ندوة جمعية الشفافية الكويتية: مكافحة الفساد تبدأ من التعليم

  • 8/4/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نظمت جمعية الشفافية، بالتعاون مع الهيئة العامة لمكافحة الفساد (نزاهة)، ندوة بعنوان "نزاهة التعليم وتعليم النزاهة" عن طريق تطبيق "زووم"، بمشاركة أكاديميين وتربويين، لمناقشة واقع التعليم، وأهمية تعزيز قيم النزاهة والشفافية ضمن النشء من خلال التعليم. وقال الأمين العام بالإنابة في "نزاهة"، د. محمد بوزبر، خلال كلمته التي ألقاها في الندوة، ضمن فعاليات النسخة الثالثة لنادي "نزاهة" الصيفي، إن "التعليم له دور مهم وضروري في عملية إعداد الأجيال، وتأثير الفساد عليه يأتي بنتائج وخيمة، والكل يتفق على أهمية دمج مفاهيم النزاهة معه"، مشيرا إلى أن "الجميع يشعر بخيبة أمل، نتيجة تدني ترتيب جامعة الكويت بين نظبراتها العالمية". وأضاف بوزبر أن "جائحة كورونا فرضت ظروفاً جديدة أثّرت على منظومة وجودة التعليم بشكل عام"، لافتاً إلى أن التغيرات العالمية تستدعي تبني أنماط جديدة وتنسيق الخطط من أجل تحقيق مستوى تعليمي عالي الجودة. بدوره، قال رئيس "الشفافية"، ماجد المطيري، إن "التعليم الجيد يعني مستقبلاً جيداً"، معرباً عن أمله أن تدخل توصيات تلك الندوات حيز التنفيذ، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الوضع المتردي للتعليم في الكويت. حوكمة التعليم من جانبها، قالت الموجهة العامة لرياض الأطفال بوزارة التربية نادية المسلم، إنه تمت مناقشة موضوعات متنوعة منها حوكمة التعليم، ودور الأنشطة التربوية في المنظومة التعليمية، والآليات المثلى في تعليم النزاهة. وأكدت أن الوزارة تتعاون مع "نزاهة" منذ أكثر من 3 سنوات في مجال تعزيز القيم لدى الأطفال والطلبة، لافتة إلى أنه تم العمل على تعزيز القيم والسلوكيات الإيجابية، التي تبدأ من مرحلة رياض الأطفال من خلال تعزيز القيم والسلوكيات الحميدة، وغرسها من خلال مواقف وخبرات يكتسبها الطفل من دليل المعلمة لرياض الأطفال، وتأصيل القيم المستمدة من الشريعة الإسلامية كالاحترام، والبر والإحسان، والأمانة، والصبر، والتسامح، وغيرها من القيم التربوية التي تقدمها "التربية"، وضرورة تطبيقها حتى يتم غرسها في نفوس الأطفال، لتكوين نشء صالح في المجتمع. احترام القوانين من جهتها، قالت مديرة مبادرة "شباب ضد الفساد"، سيرينا إبراهيم، إن "تعليم النزاهة يوصلنا في النهاية إلى نزاهة التعليم بكل تأكيد، لأن النزاهة تؤثر بشكل مباشر على الحياة الاجتماعية للشباب، ومدى حصولهم على حقوقهم الأساسية، وعلى جودة الحياة ونوعيتها، وبالتأكيد على مستوى التنمية الاجتماعية"، لافتة إلى أن الفساد قادر على هدم كل المؤسسات والتأثير السلبي على أدائها، وبالمحصلة فإن مكافحته واحترام القوانين سيؤديان إلى بناء مؤسسات أكثر استدامة واحتراما لحقوق الإنسان. وأشارت إلى أن "تعليم النزاهة يجب أن يكون مميزاً لا بالشكل التقليدي، لأن الفساد ليس من السهل فهمه أو رصده بسهولة، وبالتالي فإن الشخص الذي يعمل في مجال مكافحة الفساد عليه أن يكون ملماً بالكثير من المهارات والخبرات"، مشددة على أهمية اتخاذ قرارات جدية، واستراتيجيات متكاملة وشاملة وفعالة تبدأ بالتعليم على النزاهة والشفافية والعدالة، وإلا فإن الفساد سيستشري ليشمل كل نظام مبني، سواء كان اجتماعيا أو سياسيا أو اقتصاديا ليدمره. وذكرت أنه يجب الحديث عن الفساد بطرق مبسطة وسهلة خاصة للفئات الصغيرة في العمر، مؤكدة ضرورة أن تتضمن الطرق التي يجب اتباعها في الحديث عن الفساد للشباب، توعية التفكير النقدي، وحثهم على المشاركة الفعالة والمساهمة في محاربة الفساد. وأشارت إلى أن الحديث عن الفساد يحتاج إلى جرأة وشجاعة، وهو أمر ليس سهلاً، "ولهذا علينا خلق بيئة حاضنة للشباب للتعبير عن مخاوفهم ومشاعرهم، ليسألوا كل الأسئلة التي تخطر على بالهم بكل جرأة"، لافتة إلى أن مبادرة شباب ضد الفساد أنشت عام 2018 لخلق هذه البيئة الحاضنة للشباب، ومنحهم الفرصة للتعبير عن آرائهم وتطلعاتهم. تمكين الشباب بدورها، قالت مديرة الشركات والعلاقات في "لوياك" منى زعيتر، إن "لوياك" هي مؤسسة غير ربحية أنشئت من أجل تمكين الشباب من خلال فرص وبرامج ليكونوا مواطنين صالحين وفعّالين في المجتمع، "وكل برامجنا مبنية على سبع قيم هي الحب والسلام والتمكين والإبداع والالتزام والتعاون والتوعية". وأضافت زعيتر أن "هذه البرامج والقيم نسعى من خلالها إلى إيجاد شباب مستنيرين من أجل السلام والبناء، وهناك 3 محاور تندرج تحتها كل برامجنا، إذ يتحدث المحور الأول عن التطوير المهني، والثاني عن التعلم بالتجربة، والثالث يركز على الخدمة الاجتماعية". ولفتت إلى وجود تعاون بين "لوياك" والعديد من المؤسسات الحكومية والخاصة في مجال توعية الشباب، مبينة أن "آخر لجنة توعوية كانت لجنة التعريف بالجرائم الإلكترونية بالتعاون مع وزارة الداخلية، والتي سعينا من خلالها إلى تعريف الشباب بكيفية التعامل مع الجرائم الالكترونية واستخدامات وسائل التواصل الاجتماعي بما يضمن عدم تعرضهم للضرر أو المساءلة القانونية، وهذا يساهم في تعليم الشباب تجنب الوقوع في الخطأ أثناء استخدام التكنولوجيا". مكتسبات الطلبة من جانبها، قالت منسقة قائمة الوسط الديموقراطي في جامعة الكويت أشجان الديحاني، إن الاتحاد الطلابي منظومة تمثل جميع طلبة كليات الجامعة، وتختصر دور الجمعيات الطلابية والاتحاد في الدفاع عن مكتسبات الطلبة وحرياتهم وحقوقهم، لافتة إلى أنه من المحزن أن بعض النقابات انحرفت عن مسارها وسبب وجودها وسرعان ما تحولت إلى إحدى بؤر الفساد اليوم، فالموضوع لا يقتصر على أسوار الجامعة، فالطالب الذي يمارس دوره داخل الجامعة ينقل ممارسته إلى الخارج. وتابعت الديحاني أن غياب دور الجهة المسؤولة عن سير عملية العمل النقابي والطلابي داخل الجامعة ساهم في حدوث مثل هذه الممارسات غير الصحيحة، مشيرة إلى أن "الجهات المسؤولة بالجامعة لا تحرك ساكنا تجاه ممارسات بعض الجمعيات الطلابية، خاصة فيما يخص القبلية والطائفية، ولا يتم التعامل مع مثل هذه الممارسات الخاطئة بحزم، مما أدى إلى تفاقمها وتأثيرها السلبي على العمل الطلابي، وهذا يعيدنا إلى الحلقة الأولى، وهي التي نتحدث عنها بوجود الفساد في مثل هذه المؤسسات الطلابية بكل أسف".

مشاركة :