس والحديث معهم، وأضاف: في احدى المرات كلفني الفقيد بزيارة جميع الأندية وتفقد احتياجاتها من التجهيزات على مستوى حلق السلة أو تخطيط الملاعب، وقد عملت تقريرا عن ذلك وتم تشكيل فريق لعمل الصيانة في الأندية. طلب سالم من والده أوضح محمد سالم المعلق الرياضي في مباريات كرة السلة أن الفقيد الشيخ محمد بن عبدالرحمن انسان طيب يحب الجميع، وكان دوره كبيرا في لعبة كرة السلة حيث قفز باللعبة من بعد الألفية إلى مستوى متطور وأصبحت المنتخبات تنافس وتحقق الانجازات على المستوى الخليجي. وتابع: كان الراحل رفيع الذوق، وفي احدى المرات تحدث معي طالباً ابني سالم للانتقال من نادي مدينة عيسى إلى نادي المحرق، حيث كان يريد أخذ موافقتي قبل كل شيء، فقلت ليه سالم ابنك يالشيخ وهو في ايد أمينة معكم. وأكد محمد سالم: العلاقة التي تربطني مع الفقيد كانت قوية، حيث كان يعرف أهلي وعائلتي ويتواصل معنا في الأفراح والأحزان، لقد كان طيب الأصل راعي واجب ولذلك حزنا كثيراً على رحيله. وأضاف: الفقيد كان يشاور الرياضيين دائماً ويتبادل الحديث والآراء معهم، ولذلك حين تتحدث معه تجد أنه يمتلك عقلية كبيرة في الرياضة وبعد نظر في كثير من الأمور، كما كان يقدم المقترحات التي تثري الساحة السلاوية. وقال محمد سالم إن اسم الراحل لا ينسى من أذهان كل من ينتمي إلى رياضة كرة السلة في مملكة البحرين، ويجب أن يخلد اسم محمد بن عبدالرحمن في ملاعبنا ومسابقاتنا.
مشاركة :