أنعش عدد من الأجانب والمقيمين اللحوم المتوافرة في سوق المنامة المركزي للحوم، بشرائهم الكميات التي يحتاجونها، في الوقت الذي تشهد السوق غياباً تاماً للمواطنين، الذين عزف كثير منهم عن شراء اللحوم منذ بدء تنفيذ القرار الحكومي برفع الدعم عن اللحوم مطلع شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري (2015). وعلى الرغم من أن الحكومة صرفت مبالغ التعويض المقررة لرفع الدعم عن اللحوم، إلا أن الأسواق بقيت خالية من المواطنين المقبلين على شراء اللحوم، وفق ما رصدت «الوسط» في سوق المنامة المركزي صباح يوم أمس الجمعة (16 أكتوبر/ تشرين الأول 2015). وجلس بعض القصابين أمام فرشاتهم، واضعين أيديهم على خدودهم، منتظرين سائلاً عن اللحوم، التي قلّ عرضها وندر السائل عنها. وقال القصاب علي سلمان إبراهيم، إن الأجانب والمقيمين هم الأكثر إقبالاً على شراء لحوم الأبقار، التي لا يتجاوز سعر الكيلو منها 2.200 دينار، فيما لا تشهد لحوم الأغنام إقبالاً من الأجانب والمواطنين على حد سواء؛ بسبب ارتفاع سعرها. وذكر إبراهيم، الذي ربط مدة عمله في السوق بخروجه من الصف الرابع الابتدائي، أنه كان يشتري نحو 30 ذبيحة يومياً قبل رفع الدعم عن اللحوم، ويبيعها على الزبائن الذين يتوافدون على السوق، ومحله الواقع في منطقة جدحفص، إلا أنه وبعد رفع الدعم أصبح يشتري ذبيحتين أو 3، تبقى لديه يومين حتى يتمكن من بيعها. وأكد أن البحرينيين انقطعوا عن سوق المنامة المركزي بشكل كلي، إذ لا يفد إلى السوق سوى الأجانب والمقيمين، الذي يقبلون على شراء اللحوم المبردة أكثر من الطازجة. إبراهيم الذي ورث المهنة من والده، ذكر أنهم يخسرون يومياً بسبب عدم وجود زبائن، وهو ما ينعكس على دخلهم اليومي، مؤكداً أنه لم يعد قادراً على توفير ما يغطي المصروفات الأساسية من أجرة العمال وسيارة نقل اللحوم إلى محله في جدحفص، إلى جانب مصروف الكهرباء والماء. وأضاف «لم تكن اللحوم تبقى ساعات من وصولها إلى المحل، أما الآن فلا زبائن لشرائها، وتبقى يوماً أو يومين». وقال: «أصبحنا ندفع من جيوبنا طوال الـ 16 يوماً الماضية، ولم نجد أي حلٍ حتى الآن لتداعيات قرار رفع الدعم عن اللحوم». ويشاطره في الرأي القصاب الحاج حسن القصاب، الذي يتخذ من أحد الكراسي في السوق مكاناً للجلوس، ويبقى مراقباً للزبائن، في الوقت الذي أكد فيه عدم وجود إقبالٍ على شراء اللحوم. وأضاف «حتى لحوم الأبقار التي كانت تشهد إقبالاً من الزبائن، أصبحت الآن تتكدس لدى القصابين الذين يشترونها من الشركة». واستمر عدد ليس بقليل من المحلات في السوق في الامتناع عن تداول اللحوم، وبدت خالية إلا أن من قطعة الخشب الكبيرة التي تستعمل في تقطيع اللحم، والميزان الحديدي. إلى ذلك، أكد صاحب شركة ومصنع سترة للحوم، عبدالله جعفر، أن أسعار منتوجاتهم من اللحوم والدجاج لم تتغير، مشدداً على شرعية اللحوم والدجاج التي يستخدمونها في إنتاج الأنواع المختلفة من «الكباب، الكفتة، البرجر...». وأشار إلى أنهم يستوردون اللحوم من أستراليا، وهي تحت إشراف جهات إسلامية، ذلك إلى جانب الدجاج المستورد من الصين والبرازيل. وأشار إلى أنهم يراعون بشكل كبير حلّية اللحوم والدجاج.
مشاركة :