الكويت 2 أغسطس 2021 (شينخوا) عاشت الفنانة التشكيلية الكويتية ليلى هاشم، كل تفاصيل الأحداث في الكويت في الفترة من بداية الغزو العراقي في الثاني من أغسطس عام 1990 وحتى التحرير في 26 فبراير 1991، واستذكرت بعضها في لوحة فنية. وتشارك هاشم البالغة من العمر (59 عاما) في معرض فني نظمته الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية مساء اليوم (الإثنين) في مقرها بمحافظة حولي، تحت عنوان "لن ننسى" لإحياء الذكرى الـ31 للغزو العراقي للكويت. وقالت هاشم، التي تنحدر من أصول عراقية، وتزوجت قبل أكثر من ثلاثة عقود ابن عمتها الكويتي، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "إن الغزو كان صدمة بالنسبة لنا، ولم يخطر على بالنا". وأضافت "شقيقي رفض الانخراط في الجيش العراقي وقتذاك وسُجن بسبب ذلك، وكان يتساءل من سيقاتل في الكويت هل سيقاتل أبناء شقيقته ؟". وتابعت "الكثير تضرّروا من الشعبين بسبب الغزو، والعراق والكويت من أكثر الدول العربية التي تشهد علاقات مصاهرة .. هي حقا ذكرى مؤلمة وتركت جرحا وحزنا، ولكن نتمنى دوما التسامح، وفعلا تمكن الكويتيون من طي الصفحة ولا نأمل أن يتكرر ما حصل في أي دولة عربية". وجسّدت هاشم في لوحتها معركة "بيت القرين"، وهي من بين أشهر المعارك التي خاضتها المقاومة الكويتية ضد الجيش العراقي. وبيت القرين هو منزل في منطقة القرين كان أحد مراكز المقاومة الكويتية إبان الغزو العراقي للكويت، ووقعت فيه معركة في يوم 24 فبراير 1991 أسفرت عن مقتل 12 من أفراد المقاومة بنيران القوات العراقية. وقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بتحويل المنزل إلى متحف لتخليد ذكرى الشهداء. وترمز هاشم في لوحتها لأرواح الشهداء بحمامات بيضاء. وقالت الفنانة الكويتية "إن الحمامات البيضاء، التي تعلو بيت القرين في لوحتها لا ترمز إلى السلام وإنما لأرواح الشهداء، الذين سقطوا في ذلك اليوم، وأما قبضة الشهيد البنية اللون، التي تظهر أسفل اللوحة فترمز إلى امتداد علاقة الكويتيين بأرضهم". وبجانب هاشم، تشارك الفنانة التشكيلية هناء الملا، بلوحتين فنيتين في المعرض، الذي احتضنته قاعة الشيخة سعاد الصباح في مقر الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية. وقالت الملا ل(شينخوا) "إنها حاولت عكس الفترة الإيجابية من الغزو كونها تميل إلى العناصر الإيجابية في أي لوحة". وأضافت "لهذا السبب اخترت التطرق لفترة التحرير من خلال لوحتين خصصتهما للتعبير عن الأيادي البيضاء وتكاتفها لخلق روح وطنية لتحرير الكويت". وتابعت "حاولت أن أتجاوز وأنسى الذكريات المؤلمة التي عشتها، ولكن الفنان الذي يمتلك المشاعر لا يمكن أن ينسى هذه اللحظات". ومضت قائلة "نلاحظ أن الكثير من الفنانين عبروا عن مشاعرهم المختلفة باللوحات المتسلسلة لأحداث الغزو العراقي على الكويت". وعن دور الفنان الكويت في تجاوز هذه المرحلة من تاريخ بلادها، أشارت الملا إلى أن الفن التشكيلي رسالة إنسانية لتوصيل رسائل مختلفة تعبر عن المشاعر والأحاسيس. كما أن الفن ليس للمجاملة أو التكسب، بحسب الفنان عبد الله صفر، الذي كان في الرابعة من عمره أيام الغزو العراقي. وقال صفر "إن اللوحات التي شارك بها في هذا المعرض تؤرخ لفترة عصيبة من تاريخ بلاده". وأضاف أن "الشعوب دوما ضحايا، ولكن هناك ذكرى، ويجب أن نحييها حتى يستذكرها الجيل الجديد، لقد فقدت ثلاثة من أعمامي خلال الغزو، وهذا لا يمكن نسيانه". ويشارك في المعرض 82 فنانا تشكيليا، بحسب رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية الفنان عبد الرسول سلمان. وقال سلمان إن أعمال الفنانين المشاركين سجلت لحظات الغزو بكافة مراحلها، ورصدت مجموعة من الأحداث، من بينها الساعات الأخيرة قبل الغزو ودخول القوات العراقية وانفجار المباني ومقاومة الجيش والمظاهرات والمقاومة الشعبية والاعتقالات وحرق آبار النفط والأسرى ومعركة بيت القرين. ورغم الفترات العصيبة التي مرت بها كل من الكويت خلال فترة الغزو والعراق بعد الإطاحة بنظام صدام حسين في 2003 من قبل القوات الأمريكية، تمكن البلدان من إعادة الدفء إلى علاقاتهما، والعلاقات الدبلوماسية، وتبادل الجانبان زيارات رفيعة المستوى لكبار قادة البلدين. وفي العام 2018 استضافت الكويت بمبادرة من الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مؤتمرا للمانحين لإعادة بناء العراق، وكانت أول من ساهم بمبلغ ملياري دولار.
مشاركة :