بعد مرور أكثر من شهرين على أزمة اللحوم في البحرين تبين أن المقاصب التي كانت قبل الأزمة تعتمد على الزبون البحريني هي الأكثر تضرراً من التي تعتمد على الأجنبي. فلقد أصبح الرهان في سوق اللحوم على الزبائن الأجنبية رهاناً ناجحاً بالنسبة للمقاصب في الأسواق المركزية، في المقابل فإن الرهان على المواطنين هو رهان خاسر، ذلك لأنهم ثبتوا ومنذ بداية رفع الدعم عن اللحوم في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على مقاطعة شرائها. وبناءً على ذلك فالزبون المقيم أنقذ مقاصب سوق المنامة المركزي للحوم والتي كانت تعتمد قبل الأزمة عليه بنسبة كبيرة، في المقابل فإن المواطنين خذلوا مقاصب سوق المحرق المركزي وسوق جدحفص وسوق واقف لأن أغلب زبائن هذه الأسواق قبل الأزمة هم البحرينيون من أهالي المناطق المحيطة. فقبل الأزمة كانت نسبة الزبائن من المواطنين في سوق المنامة المركزي هي الأقل حسب ما صرح القصابون، بحيث تأتي المطاعم في المرتبة الأولى يليها الأجانب ومن ثم يأتي المواطنون. فالمنامة المركزي كما يقول القصاب سيدناصر الحليبي «هي سوق كبيرة وشاملة، بها 80 مقصباً بالإضافة لأسواق أخرى كبيرة للسمك والخضار، تبيع بالمفرد وبالجملة وبأسعار تنافسية تعتبر الأرخص في البحرين مقارنة بالأسواق الأخرى، فيأتون الزبائن من مختلف المناطق ومختلف الجنسيات ليشتروا كامل احتياجاتهم من لحوم وخضروات وأسماك». ويضيف الحليبي أن المطاعم ومن بعد ارتفاع الأسعار ومنعها من رفع أسعارها «توقفت نسبة كبيرة منها عن الشراء، بينما أمتنع أغلب المواطنين عن شراء اللحوم احتجاجاً على رفع الدعم عنها. لذلك برزت الزبائن الأجنبية فأصبحت في الوقت الحالي هي الزبون رقم واحد رغم أن أعدادها تراجعت وكميات شرائها قلت. وهذه الزبائن ليست دخيلة على السوق فهي تتوافد عليه قبل الأزمة وخصوصاً أن السوق يقع في منطقة حيوية في العاصمة المنامة قرب الفنادق ومناطق سكنهم». أما بالنسبة لسوق المحرق المركزي للحوم فهو يعتمد وقبل الأزمة على الزبائن البحرينيين كما يقول القصاب يوسف الحاكور، مضيفاً «ذلك لسبب طبيعة المنطقة وسكانها، فنسبة الأجانب هنا بسيطة لذلك فإن نسبة تأثرنا بالمقاطعة الشعبية للحوم أكبر من المنامة. فالكثير من الزبائن البحرينيين الذين تعودنا على رؤيتهم لم نعد نراهم». وبين الحاكور أن قصابي المحرق والذين امتنعوا عن تداول اللحوم 49 يوماً لسبب الأزمة «كانو على علم بأن سوق المحرق المركزي سيتضرر كثيراً إذا عاد لتداول اللحوم لأن اعتماده على الزبون البحريني وليس الأجنبي كما هو الحال في المنامة. لكننا ولسبب الأصوات الكثيرة التي لامتنا وطالبتنا بإعادة فتح مقاصبنا، عاودنا فتحها لكن الزبون لم يعد، ومن طالبونا ولامونا على إغلاقها أيضاً لم نشاهدهم ولم نرَ منهم أي تحرك أو مؤازرة. لذلك فإن الزبون الأجنبي أنقذ سوق المنامة، والزبون البحريني خذلنا في المحرق». وأوضح أن بعض الزبائن ومع أول أيام إعادة فتح المقاصب «أتت للشراء وكانت نسبة كبيرة منهم يأتون لشراء اللحوم العربية. ومع مرور الأسبوع الأول تراجعت نسبة الإقبال لتبدأ على إثرها معانات القصابين وتكدس اللحوم». وفي زيارة سابقة لـ «الوسط» إلى سوقي جدحفص وسوق واقف للحوم اشتكت المقاصب هناك من تراجع الإقبال على الشراء بنسبة 85 إلى 90 في المئة، واتفقت المقاصب في كلا السوقين أن السبب يعود لكون الزبون المعتمد عليه لديهما قبل الأزمة هو الزبون البحريني والذي يعتبر الجهة الداعية للتوقف عن شراء اللحوم احتجاجاً على رفع الدعم الحكومي عنه وما نتج عنه من ارتفاع في أسعاره.
مشاركة :