هناك الكثير من التجارب والمشروعات العربية والعالمية لإعداد الأبطال الأولمبيين، قد تتشابه أو تختلف فيما بينها في العديد من الأهداف والخطط والإستراتيجيات، إلا أنها تكاد تتطابق في هذه الإستراتيجيات السبع التي تُسهم في نجاح مشروع البطل الأولمبي: الأولى: وهي "البداية المبكرة جداً" لصناعة البطل الأولمبي، حيث يتم اكتشافه واختياره وهو في السابعة أو الثامنة من عمره، بل وأقل من ذلك في كثير من الأحيان. في هذا العمر المبكر، تبدأ العضلات الأولية بالتشكّل، وتبدأ ملامح الشغف والتطلع، وتكون القدرة على التعديل والتطوير والتوجيه عالية جداً. الثانية: وهي وجود نظام "المنح الدراسية" والتي تُمثّل الحاضنة الآمنة للبطل الأولمبي الصغير، بحيث يتم التكفل بكل تفاصيل حياته، المادية والدراسية والاجتماعية. الثالثة: وهي "مصادر الإلهام الأولمبي" والتي تكون عادة من أبطال ومدربين أولمبيين يُشرفون على تأهيل وتدريب وإلهام الأبطال الصغار الذين يحلمون بأن يكونوا مثلهم. الرابعة: وهي "الحوافز المليونية" التي تمنحها الدول والشركات الداعمة لمن يحصل على ميدالية أولمبية، الأمر الذي يدفع الأسر على تشجيع أبنائها، ويُحفز الأبطال على التطور والشغف. الخامسة: وهي إقامة "الأولمبياد المحلي"، سواء في المدارس والأندية والمراكز والأكاديميات الرياضية، فمثل هذه المسابقات التي تُحاكي الألعاب الأولمبية ستزرع في نفوس الصغار والشباب التطلع لتحسين الأرقام والمستويات والاقتراب من تحقيق الحلم والحصول على ميدالية أولمبية، ولكن كل ذلك بشرط أن تكون هذه المنافسات حقيقية ومحكمة وليست شكلية أو تجميلية. السادسة: وهي اختيار "النموذج المناسب" لصناعة البطل الأولمبي، سواء كان عربياً أو عالمياً، فالتجارب والمشروعات التي نجحت في صنع الأبطال الأولمبيين كثيرة ومعروفة، ويمكن الاستفادة منها. السابعة: وهي "الإيمان بقيمة الميدالية الأولمبية" والتي مُنحت لأول مرة في أولمبياد أمستردام في العام 1928، وقد صممها الرسام والنحات الإيطالي الشهير جوزيبي كاسيولي "1865-1942" والذي أطلق عليها trionfo وتعني بالإيطالية النصر، الميدالية الأولمبية بألوانها الثلاثة: الذهبي والفضي والبرونزي، قيمة لا تُقدر بثمن، لأنها تُمثّل حالة الإعجاز الرياضي البشري، ولأنها تُعلّق على صدور الأبطال الملهمين الذين تحدوا كل الظروف ليلمع بريقها الأخاذ في عيون المليارات من البشر في كل العالم والتي تُشاهد بفرح ذلك العلم الخفاق الذي يُرفرف في سماء المجد وتستمع بفخر لذلك النشيد الجميل الذي يُطرب مسامع الألق.
مشاركة :